اكد الباحث ومؤلف كتاب "تمام نهج البلاغة" في حواره مع "تنا" ان الوهابية هي اول من بدأت بنهج التكفير في عصرنا الحاضر وأول من كفرتهم وارتكبت بحقهم المجازر اتباع المذاهب السنية الاربعة .
حوار مع السيد صادق الموسوي : الوهابية كفّرت السنة وقتلتهم قبل الشيعة
تنا - خاص
23 Apr 2017 ساعة 15:34
اكد الباحث ومؤلف كتاب "تمام نهج البلاغة" في حواره مع "تنا" ان الوهابية هي اول من بدأت بنهج التكفير في عصرنا الحاضر وأول من كفرتهم وارتكبت بحقهم المجازر اتباع المذاهب السنية الاربعة .
على هامش المؤتمر الدولي الثلاثون للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران من 15 الى 17 ربيع الاول 1438 المصادف 15 الى 17 ديسمبر 2016 ، التقينا بالسيد صادق الموسوي الباحث في نهج البلاغة وحاورناه حول اهم التحديات التي تواجه تقارب وتآلف المسلمين لتحقيق وحدتهم المنشودة .
وبدأنا بسبب انتشار الفكر التكفيري وبهذه السرعة في عصرنا الحاضر اجاب بكل صراحة ان جذور التكفير في هذا العصر يرجع الى الوهابية حيث حصلت المواجهة الاولى على ارض الحجاز ولكن ليس ضد الشيعة بل ضد اتباع المذاهب السنية الاربعة لانه لم يكن شيعي انذاك في السعودية ، حيث قتل المئات من اهل السنة في هذه المواجهة وقضي على كثير من القبائل .
ويؤكد ان هذه الحركة ومنذ تأسيسها لم تكن موجهة ضد الشيعة بقدر ما كانت موجهة وتعادي اهل السنة "فهم اعداء السنة قبل الشيعة وكفروا السنة قبل ان يكفروا الشيعة " .
وعن وضعهم الحالي وشعاراتهم الجوفاء في الدفاع عن السنة اوضح السيد الموسوي ان الوهابية تدعي انها تمثل السنة وتدافع عنهم في وجه الشيعة متسائلا هل يوجد في ليبيا اوالصومال او صحراء سيناء او تونس التي تشهد هذه الدول اعمال ارهابية ، شيعة ؟ وضد من ترتكب هذه الاعمال الارهابية ومن يمولها ولاي اهداف ؟
وفی اشارته الى التفجيرات الانتحارية واعمال القتل والذبح التي مارسها التكفيريين في العراق وسوريا قال الموسوي انه حتى في هذين البلدين الذي يتكون من المذهبين الشيعي والسني فقد قتل من السنة كما قتل من الشيعة .
التكفير : التهرب من مواجهة الحقيقة
وحول مفهوم التكفير اوضح السيد صادق الموسوي ان التكفير بتفسيره العام هو عبارة عن رفض الاخر اما رفض مبادئه وافكاره وهو الذي يسمى بالتكفير واما رفضه بسبب قوميته وهو الذي يسمى بالعنصرية .
واوضح بان آفة التكفير ليس بجديد وجذوره تعود الى ما قبل الاسلام عندما حاول اليهود تخيير المسيحيين بالدخول الى اليهودية او النار اي ان اليهود في عهد من العهود كفروا المسيحيين وحفر وا لهم اخدودا وخيروهم بين اليهودية او الدخول في النار ولكن المسيحيين قاوموا وفضلوا دخول النار عن الاستغناء عن دينهم ومعتقدهم .
واکد ان التكفير هي محاولة للتهرب عن معرفة اراء الاخرين وحقيقة المفهوم الواقعي للاسلام المحمدي وفرض الرأي الواحد على الاخرين . ومن صفاتهم تصويرهم انهم يمثلون الاسلام الاصيل وعلى الاخرين الانصياع والطاعة دون اي نقاش وجدل ولهذا يلتجؤا الى القهر والقمع والتهديد .
الوهابية بدأت بمشروع التكفير في عصرنا الحاضر
واما في عصرنا الحاضر من هي الفئة والجماعة التي شرعت النهج التكفيري ؟ فيجيب السيد الموسوي ان الفرقة الوهابية هي التي بدأت هذا المشروع الهدّام ومن ارض الحجاز حيث قمعت جميع اتباع المذاهب السنية وقتلت منهم الكثير وارتكبت المجازر بحقهم في حين ان الجزيرة انذاك لم يكن فيها شيعة .
وفي هذا المجال جاء الموسوي بمثال قائلاً " كان في المسجد الحرام ثلاث منابر لاصحاب ثلاث مذاهب السنة عدا المالكية اي الحنابلة والشافعية والاحناف ، حيث ازيلت هذه المنابر من قبل الوهابيين وفرضوا على الناس بان يتخلوا عن مذهبهم ويتبعوا الوهابية " . وهذا يعني ان المواجهة الاولى كانت مع المذاهب السنية والضحايا كانوا من اهلى السنة وليس من الشيعة .
ويرى ان العامل الذي ساعد على سيطرة الوهابية على ارض الحجاز هو الاستعمار البريطاني الذي كان يبحث عن جماعة متشددة ومتطرفة لا تبالي بقمع وقتل مخالفيهم كما فعلوا في العراق حيث استخدم الامريكا مجموعة مرتزقة هدفهم المال يحترفون القتل لنشر الرعب والخوف بين الناس واثارة فتنة طائفية ثم جاء دور القيادات والجماعات الذين دربوهم على نشر القتل والتفجير والمجازر المروعة الامر الذي كان بعيد عنه الانسان العراقي حيث مارس التعايش السلمي بين مكوناته وطوائفه المختلفة مئات السنين .
الحوار مع التكفيريين ممكن بعد هزيمتهم عسكريا
وهنا سألنا السيد صادق الموسوي وهو هل هناك مجال للحوار مع هذه الفئة لتخفيف الاحتقان الطائفي والتقليل من الاقتتال بين المسلمين ؟
فکان جوابه انه لا یمکن فی مثل هذه الظروف والجماعات التكفيرية ذات الجذور الوهابية تسيطر على مساحات كبيرة من سوريا ومساحة صغيرة من العراق اجراء اي حوار وتواصل معهم لانهم يعيشون نشوة النصر والكبرياء حسب تصورهم ويعتقدون ان تسلطهم على هذه الاراضي دليل على انهم على حق .
وتابع يقول فمتى انكسرت وهزمت هذه الجماعات عسكريا وتحررت جميع الاراضي من سيطرتهم خاصة في العراق حيث النصر النهائي قريب ، فحينها يمكن التحدث والتواصل معهم لانهم يعيشون الهزائم العسكرية والنفسية والانشقاقات الداخلية .
وحول اهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذه الظروف بالذات اكد ان المفكرين الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر جاؤوا ليبحثوا انجع السبل لتصحيح الافكار الخاطئة والمنحرفة للجماعات التكفيرية الارهابية وكيفية هدايتهم وتعريفهم بالاسلام الصحيح .
لا يمكن الاعتماد على الحكومات في مجال التقريب
وحول تثقیف القاعدة الشعبية على ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية اكد ان الامل يرتكز فقط على الشعوب فمتى ما اقتنعت الشعوب وصدقت كلام ربها "ان هذه أمتكم أمة واحدة" باختلاف قومياتها ولغاتها ومذاهبها حينها سوف يشعر المسلم السوري انه لا ينفصل عن اخيه التركي والمسلم الايراني لا يشعر بانه ينفصل عن اخيه المسلم المصري او العراقي وهكذا المسلم الخليجي .
واكد انه لتحقيق هذا الهدف لا يمكن الاعتماد على الحكومات التي رسم ملامحها الجغرافية المستعمر الاجنبي وسيطر عليها فترة من الزمن حيث أسّس له قواعد وعملاء ينصاعون لاوامره ، ولهذا لا تستطيع الحكومات العربية والاسلامية ان تتحدث عن التقارب والوحدة الاسلامية لان ذلك يتعارض مع مصالح الاستعمار الغربي الذي فرض رأيه وسياساته على هذه الحكومات .
رقم: 265524