QR codeQR code

مدیر المرکز العربی للدراسات الإیرانیة لوکالة انباء التقریب:

العولمة ظاهرة من نتاج النظام الرأسمالي

3 Aug 2010 ساعة 13:03

إعتبر مدیر المرکز العربی للدراسات الإیرانیة "محمد صالح صدقیان" فی حوار خص به مراسل وکالة انباء التقریب؛ العولمة ظاهرة من نتاج النظام الرأسمالي من اجل السيطرة علی قدرات امكانات الشعوب مضیفا بأن " شعوب العالم الثالث نجحت لحد الان علی استيعاب اثار العولمة علی الرغم من المشاكل التي سببتها هذه الظاهرة واستطاعت هذه الشعوب من استخدام العولمة من اجل زيادة وعيها لمواجهة الاستعمار الجديد."


وكالة انباء التقريب (تنا) :
حوار مع مدير المركز العربي للدراسات الايرانية:

س) لماذا الخوف من ايران من قبل بعض اخواننا من المسلمين، هل هناك مبرر للخوف من ايران على اساس انها معقل للمذهب الشيعي في العالم الاسلامي؟
ج) لقد سعی الاستعمار الغربی الی اثارة الفتن الطائفية والقومية في صفوف الشعوب الاسلامية ، بالشكل الذي كانت هذه الفتن السلاح الجديد الذي استخدمته اعداء الامة من اجل ايجاد الفرقة داخل المسلمين، ومما يؤسف له ان البعض من المسلمين وقعوا ضحية هذه الفتن، خصوصا الفتنة الطائفية التي كانت مثار حديث وجدل بين علماء المسلمين والمصلحين اللذين حاولوا تنبيه المسلمين الی خطورة الفتنة الطائفية.ومما يدعو للاسف ان هذه الدعوات لم تستطيع الدخول الی ثقافة بعض المسلمين اللذين تمسكوا – عن قصد او غير قصد – بالفتنة الطائفية، والتي اثرت علی
تقدم الامة ونهوضها. وليس من شك فان اعداء الامة لا يتورعون في اثارة هذه الفتن لان تعزيز
وتركيز هذه الفتنة المقيتة كاف لابقاء الامة علی جهلها وثنيها عن التقدم والنهوض. 

ومنذ ان انتصرت الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني رحمة الله عليه، فانها كانت تنبه الی خطورة التفرقة بين المسلمين، حيث دعا الامام الخميني الی الوحدة الاسلامية باعتبارها الطريق السليم الی عزة وتقدم العالم الاسلامي، ووضع في سلم اولوياته التقريب بين المذاهب
الاسلاميه ودعا الی الوحدة الاسلامية ووحدة الراي والاتجاه من اجل مواجهة الاستعمار والاستكبار العالمي .
وبناءا علی ذلك ، فتحت ايران قلوبها لكل المسلمين وحاولت تقليل الفجوة التي خلقها اعداء الامة من اجل الوحدة الاسلاميه، الا ان ذلك لم يخدم اغراض البعض ممن حاولوا التصدي لفكرة الوحدة الاسلامية بسبب دوافع، اقل ما يمكن وصفها بانها تنبع من جهل للفكر الاسلامي والعقيده الاسلاميةوالروح الاسلامية التي تحاول الاخاء بين صفوف المسلمين.

س) كيف يمكن ان نقيم تحالف اسلامي بين اقطاب الدول الاسلامية لمواجهة اعداء الأمة الاسلامية؟
ج) ان خلق الوعي للمسلمين بضرورة نبذ الخلافات الطائفية، وتغليب كلمة الله العليا، والتمسك بحبل الله المتين كاف لخلق ارضية التحالف الاسلامي بين الدول الاسلامية، لاني اعتقد ان مثل هذا التحالف لا يمكن له ان يصدر بقرار او بفرمان وانما يجب ان تخلق الارضية المناسبه من اجل جعل الكيان الاسلامي يفكر بعقلية واحدة ووعي لاستيعاب مشاكل الامة وايجاد الحلول الناجعة من اجل مواجهة هذه المشاكل ، معتمدين في ذلك علی قدرات وامكانات هذه الامة مع الايمان بقدرة هذه الامة وقدرتها في تحقيق الاهداف التي تتطلع لها في كافة المجالات .

س) ما هي سبل التخلص من الحالة الطائفية و المذهبية و تحقيق التقريب بين المذاهب الاسلامية؟
ج) اني اعتقد ان النخب الفكرية والسياسية والعلمية تتحمل مسوولية كبيرة علی هذا الصعيد، واذا استطاعت هذه النخب من جعل اساليب التخلص من الطائفية في سلم اولوياتها من خلال عملها داخل صفوف الامة عند ذلك یمكن القول باننا وضعنا اقدامنا في اول الطريق، ويجب علينا ان نتذكر دعوة الانبياء وعمل الائمة والمصلحين اللذين جاهدوا وعملوا وصبروا من اجل تنوير الامة وتثقيفها من خلال الالتفاف حول راية لا اله الا الله ، ومحمد رسول الله الذي لا يختلف عليها المسلمون ، وصدق الداعية الكبير الشهيد حسن البنا عندما قال ان الامة يجب ان تجتمع علی المشتركات وتترك الامور
المختلف عليها لان ما نتفق عليه اكثر بكثير عما نختلف عنه. وان مثل هذا الوعي كفيل للتخلص من الفتنة الطائفية والمذهبية التي يعمل اعداء الامة علی اثارتها للحوول دون وحدة الامة ودون وحدة قرارها وهدفها.

س) هل العولمة التي كثر الحديث عنها هي من نتاجات الفكر و العقلية الغربية باتجاه السيطرة العالمية ام هي بوابة للدخول في العالم المعاصر و انهيار البشرية؟
ج) العولمة هي نتاج النظام الراسمالي من اجل السيطرة علی قدرات وامكانات الشعوب، وقد سعی النظام الراسمالي الی تصدير فكرة العولمة والقرية الكونية للسيطرة علی شعوب وثروات العالم حيث دعم انتشار المعلوماتية والقنوات الفضائية من اجل تقليص المسافات، كما انه عمل علی تسويق
العولمة في كافة المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية، وخصص لكل مجال من هذه المجالات اساليب وطرق من اجل السيطرة علی العالم فكريا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا.
واني اعتقد ان شعوب العالم الثالث نجحت لحد الان علی استيعاب اثار العولمة علی الرغم من المشاكل التي سببتها هذه الظاهرة، واستطاعت هذه الشعوب من استخدام العولمة من اجل زيادة وعيها لمواجهة الاستعمار الجديد.
ومرة اخری اقول ان النخب والانظمة السياسية في الوطن الاسلامي تستطيع استخدام اليات العولمة من اجل زيادة الوعي واستخدام امكانات الامة في جميع المجالات من اجل النهوض والتقدم والتنمية .
اجری الحوار: عبدالرسول الکعبی


رقم: 22388

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/interview/22388/العولمة-ظاهرة-نتاج-النظام-الرأسمالي

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com