د . منال فنجان لـ"تنا" : "داعش" مشروع دولي واقليمي لتقسيم العراق ودول المنطقة
"داعش" مشروع سياسي وليس مذهبي
وفي حوارها مع وكالة انباء التقريب "تنا" على هامش المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران هذا العام تحت عنوان "الازمات الراهنة في العالم الاسلامي" ، اكدت الدكتورة منال فنجان على ضرورة عقد مثل هذه المؤتمرات التي تدعو الى توحيد الصف الاسلامي ومواجهة المخاطر التي تهدد امن واستقرار وهوية الشعوب الاسلامية لان مصالح واهداف المسلمين كلها واحدة .
واوضحت الى ان اهم هذه المخاطر التي يواجهها المسلمين اليوم هو خطر الفتن والتخندقات المذهبية والعرقية التي تحركها اجندات داخلية وخارجية مستغلين الفكر المتطرف والمتشدد لدى بعض النخب الدينية وبعض المفتين التكفيريين والشباب المتأثر بهذا الفكر لتحقيق مآربهم السياسية .
واردفت ان الفكر التكفيري بدأ بالخوارج الذين ظهروا بعد الرسول الكريم (ص) حيث توالت واستمرت حركتهم الى يومنا هذا متمثلة بابرز وجوهه اي ابن تيمية وابن قيم الجوزية ، لافتة الى ان انتشار هذا الفكر وبهذا الشكل وخلال عدة قرون دلالة على وجود ارضية مساعدة لتقبل هذا النهج المنحرف والخطير مما يستدعي التحقيق في التراث الاسلامي ودراسته بشكل دقيق من قبل المفكرين والباحثين الاسلاميين وكذلك المراجع الدينية لكشف المفاهيم الخاطئة وكذلك التزوير الذي اعترى التراث الاسلامي وتنقيحه ، وهذا التحقيق والتنقيح لا يشمل مذهب معين بل كل المذاهب لان التراث الاسلامي نهل من كل المذاهب الاسلامية .
وعن دوافع تأسيس التنظيم الارهابي والاكثر توحشا من القاعدة وطالبان اي "داعش" اكدت الدكتور منال ان الهدف هو سياسي وليس مذهبي كما يروج له بعض الاعلام العربي والغربي جاءت به بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها السعودية ومن ثم تركيا وقطر والامارات بتعاون ودعم من الولايات المتحدة الامريكية لاغراض سياسية مختلفة اهمها تقسيم العراق ودول المنطقة الى دويلات طائفية وعرقية .
ومن الاهداف الاخرى لتشكيل هذا التنظيم الارهابي كما اشارت اليه استاذة القانون الدولي هو جعله اداة ضغط سياسي على الدول التي دخلها كالعراق وسوريا واستنزاف مواردها الاقتصادية وارباك وضعها الامني والسياسي من خلال الجرائم البشعة التي يرتكبها .
التخوف من ايران والتشيع
وعن المحاولات السياسية والاعلامية للتخويف من ايران والمذهب الشيعي قالت السيدة منال ان السبب الرئيسي يرجع الى موقف ايران الثابت والقوي في دفاعها عن الفلسطينيين وانتفاضتهم ومسانتدهم المستمرة للمقاومة هناك الذي يمثل تهديد للكيان الاسرائيلي ويثير غضب حلفائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة .
وتشير الاكاديمية العراقية الى العامل الثاني في هذا الموضوع وهو جذور هذا العداء الذي يرجع الى الفكر الوهابي التكفيري لكثير من المؤسسات والمدارس الدينية في العالم التي ترعاها السعودية .
هذا المخطط كما توضحه السيدة منال يصنف ايران كدولة شيعية وليس كدولة اسلامية يشكل خطرا على دول الجوار وكل منطقة الشرق الاوسط مستبعدة الخطر الاسرائيلي وبهذا تستهدف المذهب الشيعي على انه يشكل خطر على سائر المذاهب ولا يجب التعامل والتقارب معه .
والمحت القانونية العراقية الى ان هذا النحو من التشويه الاعلامي على ايران استقبلته الدول العربية لا من باب انها مقتنعة بالفكرة وانما بسبب تحالفها مع السياسات الاستعمارية والصهيونية من جانب وخوفها على عروشها من جانب اخر من ان تتأثر شعوبها بالحركات الثورية خاصة الثورة الاسلامية الايرانية .
وسألنا السيدة منال فنجان عن كيفية مواجهة هذا المشروع الخطير اشارت الى ضرورة الانفتاح الايراني على المحيط العربي والغربي وحتى امريكا من خلال علاقتها الطيبة مع بعض الدول العربية خاصة العراق ، لانها بحاجة الى ان يسمع العالم صوتها كنظام حكومي نموذجي مشرف .
وفي هذا السياق اشارت السيدة منال الى اوجه الاختلاف في الرؤى السياسية بين ايران وبعض الدول العربية الى ان العامل لا يمنع من التواصل والارتباط بين ايران والشعوب العربية التي لا تعرف الكثير عن خصوصيات وقوانين المجتمع الايراني خاصة فيما يدور حول مكانة المرأة المتميز في الجمهورية الاسلامية .
تهميش السنة في العراق
وهل حقيقة الطائفة السنية مهمّشة في العراق اجابت القانونية العراقية ان السنة متواجدين في جميع مرافق الحياة العراقية ولهم مناصب في كل المستويات من الحكومة والبرلمان الى المحافظات والقيادات في الجيش العراقي .
واشارت الى ان الهدف من هذا الاعلام الذي يقوده بعض السياسيين الذين يدعون انتمائهم وزعامتهم للطائفة السنية ، هو ايجاد تخندق مذهبي بحيث انخدعت بعض القواعد الشعبية في المحافظات السنية بهذا الاعلام المضلل الامر الذي سهل تغلغل الجماعات الارهابية المدعومة سعوديا مثل القاعدة وداعش في الانبار وبعض المناطق السنية .
واوضحت السيدة منال ان ابناء هذه المناطق سرعان ما كشفوا هذه الجماعات على حقيقتهم الغير اسلامية من خلال الممارسات التي ارتكبوها من اغتصاب للنساء وقتل وذبح معارضيهم وتشريد الالف من العوائل الذين سكنوا فيما بعد كلاجئين في المناطق الشيعية .
التحالف "العسكري" السعودي
وعن "التحالف العسكري الاسلامي" المزعوم بقيادة ال سعود قالت السيدة منال ان السعودية وبتوجيه امريكي تسعى من خلال تشكيل هذه التحالفات ان يكون لها مكان في التوازنات الاقليمية ، مستبعدة من ان يكون الهدف منه هومحاربة الارهاب .
ولفتت الى ان هذا التحالف لا علاقة له بالقضية الفلسطينية او دعم الانتفاضة المشتعلة في الضفة والاراضي المحتلة .
دورالازهر في مواجهة التكفير
ودعت الاكاديمية العراقية علماء الدين والمراكز الدينية الكبرى كالازهر بان يتحملوا مسؤولية مواجهة المخطط الصهيوني الغربي لتقسيم العالم الاسلامي الى دويلات طائفية ومذهبية ، لافتة الى ان الناس تسمع من فقهائها امور دينها اكثر من سائر صنوف المجتمع ، لان الامر يتعلق بمعتقداتهم الدينية والاحكام الفقهية التي يستغل العدو من بعض مواطن ضعفها لاثارة النزاعات المذهبية من خلال فتاوي التكفير ولهذا فمعالجة هذا المشروع الخطير وكذلك فوضى الفتاوي التي تسبب بانتشار التشدد والتطرف والارهاب ، يقع على عاتق علماء الدين بالدرجة الاولى .
وانتقدت السيدة منال الازهر في هذا المجال بانه لم يؤد دوره المطلوب وما قام به لحدالان لم يرتقي الى مستوى حجمه ومكانته بين المسلمين وما يعرف عنه من وسطية واعتدال .
ودعت الاستاذة العراقية الازهر بان يجعل مصلحة الدين والمسلمين فوق المصالح المادية وعدم الانضمام الى التحالفات السعودية المشبوهة التي تضر بمصلحة المسلمين .
وكيف يمكن لنا ترجمة ثقافة التقريب عمليا اشارت الدكتورة منال فنجان الى ان هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع طبقات المجتمع من مثقف وعالم دين واعلامي وبذلك لها اليات كثيرة ومتنوعة كل حسب اختصاصه وصنف الملتقين على ان يتم بتنسيق ونهج واحد وبشكل متوازي.
ولفتت الى ان المسألة الاخطر في هذا الامر هو وجود القنوات الفضائية الفتنوية حيث يجب الاسراع في اغلاقها جميعا "شيعية كانت او سنية" مطالبة بتأسيس لجنة قانونية لمحاسبة هذه القنوات واقامة دعوى ضدها لما تسببت بنشر ثقافة التطرف والتشدد والفكر التكفيري الذي انتج جيل من القتلة راح ضحيتها المئات من الابرياء من المسلمين .
اجرى الحوار : محمد ابراهيم رياضي