استنكر امين عام اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود استعانة السعودية بشركة اسرائيلية في تنظيم امور الحجاج قائلا: "..كنا أول من أثار الموضوع في الإعلام و ذكرناه في خطبة الجمعة، بإعتبار أن استخدام هذه الشركة يعتبر جريمة جديدة ضمن جرائم النظام السعودي ضد المسلمين و الحجيج و هو أمر خطير جداً، و يتوافق مع حملة التطبيع التي يقوم بها انور عشقي و تركي الفيصل".
جاءت تصريحات الشيخ ماهر حمود في حوار أجراه معه موقع الوقت الإخباري.
وقال الشيخ حمود في معرض رده على سؤال حول منع السعودية عشرات الملايين من المسلمين في ليبيا وسوريا واليمن وإيران من أداء مناسك الحج: إن منع الحجاج من الحج ما حجمه مقابل الحرب على اليمن أو بالنسبة لتدمير سوريا و ما يحصل في ليبيا و ما يحصل للجيش المصري و ما يحصل في لبنان، يعني حجم الجرائم التي ترتكب بإسم الإسلام و بإسم خادم الحرمين و تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله، أكبر بكثير من منع الحجاج من الذهاب إلى الحج، فكيف نستغرب جريمة "صغرى" أمام جرائم كبرى.
وأوضح الشيخ حمود أن دموية الملك سلمان وحاشيته لا يمكن مقارنتها بالحكام السعوديين الآخرين، حيث قال: هناك فرق واضح بغض النظر عن بعض الأمور بين الملك عبدالله و ما حاول القيام به من تقريب وجهات النظر بين سوريا و سعد الحريري مثلاً و بين الملك سلمان و حاشيته الذين لا أدري لما هم بهذه الدموية و المغامرة و الفجور.
وفي مقارنته لجريمة صد السعودية عن سبيل الله من خلال منع الحجاج من أداء مناسك الحج، مقارنة بالنسبة للجرائم الاخرى التي يرتكبها النظام السعودي، أشار الشيخ حمود الى حديث "عبدالله إبن عمر" وقال: عندما مرّ عبدالله إبن عمر في الكوفة بعد كربلاء، فراح أهل الكوفة يسألونه عن دم البعوضة إذا ما أصاب الثوب إن كان ينجس أم لا، فقال لهم عجباً تسألون عن دم البعوضة و لا تسألون عن دماء الحسين و آل بيت رسول الله (ص)، لذا هذا الإنحراف موجود في بعض المراحل التاريخية و مراحل العالم الإسلامي في بعض المناطق، وللأسف الشديد أنا أرى أن منع الحجّاج هو جريمة صغرى أمام الجرائم الكبرى التي ترتكب و هذا واضح في حديث الرسول الأكرم (ص) عندما قال: إن حرمة دم المؤمن عند الله أشد من حرمة الكعبة.
وحول إتهام السلطات السعودية لايران بانها تعمل على تسييس الحج، قال الشيخ حمود، اولا "علينا ان نتفق ما معنى تسييس الحج فقد بدأ الموضوع في سنة 87 عندما حصلت مجزرة الحجاج الإيرانين و أنا كنت موجود وقتها".
وأضاف متسائلا هل أن "حرق العلم الأمريكي و الإسرائيلي (من قبل الحجاج الإيرانيين) تسيس للحج" وتسآئل أيضا: جمع التبرعات لجهات مشبوهة بتورطها بالإرهاب ليس تسييساً؟ هل إعتبار قيام السعودية أن جيشها يقوم بمهمة جهادية في اليمن ليس تسييساً؟ و الحديث عن حتمية زوال إسرائيل تسييس مثلاً؟، لا بد من تحديد ماذا يعني التسييس، فإذا كانت هناك قضايا مختلف عليها، ممكن أن نقول تسييس كالوقوف بين حكومتين متخاصمتين مثلاً أو أي شيء خاضع للإجتهاد، أما في الحديث عن حتمية زوال إسرائيل و هو حقيقة قرآنية و الموت لإسرائيل و إسرائيل غدة سراطانية فهل يمكن ان نقول أن هذا تسييس؟ طبعاً هذا ليس تسييس. بل هذا إعلان لمبادئ إسلامية في الحج، لذا هنا تقع الخطورة عندما نتفق على معنى التسييس عندها نقول من سيّس و من لم يفعل.
وفي ما يخص إهمال الكثير من الدول العربية والإسلامية لحقوق مواطنيها الذين استشهدوا في منى العام الماضي بسبب سوء إدارة السعودية لمناسك الحج، وعدم ممارسة هذه الدول أي ضغوط على السعودية قال الشيخ حمود: أنا لم أرى أي دولة إسلامية تنتقد السعودية أو حريصة على حجاجها، فسألت لم دُفنوا قبل أن يعلموا هم، أو طالبوا بدية مثلاً، لم نسمع أي شيء كهذا، لأن هناك إرادة مسحوبة عند هذه الدول، فالسلطة المعنوية و المالية للسعودية و للأسف تجعلهم يخرسون أمام الحقائق، أما فيما يتعلق بإيران فبأقل تقدير لديها الحق بمسائلة كل من استهان بأرواح مواطنيها من الحجاج مرّات و مرّات.