العمل بالمشتركات أهم خطوة عملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا
المحميد يدعو الى إنشاء هيئة إسلامية للدراسات الإستراتيجية" , لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا
13 Sep 2010 ساعة 15:08
العمل بالمشتركات أهم خطوة عملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا
خاص بوکالة أنباء التقريب (تنا ) -
طالب زهير عبدالهادي المحميد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في الكويت خلال حوار خاص مع وكالة أنباء التقريب (تنا) بـ" إنشاء هيئة إسلامية مستقلة للإستشارات و الدراسات الإستراتيجية لتكون بمثابة وحدة تفكير إستراتيجي إسلامية تشكل من الكفاءات الإسلامية لترشيد القرار على مختلف الأصعدة" و ذلك من أجل تعزيز الوحدة بين المذاهب الإسلامية معتبرا العمل بالمشتركات أهم خطوة عملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا وقال: أهم هذه الخطوات العملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا هي العمل بالمشتركات والإنطلاق من، مع تهذيب الإختلاف، وذلك من خلال إحترام آراء الغير ضمن المصير و التعايش المشترك، و عدم تبني النهج الإلغائي للآخر.
وقدم المحميد عدة توصيات بهذا الخصوص ..
أولا – العودة لمنابع و دوافع الحضارة الإسلامية على مختلف الأصعدة العامة المعنية بإدارة شؤون الأمة وإستعادة مقدمات و أسس المسار الريادي الدافعة للإبتكار و الإبداع، و ترسيخ العدالة الإجتماعية المتمثلة في المجموعة القيمة التي تحاكي مضامين حقوق الإنسان و بعناوينها العامة المعنية بالحريات و المساواة وتكافؤ الفرص و من أهمها و ثيقة المدينة المنورة.
ثانيا – الأخذ بالمقومات الأساسية الدافعة و التي تؤسس للنظرة الإستراتيجية الشمولية نحو موقعية الريادة المتمثلة بالآتي:
أ – النظرية النسبية للحقيقة في الأمور الواقعة.
ب – المنطق المتعدد.
ج – الإنسياب الحر للأفكار و تنميتها لضمان الإبداع و التجديد.
د – العمل بالمشتركات و الإنطلاق منها ، مع تهذيب الإختلافات.
ه – تحدي الواقع المعاش.
و - الإبتكار و الإبداع.
ثالثا – إعتماد إستراتيجية المبادرة بتحدي الفرضيات التقليدية القائمة و عدم الرضوخ لها و خلق و تحديد اللعبة الإستراتيجية الجديدة ووضع أسسها و قوانينها المستحدثة ، و ذلك بعد تحديد الموقعية الإستراتيجية الجديدة المراد بلوغها على المدى البعيد دون الإذعان لقوانين اللعبة المفروضة من قبل القوى المسيطرة.
رابعا – إنشاء هيئة إسلامية مستقلة للإستشارات و الدراسات الإستراتيجية عبارة عن وحدة تفكير إستراتيجي إسلامية تشكل من الكفاءات الإسلامية لترشيد القرار على مختلف الأصعدة ، لتكامل طاقات الأمة البشرية و المادية و كذلك الرسمية و المدنية في أطر الأهداف الإستراتيجية للمبادرة.
خامسا – التكامل بين النظم الرسمية و هيئات المجتمع المدني من خلال الإنطلاق لكل طرف من موقعة الخاص و وفق ظروفه الموضوعية بحيث لا يتعارضون أو يتنازعون ، و تهيئة قوة الدفع و مشروعية الموقف لصناع القرار من قبل المجتمع المدني الصانع للرأي العام و الموجه له.
سادسا – تأسيس مركز إسلامي أهلي على مستوى العالم الإسلامي كمظلة للمجتمع المدني بهدف الإنطلاق من المشتركات من اجل التكامل بين هيئات المجتمع المدني الإسلامية خصوصا على الصعيدين الإجتماعي و الثقافي ، و ذلك للتوافق على منهجية سياسية بناء علي نظم الأولويات بالنسبة للقضايا المصيرية المشتركة ، و تحديد الأعداء و الأصدقاء للإنطلاق نحو عمل منهجي منظم يوزع الطاقات حسب القدرات و الإمكانات لتحقيق الأهداف المتوافق عليها ضمن إستراتيجية شاملة وموحدة.
و ردا على سؤال حول العوامل المؤدية الی التفرقة و التباغض و التباعد بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة، و كيفية معالجتها قال رئيس حركة التوافق الوطني الإسلامية: من أهم العوامل المؤدية إلي التفرقة و التباغض و التباعد بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة هي العقلية التي تؤمن بالحقيقة المطلقة لادراكاتها الموضوعية، فهي عادة ما تكون عقلية طاغوتية تسلطية و تزداد خطورة عندما يتم إضفاء الشرعية الدينية و العقائدية عليها، بحيث يصبح من يخالفها ليس فقط عدوا لها بل عدوا لله و الدين و يجب إنقاذ البشرية منه و تنقية الدين من شوائبه،فهذه العقلية هي التي استدرجت أوروبا إلي عصورها الوسطى السوداء و هي التي تحكم الصراعات المفتعلة في عالمنا الإسلامي و مجتمعاتنا المحلية مما يؤسس لفرقتنا كمسلمين ويسيد ثقافة التنافر و التعادي لدرجة إلغاء بعضنا البعض أولا من الناحية الفكرية و من ثم بالتبعية من الناحية الوجودية مما يحتم التنافر و التقاتل و العياذ بالله، و هذه مع الأسف بذور الفتنة و مبدأ الحروب التي يخرج جميع الأطراف منها بالخسارة الفادحة المادية و المعنوية، كما تساهم في تخلف الأمم و الحضارات و تسيد الغير عليها، و حسب التعبير القرآني لذلك (وتذهب ريحكم) في حال التنازع بين المذاهب الإسلامية، أهل لا إله إلا الله، محمد رسول الله، و هذه هي الورقة التي يلعب بها أعداء الأمة و جهالها لإستدامة تفتيتنا وشرذمتنا حتى لا تقوم لنا قائمة بين الأمم و الحضارات و لإستدامة تهميشنا و إستضعافنا.
و تابع قائلا: عليه نعتقد أن الواجب يحتم علينا عدم الإكتفاء بالمنتديات العلمية الخاصة و الإجتماعات الدورية، بل المبادرة بترجمة المفاهيم و الأسس و الأدوات و تحويلها لمشاريع عمل مشتركة ملموسة من قبل الشارع العام لنقل المجتمعات من الخصوصية الفئوية إلي الرحابة الإنسانية، و التكامل من حيث القدرات المعنوية و المادية، و لتفعيل ذلك يتحتم علينا الإنطلاق من العلاقات الإجتماعية و الثقافية لإحياء مبدأ التعارف بهدف إزالة عناصر الشك في العلاقة و تعزيز الثقة بين مختلف الأطياف الإجتماعية بتفعيل دور هيئات المجتمع المدني و تداخلها دوليا بناء علي تخصصاتها و من ثم البناء عليها نحو تعزيز العلاقات السياسية و الإقتصادية وغيرها من شؤون نظم أمور الأمة نحو عزتها و سيادتها.
و أضاف: فمن شأن المبادرة بالمشاريع المشتركة تحت العنوان الإسلامي العام أن تنقل الحوار العقلائي الفكري من صناع الرأي الإسلامي إلي المسلمين بمختلف مذاهبهم و أعرافهم ليصبح واقعا معاض في قضاياهم و شؤونهم اليومية المعاشة بحيث يتم تعزيز و تحصين الحاضن المجتمعي لهذه الثقافة، و التي لا يمكن لأي متربص النيل منها و اللعب علي الإختلافات المذهبية لتحويلها إلي خلافات تفتت الأمة.
اجري الحوار : رسول الهايي
رقم: 25732