لو حدث تقارب سياسى بين الدول الاسلامية سينعكس بالايجاب على التقارب الفقهى والمذهبى
اصول السنة والشيعة واحدة هى الكتاب والسنة والاجتهاد الذى ادى الى تقسيم المذاهب التى تنتمى الى السنة فهم قديما كانوا يتجاوزوا الخلافات وكانوا يوحدون صفوفهم وينصفون بعضهم وكلمة السنة غير موجودة لان اهل الشيعة ياخذون بالسنة ايضا وكلمة السنة طرحها الحجاج بن يوسف الثقفى فى لعبة الصراع اذا هى قضية سياسية وليست تسمية اسلامية.
وكالة أنباء التقريب (تنا)
مع انتشار الفضائيات والقنوات الدينية وانتشار الفتاوى التى تصدر من انصاف العلماء الذين يتصدرون شاشتها والمجتمع الاسلامى فى حالة من التخبط حيث ظهرت معها الكثير من الدعوات التى تدعو الى التكفير والفرقة والبعض الاخر يدعوا الى الاقصاء بكل اشكاله وكاننا فرقتين فى جبهتين مختلفتين مع ان المرجع لكلا الفريقين واحد هو الكتاب والسنة و نسمع من جانب اخر عن التقريب بين المذاهب الاسلامية وكان هذه المذاهب خلقت لكى تبتعد ودورنا نحن ان نقربها مع ان الاصل فيها ان اختلاف الائمة رحمة لنا لاختلاف افكارنا وارائنا وحتى نفوسنا ويبقى المسلم العادى بين كفتى الرحى ما بين الطرفين ولا يعلم اين الصواب من الخطاء فتوجهنا الى واحد من علماء العلوم الاسلامية واحد المفكرين البارزين وداع من دعاة التقريب بين المذاهب الاسلامية هو الاستاذ الدكتور احمد السايح المفكر الاسلامى الكبير وكان معه هذا الحوار:
س - مع انتشار الفضائيات والفتاوى التى تصدر من انصاف العلماء فى رايكم ما الخطر الذى تمثله هذه الفتاوى على وحدة الامة الاسلامية ؟
ج : خطر هؤلاء العلماء والقنوات الفضائية التى تزعم انها دينية اكبر الخطر على وحدة الاسلامية فلا شك ان تلك الفضائيات وانصاف العلماء وراءها امريكا واسرائيل واعداء الامة الاسلامية وبالتالى فان انصاف ياتون بانصاف العلماء ليقولوا اقوالا لا صلة لها بالاسلام ولا بالقيم الاسلامية التى تدعو الى الوحدة والتقريب .
س : اما عن الخلافات ما بين السنة والشيعة فسالناه : هناك من يقول ان الخلافات بين السنة والشيعة جوهرية ولا يمكن التغاضى عنها فما رايكم فى ذلك ؟
ج : هذه شائعات ماجورة لان الخلاف لا اساس له فعندما قرانا فكر الامامية ومن يومها قلنا لا فرق بين المذاهب ولقد تاثرت منذ ذلك اليوم بمراجعتى وقراتى فعرفت ان المذاهب الاسلامية ترجع الى الاجتهاد والتاويل والمهم ان يقر الانسان بهذه المذاهب لان مصدر هذه المذاهب هو الكتاب والسنة .
س : فى رايكم ما الدور الذى يجب ان تقوم به الشعوب من اجل ان تتفاعل مع دور العلماء من اجل العمل على التقريب ؟
ج : يجب اولا على العلماء ان يكونوا فاهمين لدورهم قبل الشعوب فشعوب الامة الاسلامية فى عاداتها وتقاليدها كلها تلتقى فى العادات والعبادات وبالتالى فليس المهم الشعوب انما دور العلماء فينبغى ان يكون العلماء قائمين بدورهم كما ينبغى حتى ينعكس هذا بالايجاب على الشعوب.
س - ما هى اهم المعوقات التى تقف فى طريق التقريب من وجهة نظركم ؟
ج : اولا يجب ان ندرك ان مجتمعات المسلمين تابعة لغيرها تسيطر عليها مجتمعات الغرب وبالتالى هذه المجتمعات جاءت متاثرة بدعوة الحكام والمسؤلين وبذلك فان اكبر عقبة امام التقريب والوحدة هو تاثر المجتمعات الاسلامية بالغرب وايضا التدخل الغربى لفرض التشرذم بجانب التلف العلمى والفقهى للمسلمين .
س - ما هى افضل الوسائل للتقريب بين المذاهب الاسلامية ؟
ج : افضل الوسائل للتقريب بين المذاهب الاسلامية ان يكون هناك تقارب بين الدول الاسلامية فعلى سبيل المثال الدول الغنية تستثمر اموالها فى الدول الفقيرة ثانيا ان يكون هناك تزاور وتشاور بين المجتمعات الاسلامية وهذا التزاور والاستثمار عاملان اساسيان لوحدة الامة الاسلامية وكذلك يجب نشر ثقافة التقريب بين الشعوب الاسلامية فلا تكون علمائية فقط .
س : وعن تجربة التقريب بين المذاهب الاسلامية فى مصر سالنا الدكتور احمد السايح ، - ما هى اهم النتائج والمزايا التى حققتها تجربة التقريب فى مصر والتى انطلقت منذ منتصف القرن الماضى ؟
ج : المزايا انها جعلت الناس على ثقافة واسعة بالتقريب بين المذاهب الاسلامية بدليل اننى ومن معى تاثرنا كثيرا بفكر الوحدة ونحضر مؤتمرات الوحدة فى طهران والسبب دار التقريب بالقاهرة لانها كانت تطبع مجلة وتوزعها على الطبقة المثقفة ثقافة عالية اذ عملت على نشر ثقافة الوحدة بين المجتمعات الاسلامية .
س : - فى رايكم لماذا يظل فكر التقريب حتى الان محصورا فى الطبقة النخبوية ولم ينزل الى الشارع حتى الان ؟
ج : بداية ان شعوب المجتمعات الاسلامية كلها تلتقى ولا فرق بين هذه الشعوب انما المشكلة والمعوق الرئيسى هو ما نراه من سياسة وخلافات سياسية وغير ذلك من التاثيرات الخارجية وهذا معوق اساسى يواجه وحدة الامة الاسلامية ولذلك يجب علينا نشر ثقافة المواجهة اى كيف نواجه اعداء الامة الاسلامية .
س : من خلال قراتك للخلافات بين السنة والشيعة والتى هى فى اساسها خلافات فى الفروع فهل يمكننا التغلب على تلك الخلافات من خلال الفقه المستنير والرؤية التقريبية؟
ج :اذا كانت هناك عقلانية ووعى اسلامى لان الخلافات فى الفروع وليست فى الاصول وبالتالى على المسلمين ان يقربوا تلك الرؤى ولقد كان علماء الامة قديما يتجاوزون الخلافات وينصفون بعضهم وعندما كنت مع الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر السابق فى طهران فلقد خطب بهم الجمعة وصلوا بنا وانا صليت بهم فاذن لا خلاف بين العلماء وانما الخلاف بين عامة الناس الذين لا يفهمون الاصول فاصول السنة والشيعة واحدة هى الكتاب والسنة والاجتهاد الذى ادى الى تقسيم المذاهب التى تنتمى الى السنة فهم قديما كانوا يتجاوزوا الخلافات وكانوا يوحدون صفوفهم وينصفون بعضهم وكلمة السنة غير موجودة لان اهل الشيعة ياخذون بالسنة ايضا وكلمة السنة طرحها الحجاج بن يوسف الثقفى فى لعبة الصراع اذا هى قضية سياسية وليست تسمية اسلامية.
اما عن دور ال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى التقريب بين صفوف الامة وتوحيدها اضاف الدكتور احمد السايح قائلا:
ال البيت لا يزالون حتى اليوم يقربون بين ابناء الامة الاسلامية لان قوله تعالى قال (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة فى القربى ) فالشيعة يودون ال البيت والسنة تجاوزا يودون ال البيت فالكل شيعة ولذلك قال الامام بديع الزمان اذا كان الشيعة يشيعون ال البيت واهل السنة يشيعون ال البيت فالكل شيعة والكل سنة وهذه حقيقة من الحقائق التى لا يعرفها الكثيرون.
س :- ما هى الوسائل التى يجب ان يتبعها العلماء من اجل التقريب ؟
ج : اولا ان يكون هناك وعى ثقافى ونشر ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية وثقافة الوحدة وثقافة ادراك المخاطر التى تحيط وتتحدى الامة الاسلامية ولا زال الغرب يحمل الكراهية وامريكا بالذات التى تحمل لواء الصليبية لضرب المسلمين فينبغى على العلماء والمجتمعات الاسلامية ان تواجه تلك الاخطار بالفهم الصحيح والمعرفة الصحيحة والتزاور وفى رايى ان التزاور ونشر هذه الثقافة ونشر الحقائق اهم وسائل التقريب فانا عندما احكى للناس عما ر ايت فى اصفهان وطهران فاقول ان هذه الشعوب تحب المسلمين وتحب مصر وتعمل للاسلام فلماذا لا نحبها فهذا التزاور وهذا الوعى وبهذه القيم الثقافية والفكرية تجتمع الامة .
س - وعن مستقبل التقريب ورؤيته الى الدور الذى سيلعبه التقريب فى الفترة المقبلة؟
ج : قال :مستقبل عملية التقريب مشرق خاصة ان المجتمعات الاسلامية تمتلك فلسفة اسلامية حياتية وبالتالى فان اى دعوة للاسلام تنير الطريق وتبشر بنجاحه ان شاء الله .
مكتب القاهرة