انفجار زاهدان لضرب الامن و الوحدة الوطنية و نشر الفتنة المذهبية
الاعتداء الإرهابي الذي استهدف العام الماضي مسجد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في زاهدان و التفجيرات الأخري التي استهدفت ابناء الشعب الإيراني من اهل السنة و الشيعة لابد من الوقوف أمام هذه الجرائم الفتاكة التي لا تستهدف الا المسلمين والأمن الوطني في بلد إسلامي اثبت نواياه في وقوف الى جانب قضايا الإمة الإسلامية
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا ) : حوار خاص يتناول الجریمه النکراء للعملية الارهابية المزدوجة ضد احد بيوت الله في مدينة زاهدان جنوب شرق الجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما كان عدد كبير من المصلين مجتمعين لاحياء ذكرى ولادة الامام الحسين عليه السلام. حول هذا الموضوع حاورت مراسلة"التقريب" الاستاذ الجامعی فی القانون فی الجامعه اللبنانية و الجامعة الاسلامية و باحث و مفكر في الشؤون العسكرية و الاستراتيجية العميد الركن الدكتور امين محمدحطیط.
س:الدکتور امين بنظرکم من یقف وراءهذه التفجيرات ؟ ج : نعلم ان ايران تقف على خط الدفاع عن حقوقها و كرامتها و سيادتها و امن شعبها بمواجهة المشروع الغربي/الصهيوني الاستعماري الذي تقوده اميركا عالميا و تمثل اسرائيل قاعدته في الشرق الاوسط اقليميا. و قد تمكنت ايران خلال السنوات الثلاثين الاخيرة من الصمود على خطوطها الدفاعية تلك و وصلت الى مستوى في الردع و المناعة ما افقد العدو ثقته بقدرته على شن حرب تدميرية او احتلالية ضدها كما جرى في العراق و قبلها في افغانستان. و باتت المواجهة بين ايران، التي تمكنت من ارساء منظومة مقاومة و مواجهة للمشروع الغربي اقليمياً و دولياً، واصحاب المشروع الغربي قاسية بالنسبة لهؤلاء الذين فقدوا في المدى المنظور حرية استعمال القوة العسكرية التي تغير الواقع و تجعله كما يريدون، ما اضطرهم الى اللجوء الى استراتيجية بديلة تقوم على عناصر ثلاثة تصب في هدف انهاك ايران و اضعافها للتمكن من التهامها و الحاقها بمشروعهم، و هذه العناصر هي:
- ضرب الامن و الوحدة الوطنية و الجبهة الداخلية، - التضييق على الاقتصاد و التطور العلمي، - الانشغال بالفتن المفتعلة في المنطقة ضد ايران.
و تأتي هذه التفجيرات في سياق خدمة العنوان الاول المتعلق بالامن و الجبهة الداخلية ما يقود و بكل بساطة الى القول ان اميركا هي المحرك الرئيسي مع اسرائيل لمثل هذه الاعمال بصرف النظر عن الاداة التنفيذية المأجورة، حيث ان العمالة و الارتزاق العسكري و السياسي لاميركا اصبح ثقافة منتشرة في المنطقة كلها و للاسف.
س : رئيس مجلس الشوری الاسلامي علي لاريجاني حمل الاداره الامريکيه مسؤولية هذه الجريمه النکراء ,ما هو رأيكم ؟ ج : في الاتهام منطق سليم لاننا عندما نواجه جريمة ما نبحث عن المستفيد و صاحب المصلحة، و اليوم اميركا العاجزة عن الانجاز العسكري في افغانستان و العراق، انقلبت الى سلوكية اخرى في ايران التي تشكل في مناعتها و صلابتها السياسية المدعومة بقوة عسكرية رادعة و بشعب ملتزم حاضن لثورته الاسلامية، تشكل عقبة اساسية امام استنقاذ اميركا لنفسها من وحول المنطقة. لهذا نجد ان مصلحة اميركا هي في مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تمارسها ميدانياً و في الخفاء، كما تمارس سلوكيات العقوبات الاقتصادية الظالمة ضد ايران.
س: ما هي الاهداف المحلیة و الاقلیمیة من هذه الحریمة؟ ج : اعتبر ان الاهداف الفعلية لهذه التفجيرات تتجه الى ما يلي :
- احداث اخلال بالامن الايراني الداخلي لتتساوى ايران مع محيطها في العراق و افغانستان و باكستان في توصيف الامن المفقود الذي تسبب الاحتلال الاميركي به.
- اشغال القوى العسكرية الايرانية بعمل اضافي يلهيها عن وظيفتها الرئيسية في الاعداد للمواجهة دفاعاً عن الوطن بوجه اعدائه الخارجيين . - محاولة اضرام نار الفتنة المذهبية بين السنة و الشيعة في ايران. - الاساءة الى العلاقات بين ايران و باكستان باعتبار ان الاخيرة هي التي تؤوي الاداة التنفيذية للعملية. - ارباك القيادة السياسية لتكون الضغوط عليها خارجيا مجدية في تحقيق اهداف اميركا.
س : بنظرکم هل هذه الحریمة ایضا من الخطط الصهیو-امریکیة لاثارة الفتن الطائفیة و ما دور علماء الاسلام لمواجهة هکذا جرائم ؟ ج : ان اختيار المسجد ليكون ميدان الجريمة و اعلان المنفذ عن هويته و مذهبه يؤكد ان احدى الاهداف الرئيسية للجريمة الارهابية هي نشر الفتنة المذهبية، و هنا يأتي دور علماء الدين خاصة و رجال الفكر عامة في فضح الممارسات هذه و اظهار ان المجرم لم يقتل باسم مذهبه او دفاعاً عن مذهبه و ان المسؤولية في كل حال لا تقع علی ابناء المذهب الذين لم يستشاروا في الامر اصلاً و ليس لهم يد في تنفيذه، و ليست لهم اي مصلحة في ما انتج. لذلك ينبغي ان لا تكون ردة الفعل على هؤلاء بصورة تؤدي الى نجاح الخطة الغربية في نشر الفتنة المذهبية. فالمجرم قتل باسم الغرب و لصالح الغرب و ان الاسلام بكل مذاهبه منه براء لا بل ان الاسلام بكل مذاهبه هو الضحية في كل الاحوال. على علماء الدين اذن تقع مسؤولية نشر التوعية و تبيان الحقائق و الاهداف و براءة اي مذهب من الجريمة و التأكيد على العدو الحقيقي حتى لا نخدم هذا العدو بايدينا و بغرائزنا اكثر مما يستطيع ان يحقق هو بنفسه.