الفتوى التي أصدرها سماحة الإمام الخامنئي قبل فترة بشأن احترام رموز المذاهب لاشك أنها مهمة للغاية؛ لأنها تحد من الإساءة إلى الرموز الدينية
أمين عام مجلس المنظمات والجمعيات الإسلامية في الأردن:
المشروع الصهيوني يعمل على شرذمة الأمة بقوة
21 Nov 2010 ساعة 11:00
الفتوى التي أصدرها سماحة الإمام الخامنئي قبل فترة بشأن احترام رموز المذاهب لاشك أنها مهمة للغاية؛ لأنها تحد من الإساءة إلى الرموز الدينية
وكالة أنباء التقريب (تنا)
انتقد محمد خير الكيلاني أمين عام مجلس المنظمات والجمعيات الإسلامية في الأردن في حوار خاص مع وكالة أنباء التقريب (تنا) تصرفات الأمة الإسلامية التي تصب في مصالح الصهاينة ومخططاتهم قائلا المشروع الصهيوني يعمل على شرذمة الأمة بقوة، ورأى أن المسلمين في المرحلة الراهنة أحوج إلى التكاتف والتعاون من أي وقت سابق، معتبرا أن سبيل المواجهة للمشروع الصهيوني هو أن يكون لدى المسلمين مشروع إسلامي وبدون مشروع إسلامي واضح لايمكننا المواجهة.
وإليكم نص الحوار:
كيف ترون أوضاع العالم الإسلامي الراهنة؟
الوضع للأسف ليس جيدا وخاصة في المنطقة العربية، التفكك واضح والتشرذم واضح؛ بل في بعض المناطق كالسودان والعراق نخشى أن تتجه نحو مزيد من الشرذمة. والتيارات السياسية سواء على مستوى مؤسسات المجتمع المدني أو الأنظمة السياسية تحكمها مصالح والأصل أن يكون هناك اتفاق ولكن للأسف في كثير من القضايا لانجد اتفاقا على قاسم مشترك صغير وهذا الوضع لا يسعد.
وفي المقابل هناك بعض الإيجابيات في العالم الاسلامي كالتحرك التركي خاصة ودوره في التعاون مع العالم الإسلامي؛ فتركيا تنظر إلى قضايا رئيسية وجوهرية كالقضية الفلسطينية بدرجة كبيرة من الإهتمام والتفاعل، وكذلك الدور الإيراني دور إيجابي و مهم جدا، خاصة وأن الشيعة موجودون في العديد من الدول الاسلامية ويشكلون أكثرية في بعضها وتستطيع إيران أن توجه الشيعة وتضع توجهاتهم في إطارها الصحيح، خاصة وأن إيران تدين مايجري من التفرقة والقتال بين المسلمين وهذا مؤشر إيجابي ومهم للغاية.
حاليا سيطرة اللوبي الصهيوني على الغرب وأمريكا انعكست على المنطقة سلبا ونتمنى من العالم الإسلامي قادة وشعوبا أن تتجه نحو الصحوة والاستيقاظ.
التقريب بين المذاهب أحد الطرق المؤدية إلى وحدة الأمة الإسلامية، فما رأيكم بمفهوم التقريب؟
لا مانع من الخصوصية في المذاهب وخاصة في القضايا الفقهية. ولكن على الجميع أن يحترموا مشاعر غيرهم وهنا أشير إلى الفتوى التي أصدرها سماحة الإمام الخامنئي قبل فترة بشأن احترام رموز المذاهب ولاشك أنها مهمة للغاية؛ لأنها تحد من الإساءة إلى الرموز الدينية. وعلى سبيل المثال أنا أدين معاوية في سياسته لأني أعتقد هو وبنو أمية خططوا للحكم الوراثي ولكني لا أسيء اليه، وأتمنى على الأخ الشيعي مهما كانت درجة غضبه ورفضه لقضية معينة أن يحترم مشاعر الآخر، كما أن القضية ليست المشاعر فحسب، وإنماالعقيدة أيضا؛ فالعقيدة أهم، ولذلك يجب أن يُحترم الصحابة وتُحترم السيدة عائشة.
إذن، نركز على احترام الآخر أولا، ونركز على تعظيم الجوانب المشتركة ثانيا. يجب أن يفهم عامة السنة والشيعة أنه لايوجد خلاف جوهري وذلك عبر برنامج ومخطط منسجم وقوي. فيجب أن يظهر علماء السنة والشيعة على شاشات الفضائيات المهمة لإيضاح الحقائق لعامة الناس. فلابأس أن تكون عند السنة والشيعة فضائيات مشتركة لهذا الغرض بغية إيصال هذا الرأي لعامة أبناء السنة والشيعة.
هنا يجب أن أشير إلى الدور الإعلامي، يعني كما أن للإعلام دورا إصلاحيا، أيضا له دور إفسادي، لأن الإعلام عادة يبحث عن اثارات بغية اجتذاب القراء أو المشاهدين.
نعود مرة أخرى إلى العلماء ودورهم في الانتقادات ونقول إن عالما شيعيا إذا جاء وأصدر بيانا وأدان فيه الأخطاء الموجودة عند الشيعة وكذلك عالما سنيا إذا جاء وأصدر بيانا وأدان فيه الأخطاء الموجودة عند السنة، فهذا له صدى مؤثر وكبير عند كلا الطرفين. وهذه القضية على مر السنين تزيد من التقارب وتؤدي إلى الوحدة الإسلامية. فالتقارب ليس فقط بين العلماء؛ بل يجب أن يكون بين عامة السنة والشيعة ولكن السؤال الأساسي كيف يمكن ننقله إلى عامة الناس؟
هناك العديد من التوصيات والفتاوى صدرت سواء عن مجمع الفقه الإسلامي أو العلماء ولكن لا نجد لها صدى مؤثرا وقويا في الشارع العام، على عكس مثلا "البابا" الذي عندما يدعو لقضية ما فإن اتباعه ينصاعون لذلك، فأين الخلل، في الشارع الإسلامي أو العلماء؟
ليس بالضرورة أن يكون الخلل عند العلماء أو في الشارع ويمكن أن يكون الخلل في الآليات المتّبعة. وعلى سبيل المثال أنا كناشط إسلامي أصدرت بيانا وإذا وضعته على الطاولة أو وزعته بين موظفيّ الإثنين أو الثلاث فما الجدوى منه؟ إذن عندما أُصدر بيانا أبحث عن وسائل نشر هذا البيان. فيجب أن أركز على المواقع الإلكترونية؛ لأن جيل الشباب يقرأ المواقع الإلكترونية أكثر من الصحف والشباب يشكلون نسبة مرتفعة في المجتمعات الإسلامية. أنا لا أريد أن أوصل بياني إلى فئة معينة خاصة؛ إنما يهمني طلاب الجامعات والشباب.
الآليات المتبعة غير صحيحة؛ يعني هناك آلاف من البيانات والفتاوى تذهب إلى الاتجاه الغير صحيح، ولايفوتنا صدق النية؛ فأهم شيء في هذه القضية هو صدق النية وأن أكون صادقا ومقتنعا بما أقوله.
كما تفضلتم آنفا أن اللوبي الصهيوني له دور مهم في المنطقة وفي ظل هذه الظروف ومع توتر الأوضاع سياسيا واقتصاديا ما هو السبيل لمواجهة المؤامرات الصهيونية العالمية والمخططات الغربية وبخاصة في العراق وسوريا وإيران وغيرها من عالمنا الإسلامي؟
نحن في المرحلة الراهنة أحوج إلى التكاتف والتعاون من أي وقت سابق. واللوبي الصهيوني له دور كبير ونرى أنه يعمل بدقة. إذا نظرنا إلى المؤتمرات الصهيونية قبل ۱5۰ عاما نجد أنه كان هناك مخطط ومشروع واضح، وبذلت كل الجهود لانجاح هذا المشروع واستخدم كافة العوامل المادية والاقتصادية والسياسية وبدأ ينفذ هذا المخطط.
وبالتالي فان سبيل المواجهة لهذا المشروع هو أن يكون لدينا مشروع إسلامي وبدون مشروع إسلامي واضح لايمكننا المواجهة. السؤال المطروح هو ما هو المشروع الإسلامي؟ للأسف غير موجود؛ بينما المشروع الصهيوني يعمل على شرذمة الأمة بقوة، والآن نحن المسلمين نتصرف كما يحلو للمؤسسات الصهيونية ومخططاتها والمسألة ليست سهلة. إذن، نحن بحاجة إلى مشروع إسلامي قوي.
ماهي في رأيكم أسباب تخلف المسلمين والحلول التي ترونها؟
التخلف يقابله العلم؛ فلابد من نهضة علمية. هذا جانب، و الجانب الآخر هو التركيز على الشباب و كيف يمكن أن نحث جيل الشباب على انتقاء الصحيح. يعني في القرن الواحد والعشرين ومع تقدم التكنولوجيا هناك إغراءات كثيرة خاصة في المواقع الإلكترونية ونحن يجب أن نرشد الشباب إلى الطريق الصحيح.
خلال حديثكم أشرتم إلى الشباب في أكثر من موضع وهذا يدل على اهتمامكم بالشباب؛ ماهي الرسالة التي توجهونها للشباب المسلمين؟
القضية الأولى هي أن يبرمج الشاب المسلم نفسه في الجانب الإيماني وهذا هو القسم الحقيقي الذي يحميه من الانحراف؛ ثم يأتي العلم بكل أنواعه، حاليا كل المشاكل التي نواجهها على المستوى المحلي أو الاقليمي سببها قلة الدين وإذا كان الدين متعمقا في هذا الشاب، فلا يمكن أن يقبل الانحراف والمشاكل.
هنا أود أن أشير إلى الجانب الإخلاقي في الدين؛ لأن مفهوم الدين عند كثير من الناس هو أن أصوم وأصلي. لا، ليس كذلك. المهم أن أفهم مقاصد الشريعة وروح الشرع. فمع أهمية الصلاة ألا أنني لا أصلي لذاتها وكذلك الحال بالنسبة للصوم، المهم أن يزكي الصوم والصلاة النفسَ وأن نلتزم بالنماذج العليا كالرسول والصحابة والتابعين الصالحين، وفي الختام أجدد أمنيتي وأقول على جميع القادة السياسيين والعلماء أن يركزوا على الشباب وأن يهتموا بهم؛ لأنهم هم المستقبل.
رقم: 31773