قال الاعلامي في صحيفة "الشرق" القطرية ، صالح غريب ، ان بعض الدول العربية والافريقية التي تأثرت باتهامات السعودية لقطر وقطعت علاقتها مع الدوحة وشاركت في الحصار على هذه الدولة ، تستعيد اليوم علاقاتها مع دولة قطر بعد ان كشفت زيف الاتهامات السعودية والخسائر الاقتصادية التي طالت بلدانهم اثر هذه المقاطعة .
وفي حوار مع وكالة "تنا" اشار الصحفي القطري الى مستقبل الازمة القطرية بانه لا توجد رؤية واضحة على المدى القريب لتسوية مقاطعة الدول الاربعة لقطر لان هذه الدول وخاصة السعودية لا ترغب لحل هذه الازمة بل تسعى الى تأجيجها واحباط اي وساطة ومحاولة تصالحية .
وفي هذا السياق اشار غريب الى تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال ان "هذه الازمة وضعت لتستمر اكثر من عامين".
وحول مطالب دول الحصار نوه الاعلامي القطري ان المطالب الـ13 لهذه الدول تلخصت بستة مطالب اهمها قطع قطر لعلاقاتها مع كل من ايران وتركيا بسبب اتهام هاتين الدولتين من قبل دول المقاطعة بدعمهم وهذا يعني ان قطر تدعم الارهاب ، مستنكرا هذه الاتهامات خاصة تلك التي وجهت الى ايران مشيدا بدور ايران الايجابي والمؤثر في امن واستقرار المنطقة وسعيها اي ايران لتحسين علاقاتها وع دول الجوار .
وفي هذا السياق اشار صالح غريب الى مخطط الهجوم العسكري على قطر من قبل بعض دول الحصار بقيادة السعودية حسب ما كشفه امير الكويت صباح الاحمد في واشنطن .
ولتبرير الحصار على قطر والاستمرار على هذه الازمة وجهت تهمة جديدة للدوحة ، حسب ما اشار اليه غريب في هذا الحوار ، وهي ان قطر باعت منطقة الكورينش لايران وتركيا (يعتبر الكورنيش من أجمل الأماكن في قطر والذي يمتد على طول خليج الدوحة ويقع الكورنيش بالقرب من سوق واقف ومتحف الفن الاسلامي ومركر الفنار للتعريف بالاسلام) ، وهو اتهام سخيف ومضحك .
وحول سبب الطلب الامريكي الاخير من دول مجلس التعاون الخليجي لانهاء الازمة القطرية فورا اوضح صالح غريب ان الامريكان في البداية كانوا موافقين على حصار قطر ، ولكن وبعد ان شاهدوا ان هذا الحصار لم يؤثرعلى مواقف الدوحة ولم تكسب الدول المقاطعة اي مكسب سياسي وبعد ان ادت هذه الازمة الى تضارب الاراء والمواقف بين صانعي القرار الامريكي طلبت الولايات المتحدة من التعاون الخليجي انهاء هذه الازمة التي لم تخرج باي نتيجة لصاح دول المقاطعة .
واما دولة قطر مع وجود الحصار عليها من قبل بعض الدول الخليجية والعربية سعت في الاونة الاخيرة الى تعزيز علاقاتها مع بعض الدول العربية منها المغرب والاردن ، وحول هذه الجهود القطرية قال صالح غريب ان المغرب كانت من الدول التي وقفت بوجه السعودية ورفضت المقاطعة مع وجود المبالغ الضخمة التي دفعتها لها السعودية للوقوف الى جانب دول الحصار . واما عن الاردن الذي وقف في البداية الى جانب السعودية في حصار الدوحة اوضح غريب ان سبب تغيير الاردن سياستها من مقاطعة قطر هو الخسائر الاقتصادية التي طالها من هذه المقاطعة فاضطرت الى استئناف علاقاتها مع الدوحة .
وبالنسبة الى الدول الافريقية كموريتانيا والسنغال وغيرها من الدول الفقيرة التي وقفت الى جانب دول الحصار بالمال والوعود السعودية اكد الاعلامي القطري ان هذه الدول كذلك غيرت من موقفها اتجاه قطر لان السعودية لم تف بوعودها ولم يعود عليها هذا الموقف من قطر اي مكسب اقتصادي والدليل الاخر هو ان هذه الدول كشفت ان السعودية هي التي تمول الارهاب حتى في الدول الافريقية .
واكد غريب ان الداعم الرئيسي للارهاب في المنطقة هي السعودية والامارات العربية المتحدة وهاتان الدولتان هما من يزعزعان امن المنطقة واستقرارها وليس ايران وقطر وخير دليل على ذلك عدوانهم على اليمن ودعمهم للعصابات الارهابية في سوريا والعراق .
وعن مساعي الوساطة لامير الكويت لحلحلة هذه الازمة وجلوس الاطراف على طاولة الحوار ، اعرب الاعلامي القطري عن اسفه بان هذه المساعي وبسبب التعنت السعودي لم تؤدي الى نتائج ايجابية لان دول الحصار لم يبدو اي رغبة لانهاء هذه الازمة مشيرا الى صمت الامانة العامة للتعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ازاء هذه الازمة عادا سببه الى هيمنة السعودية على هاتين المؤسستين .
واكد صالح غريب ان الحصار الاقتصادي لن يؤثر على واردات قطر لكثير من المواد الغذائية التي تحتاجها من فراولة والبان مشيرا الى ان ما تستورده قطر من البان وفواكه من ايران وتركيا افضل جودة بعشرات الاضعاف مما كانت تستورده من السعودية او الامارات .
حاوره : محمد إبراهيم رياضي