كانت القوافل والسفن، قبل أكثر من ألفي سنة، تسلك طريق الحرير الذي امتد من الصين إلى أوروبا، مارا بدول آسيا الوسطى وشمال أفريقيا، مما أسهم في التواصل التجاري والثقافي بين القارات الثلاث.
وبهدف جمع المعلومات اللازمة لإثبات وجهة النظر هذه، افتتح "مركز طريق الحرير للدراسات" في إيران الذي قدم أربعة ملفات إلى منظمة اليونسكو في سبتمبر/أيلول الماضي لإجراء التعديلات اللازمة، وتسجيل الطريق على قائمة التراث العالمي عام ٢٠١١، كما أكد مدير المركز هادي أحمدي.
ويوضح أحمدي أن هذه الملفات شملت العديد من النصوص التاريخية لرحالة عبروا هذا الطريق قديما، ووصفوا الآثار التاريخية التي مروا بها من هناك، إضافة إلى الخرائط الدقيقة التي تبين حدود الطريق الذي قام على أنقاض "الطريق الملكي" في بلاد فارس القديمة، والذي شيد في عهد الأخمينيين قبل ٢٥٠٠ عام على طول البلاد للتبادل التجاري والثقافي.
ويضيف أن "المركز يسعى لإحياء طريق الحرير من خلال فتح حوار يقارب بين الشعوب، ويوثق العلاقات الثقافية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، عبر إقامة مهرجانات ومؤتمرات دولية، والتواصل مع مراكز مشابهة في الدول التي كان يمر بها الطريق".
وأما اقتصادياً، فأكد سعي بلاده لتعزيز علاقاتها مع الصين مهد طريق الحرير، فقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الحالي إلى ٣٠ مليار دولار، بعد أن كان يبلغ حوالي ١٥٠ مليون دولار خلال الثلاثين عاما الماضية.
ويشير أحمدي إلى أنه تم التوقيع على اتفاقية مد خط غاز "طريق الحرير" أو ما سمي "خط السلام" الذي يصل بين إيران وباكستان والهند، ولكن لم يُدّشن بعد لأسباب عدة، ومن المخطط أن يضم دولا أخرى مستقبلا.
وأما عن مشروع السكك الحديدية، فلا تزال المحادثات مستمرة بين العديد من الدول لتنفيذ مشروع أطول سكة تمتد على طول طريق الحرير التاريخي لتصل الشرق بالغرب عبر تركيا.
كما أشار إلى عقد مؤتمر الجمارك الدولي لدول طريق الحرير، والذي يهدف إلى تسهيل التعاملات بين تلك البلاد والتنقل بينها دون الحصول على تأشيرات، للوصول مستقبلا إلى ما يسمى اتحاد دول طريق الحرير، لتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والثقافية بينها.
من جهته أكد حميد رضا بجوهش المدير المنظم لمهرجان طريق الحرير الدولي الذي التأم للمرة الأولى في طهران العام الماضي أن "هذا المهرجان يعمل على إحياء الطريق من خلال التشجيع على الحضور الدولي لتعزيز الروابط الثقافية والفكرية".
وقال بجوهش إن "إيران تعمل على عكس الصورة التي يسوقها الغرب عنها، من خلال التشجيع على السياحة بالمؤتمرات والمهرجانات".
كما لفت إلى ارتفاع نسبة السياح في إيران في السنوات الماضية، ولكنه اعتبر أن خطة كهذه تحتاج للكثير من الوقت والدعم والتسويق المناسب في الخارج.
الجزيرة / فرح الزمان أبو شعير–طهران