تؤكد المنظمات الدولية لهيئات سوق المال والأوراق المالية، دائماً، على أن ظاهرة غسيل الأموال قد نشأت في أمريكا ومن ثم في أوروبا،
حوار
ظاهرة غسيل الأموال .. والمجتمعات الرأسمالية
لقاء سعيد , 18 Jul 2010 ساعة 10:19
تؤكد المنظمات الدولية لهيئات سوق المال والأوراق المالية، دائماً، على أن ظاهرة غسيل الأموال قد نشأت في أمريكا ومن ثم في أوروبا،
وكالة أنباء التقريب (تنا) :
تؤكد المنظمات الدولية لهيئات سوق المال والأوراق المالية، دائماً، على أن ظاهرة غسيل الأموال قد نشأت في أمريكا ومن ثم في أوروبا .
والسبب يعود الى أن هذه الظاهرة تحتاج الى أن تنمو في ظل اقتصاد يسمح لها بالنمو، كذلك فأن بنوك هذه الدول تتمتع بحرصها الدائم على السرية والكتمان أزاء المصادر الحقيقية لرؤوس الأموال المدخرة والمودعة في خزائنها، ما يساعد هذا بطبيعة الحال على تنامي هذه الظاهرة بشكل أسرع.
ففي رسالة للنائب الجمهوري عن ولاية نيويورك، بعث بها إلى النائب العام الأمريكي إيريك هولدر، يقول فيها: أكتب إليكم لأعرب عن قلقي أزاء ثغرات محتملة في نظام الرقابة المصرفي الوطني، قد تسمح للمؤسسات المالية الأمريكية بأن تساهم في عمليات عالمية ضخمة لغسیل الأموا ل .
حول هذا الموضوع اجرى مراسل (تنا) حواراً مع الاستاذعبد الحلیم فضل الله الخبیر فی الشؤون الاقتصادیة من لبنان
س:في ظل تورط رؤوس ومسؤولين في ظاهرة غسيل الأموال، كيف يمكن قراءتها؟
ج : أن ظاهرة غسيل الاموال تعد ظاهرة ملازمة للنظام الرأسمالي منذ نشأته، وهذا ما ساعد على فتح قنوات متعددة غير شرعية طبعاً، ساهمت في بلوغ هذه الظاهرة أوسع مجالاتها. كذلك فأن لوجود الغطاء والدعم السياسي داخل الادارات الحكومية قد شجع على توسيع نطاق هذه الظاهرة.
س:ما هي التداعيات الاجتماعية والفكرية والاخلاقية لهذا البلد الذي تنتشر فيه هذه الظاهرة ؟
ج :إن هذه الظاهرة قد انتشرت في بلدان طالما كانت القوانين فيها غير واضحة، أو يكون فيها السياسيون أعلى من سلطة القانون، وفي هذه الحالة سيكون هناك تجاراً كبار يمارسون عملية غسيل الأموال، دون أن يجدوا رادع يردعهم. وهذا بطبيعته سيؤثر تأثيراً سلبياً كبيراً على المجتمع .
س:لماذا لا تحد من هذه الظاهرة، القوانين والتشريعات والاجراءات الأمنية وما شابه في دول أمريكا وأوروبا؟
ج :عندما ترتفع طرق الكسب غير الشرعي أو غير الحلال على طرق الكسب الحلال، فهذا يعتبر دون أدنى شك تدني اجتماعي واخلاقي وفكري لهكذا مجتمع. وأن من شأنه إلحاق الضرر الفادح بالتماسك الطبقي له على حساب كل المبادئ والقيم المثلى التي يسعى لبلوغها أي مجتمع.
س:أثبتت التقارير بأن عمليات غسيل الأموال تتم من خلال خبراء مختصين على علم بقواعد الرقابة والإشراف المالي في الدول. فماذا تقولون ؟ما العلاقة بين ظاهرة غسيل الأموال والفساد السياسي في هذه الحالة، خصوصاً في الدول الغربية ؟
ج :أن وجود المتخصصين في علوم الرقابة والاشراف المالي بين هؤلاء الممارسين لغسيل الأموال، يعد في نظر المراقبين والمحللين، مؤشراً سلبياً يتيح لهؤلاء تدبير أمورهم بشكل أوسع وبعيداً عن أعين الرقابة القانونية. حينما يتم استغلال ثغرات القانون لصالحهم. هذه الظاهرة وحسب ما أدلت به المصادر، قد توسعت فاجتازت تجارة المخدرات، لتشمل فيما بعد جرائم القتل وتهريب السلاح والاختطاف والسطو والاختلاس وغير ذلك من الجرائم الأخرى. وكذلك تشكيل شبكات وعصابات مسلحة ومنظمة، باتت تشكل خطورة على الاستقرار الاجتماعي.
اجرت : الحوار لقاء سعيد
رقم: 21013