أكد الصحفي الخليجي في صحيفة الشرق القطرية الخبير في الشأن العربي ، صالح غريب ، ان قرار ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني جاء بمباركة سعودية واماراتية وهدفه التهيوئة لظروف التطبيع العربي العلني مع الكيان "الاسرائيلي" .

وفي حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" قال صالح غريب ان قرار ترامب لم يكن قرارا مفاجئاً لانه وعد باتخاذ هذا القرار في حملته الانتخابية الرئاسية .

ويرى ان هذا القرار جاء بعد ان فشل المشروع التكفيري المتمثل بداعش في المنطقة والذي خططت له الولايات المتحدة "داعش صنيعة امريكية" لتقويض الامن القومي لدول المنطقة خاصة ايران بعد ان اصبحت قوة عظمى فقررت امريكا القضاء على هذه القوة او تركيعها .

ويرى الصحفي القطري ان الوهن العربي ساعد الرئيس الامريكي على اتخاذ هذا القرار الذي جاء بموافقة عربية خاصة من قبل السعودية والامارات وان هذا الخزي العربي استمر بزيارة للوفد البحريني للاراضي المحتلة .

و عن الموقف السعودي الصامت ازاء هذه الاحداث لفت غريب الى ان المواطن العربي لا يستطيع يوما من الايام ان يتخيل ان يكون للسعودية كبلد يحمل اسم خادم الحرمين ومركز قبلة المسلمين موقف هزيل كهذا وان يسكت على هذا القرار وان لا يشير احد من خطباء الجمعة الى موضوع القدس واعتراف امريكا بعاصمة هذه المدينة المقدسة للكيان الصهيوني ، ولا يندد بما اتخذته الادارة الامريكية على العكس مما كان عليه في الماضي .

وعندما سألنا الصحفي الخليجي : هل يعتبر القرار الامريكي خطوة للتطبيع العربي الشامل مع الكيان "الاسرائيلي" ؟ اوضح بإطمأنان ان تطبيع بعضى الدول العربية خاصة الخليجية جارعلى قدم وساق مشيرا الى بعض الامثلة في هذا المجال :

1 – المناورات العسكرية المشتركة بين الامارات والكيان الصهيوني .

2 – اللقاء بين نتنياهو وعبد الله بن زايد ال نهيان ، وزير الخارجية الاماراتي ، في واشنطن .

3 – الزيارة السرية لمحمد بن سلمان ، ولي العهد السعودي ، لتل ابيب .

4 – الطائرة السعودية للركاب التي حطت في مطار بن غوريون في تل ابيب .

5 – إدانة ملك البحرين للمقاطعة العربية لـ"اسرائيل" وسماحه لزيارة رعاياه للكيان المحتل وبناء متحف في المنامة .

6 – زيارة وفد بحريني للاراضي المحتلة بالتزامن مع حالة الغضب المحلي والخارجي ضد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل" .

ويعتقد الصحفي القطري صالح غريب ان كل هذه الممارسات كمقدمة لارغام الشعوب على قبول عملية التطبيع .
و يرى صالح انه رغم كل هذه المواقف الاستسلامية والمهينة تجاه العدو الصهيوني ، تتهم هذه الدول ايران بزعزعة امن المنطقة وانها محور الشرّ.

ويرى صالح ان القرار الامريكي جاء لجس نبض الشارع العربي والاسلامي ومستوى رد فعل الشعوب التي ابدت رفضها الكامل والقاطع لهذا القرار كما شاهدناه هذه الايام على شكل مظاهرات احتجاجية حاشدة وعارمة في كثير من العواصم العربية والعالمية ، مشيرا الى ان المهم بالنسبة للامريكي ردود فعل الشارع السعودي الذي ظل صامتا ومتفرجا ولم تخرج منه اي ردود فعل معارضة لا على المستوى السياسي ولا المستوى الديني وعلى العكس حيث تزامن مع هذا القرار حفل غنائي اقيم في منطقة الدمام بعيدا عن جراح المسلمين حول القدس .

ويرى صالح غريب ان هذا الموقف في السعودية من هذا القرار مؤشر على اعداد الظروف الملائمة لقبول الشعب السعودي لهذا القرار وبالتالي التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل .

وحول امكان المنظمات العربية  والاسلامية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لاتخاذ اجراءات عملية مؤثرة لمواجهة هكذا انتهاكات متكررة كاتخاذ قرار لقطيعة اقتصادية او سياسية ، یرى الصحفي الخليجي صالح غريب ان هذه المنظمات لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع من اتخاذ هكذا اجراءات غيربيانات الشجب والاستنكار لان في احدى القمم العربية الماضية هددت الدول العربية قطع علاقتها مع امريكا بسبب القرار الذي اتخذته الادارة الامريكية انذاك بنقل سفارتها الى القدس المحتلة ولكن دون جدوى لانها تأثرت بالضغوط الامريكية .

وعن مدى فاعلية منظمة التعاون الاسلامي في هذا الشأن يرى غريب ان هذه المنظمة كذلك لا تستطيع اتخاذ اي اجراء عملي لانها تحت هيمنة القرار السعودي .
حاوره : محمد ابراهيم رياضي