ترامب راهن بعد انساحبه من الاتفاق الدولي المعروف بـ"خطة العمل المشتركة الشاملة " بين ايران ومجموعة الدول الستة ، باستفزاز طهران لتتخذ موقف متشدد وتنسحب هی الاخرى من الاتفاق النووي ، يؤزم الاوضاع في المنطقة ويزعزع امنها واستقرارها لتبقى هي "الولايات المتحدة " والكيان الصهيوني في مأمن عن رياح النزاع في الشرق الاوسط .
هذا ما اوضحه الخبير في شؤون الشرق الاوسط والعلاقات الدولية الايراني ، احمد كاظم زاده ، خلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" ، مؤكدا ان ايران ومنذ فترة اتخذت الاجراءات اللازمة لمواجهة مثل هذا السيناريو المتوقع للحفاظ على امنها واستقرارها واستقرار المنطقة ، دون اي مواجهة تصعيدية يستغلها الامريكان لاشعال ازمة جديدة في المنطقة .
وشدد كاظمي ان القرار الايراني بعدم الخروج من الاتفاق النووي كان قرارا حكيماً وصائباً حيث افشل المخطط الامريكي الخليجي لاستفزاز ايران واعلان المواجهة المباشرة مع ايران وادخال منطقة الخليج الفارسي في صراع ونزاع لا يحمد عقباه .
ويرى الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان احدى الدلائل التي جعلت ترامب بان يتخذ قراره قبل الموعد المقرر هو نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية وفوز تحالف المقاومة في هذه الانتخابات التي كانت غير متوقعة لامريكا وحلفائها في المنطقة والمتآمرين ضد محور المقاومة .
وفي هذا السياق اشار كاظم زاده الى المحاولات المميتة لهذا للتحالف الصهيوني السعودي الاماراتي الامريكي ، للتأثير على نتائج الانتخابات اللبنانية ليفوز فيها التحلاف المخالف لمحور المقاومة ليتسنى لهم بذلك التأثير على نتائج الانتخابات التشريعية في العراق واتخاذ اجراءات موحدة وتصعيدية ضد الاتفاق النووي الايراني ونقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة بامان وظروف سهلة .
الاجراء الذي اتخذته واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي اضرّ بمصداقية الولايات المتحدة ووثوق العالم بها ، حسب ما راه الخبير الايراني في العلاقات الدولية احمد كاظم زاده لربما سيؤثر على موقع ومصداقية سائر اطراف الاتفاق ، ولهذا يرى كاظم زاده من الضروري ان تتخذ الدول الاوروبية موقف مغاير للموقف الامريكي لتحافظ على مصداقيتها ومكانتها عند راي العام العالمي وتبقى ملتزمة بهذا الاتفاق وبغير ذلك يتتخذ ايران قرارها النهائي والصارم حول خطة العمل المشترك الشاملة مع مجموعة الدول الستة لتعبر من تلك الظروف المتوقعة بسلام لانها وفي حصول مثل هذه الظروف اي عدم التزام سائر الاطراف بهذا الاتفاق اتخذت الاجراءات اللازمة .
وفي هذا المجال دعا الخبير الايراني الدول الاوروبية لتحافظ على قرارها المستقل حاليا عن القرار الامريكي وان لا تتأثر بالعقوبات الامريكية وان لاترجح التجارة مع امريكا على ايران لان الشارع العام العالمي سيتهم هذه الدول بعدم التزامها اخلاقيا وقانونيا بالمعاهدات والمواثيق الدولية ويعرّض سمعتها للتشويه والتخريب .
اجرى الحوار الاخت : زهراء غلامي