الحج فرصة للتطهر من الذنوب كافة، لأن من حج عاد من حجه نقيّا من كل ذنوبه، لكن هذه النقاوة تحتاج إلى من يحافظ عليها إلى الأبد
باحث اسلامي لوكالة أنباء التقريب (تنا)
فريضة الحج لها مدلولات كبرى
وكالة أنباء التقريب (تنا)
8 Nov 2010 ساعة 14:55
الحج فرصة للتطهر من الذنوب كافة، لأن من حج عاد من حجه نقيّا من كل ذنوبه، لكن هذه النقاوة تحتاج إلى من يحافظ عليها إلى الأبد
عبادة الحج لها مدلولات كبرى في حياة الإنسان ينبغي أن يتأملها جيدا، ويعيش فوائدها طيلة حياته، وهذا هو الهدف الأسمى من الحج، ومن لم يستفد من دروس الحج فعليه أن يعيد النظر في حجه وفي هذا الاطار علق الباحث الاسلامي الدكتور حسن نجيله رئيس المركز الافريقي للتنمية والسلام في الامارات في حديثه لوكالة انباء التقريب (تنا) على الحج وآثاره التربوية والاجتماعية والسياسية وقال : فريضة الحج لها مدلولات كبرى في حياة الإنسان يجب عليه أن يتأملها جيدا، ويعيش فوائدها طيلة حياته، وهذا هو الهدف الأسمى من الحج، ومن لم يستفد من دروس الحج فعليه أن يعيد النظر في حجه، والحج فرصة كبری يتأملها كل حاج ليعيد النظر - فيما بعد - عن كيفية تطبيقه لفكرة وحدة الأمة وقوَّتها وتماسكها.
واكد الدكتور نجيله، بان معظم مناسك الحج تؤكد ضرورة الوحدة بين أبناء الأمة الواحدة، فالمسلمون جميعا يؤدون العبادات نفسها، وبالطريقة نفسها، وفي اوقات متقاربة والمسلمون، كل هذا يدفعهم إلى التفكير في أصل نشأتهم، وأنها واحدة ومن عند الله سبحانه وفي الحج يجتمع المسلمون من شتى أصقاع العالم، على اختلاف أشكالهم وألوانهم وألسنتهم وتراثهم الثقافي والاجتماعي والتاريخي لكنهم مع كل هذه الاختلافات يعبدون ربّا واحدا ويؤمنون بدين واحد، ويتجهون إلى قبلة واحدة... لهذا كله هناك معنى في غاية الأهمية، ملخصه أننا أمة واحدة مهما اختلفنا في الظاهر، وأن من لوازم هذه الأمة أن تكون موحدة إذا أرادت أن تكون قوية لها قيمتها الحقيقية بين سائر أمم الأرض.
نختلف في أشياء، قد تزيد أحيانا وقد تنقص أحيانا أخرى، ولا شيء في هذا النوع من الاختلاف، ويجب أن نستثمره ليحقق لنا مزيدا من القوة والكرامة، لكننا يجب أن نتفق على المبادئ الكبرى كأمة واحدة يشعر بعضنا بحاجته إلى الآخر، وأنه جزء من كيانه الكبير الذي يجب ألا يتخلى عنه أبدا.
و حول وضع حال المسلمين حالياً قال الدكتور نجيله أشعر بالألم، والخزي أحيانا عندما أقارن حاضرنا بماضينا، ولكن العاقل يستفيد من ماضيه ليقوي حاضره، ماضينا يؤكد أننا كنا أمة رائعة بكل التفاصيل، قدمنا الحضارة بكل مقاييسها للبشر عامة، وماضينا القريب يؤكد أننا فقدنا معظم ما نملك أليس من العيب أن يترك المسلمون إخوانهم في غزة وفي الصومال وفي العراق جياعا مرضى وقتلى وهم يتفرجون على ما يحدث لهم من مآس وكأن الأمر لا يعنيهم؟ أين حقوق المسلمين بعضهم على بعض؟ أليس من العيب أن تملك أمتنا ثروات طائلة مادية ومعنوية وتكون عالة على الآخرين، طعامنا منهم، ولباسنا منهم، وسلاحنا منهم؟ أليس من العيب أن يتناحر المسلمون بينهم، بسلاحهم تارة وألسنتهم تارة أخرى؟
وقال :كل ذلك يدعو كل مسلم إلى أن يعيد النظر في طريقة تعاطيه مع سائر عباداته، وأهمها الحج الذي نعيش أيامه ومعانيه وأهدافه الكبرى.الحج يجب أن يدفعنا باتجاه الوحدة، على أي طريقة ليس مهما، أن تكون كل دول المسلمين دولة واحدة المهم أن يعملوا معا يدا واحدة ليكونوا قوة لها هيبتها.
ولفت الى أنه تمر على المسلمين هذه الأيام مناسبتان عظيمتان، هما مناسبة الحج ومناسبة عيد الأضحى المبارك، والسعادة تغمر الجميع، من حَجَّ من المسلمين أو من لم يستطع الحج، لأن مشاعر السعادة، ومشاعر الإيمان وحلاوته تنتقل إلى كل مسلم لأنه يعيش هذه المشاعر المفرحة مع كل حاج ذاق حلاوة الحج كما ذاق سعادة العيد الأكبر.
وتابع أن عيدي المسلمين يأتيان بعد عبادتين عظيمتين شكرا لله واعترافا بفضله، فعيد الفطر بعد عبادة الصوم، أما عيد الأضحى فيحل على المسلمين بعد أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بطبيعة الحال يؤدي المسلمون شعائر حجهم، فمنهم من يكون حجه الأول، ومنهم من يحج تطوعا يبتغي الأجر، والله سبحانه وتعالى الأكرم يعطي من يشاء كيف يشاء ومتى يشاء.
واضاف الدكتور نجيله، الحج فرصة للتطهر من الذنوب كافة، لأن من حج عاد من حجه نقيّا من كل ذنوبه، لكن هذه النقاوة تحتاج إلى من يحافظ عليها إلى الأبد، فليس من المقبول أن يعود الحاج إلى ما كان عليه من أفعال خاطئة بعد الحج، والأصل أن يبقى على طهارته ونقاوته إلى أن يموت وهذا واحد من أهداف الحج الكبرى.
اجري الحوار: لقاء سعيد
رقم: 30589