QR codeQR code

بلال شعبان للتقريب :

الامام الحسين (ع) ثار ضد الانحراف في دين الرسول (ص)

12 Dec 2010 ساعة 16:14

مشروع الامام الحسين (ع) كان مشروع نهضة بوجه مشروع الفساد السياسي الذي بدء يتسلل الى الدين فكان لا بد من الوقوف في وجه الظلم و الانحراف عن الدين وسنة رسول الله (ص).


وكالة انباء التقريب(تنا): 

بمناسبة احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) , قدوة المسلمين وجميع احرار العالم بكل اديانهم ومذاهبهم , اجرى مراسل وكالة انباء التقريب حوارا مع الشيخ بلال شعبان , امين عام حركة التوحيد الاسلامية في لبنان , حول دوافع ثورة الامام الحسين والدروس والعبر التي ينبغي على كل مسلم ان يتخذها من هذه الثورة التي جاءت للاصلاح ومكافحة الانحراف عن سنة الرسول (ص) الذي بدأ منذ مجئ الحكم الاموي :

ما هي الاسباب التي ادت لان يثور الامام الحسين ضد حكم يزيد؟ هل كانت بسبب الظروف الاجتماعية والثقافية ام الظروف السياسية؟ 
هناك مشروعان , مشروع القران ومشروع السلطان وحكام الجور , فقد حذرنا الرسول (ص) من مشروع السلطان واوصانا بالتمسك بمشروع القران وسنته .  ومغزى ثورة الامام الحسين (ع) تختصر بكلمتين اذا كان دين محمدا (ص) لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني .

 مشروع الامام الحسين (ع) كان مشروع نهضة بوجه مشروع الفساد السياسي الذي بدء يتسلل الى الدين فكان لا بد من الوقوف في وجه الظلم و الانحراف عن الدين وسنة رسول الله (ص). وقد ورد عن الرسول (ص) ان اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم . فالحسين كان من افضل الصحابة لانه تربى في بيت النبوة وما قام به كان بدافع الدفاع عن مشروع القران وسنة الرسول والتصدي للظلم والفساد . فاصبحت ثورته مثالا ومدرسة يحتذى به لمواجه جميع مشاريع الظلم في كل العصور , لان الله عز وجل اراد من الانسان ان يكون خليفة له على الارض متمسكا برسالات السماء .    

بماذا يميز حكم يزيد عن سائر الخلفاء الراشدين ؟
حقيقة ما جرى ويجري على امتداد الساحة هو ان يتحول مشروع الاسلام الى مشروع دنيوي وتتحول رسالة السماء الى غايات دنيوية . حكم الخلفاء الراشدين من ابي بكر وعثمان وعلي (ع) كرم الله وجه بعثه الله على قاعدة سأسالم ما سلم الاسلام فطالما ان المشروع الاسلامي كان سالما لن يخرج عليه امير المؤمنين على (ع) ولكن عندما تحول الى ملك عقور يهدد امتداد الاسلام لا بد من تحرك يواجه هذا الانحراف , كما ورد عن الامام احمد " اذا تكلم العالم تقية وجهل الجاهل فمتى يظهر الحق " لو ان الامام الحسين (ع) سكت عن الظلم والانحراف الذي حصل في زمانه , لاصبح هذا السكوت والقنوط سنة ولاستدام الظلم والانحراف . فمواجهة الانحراف , حتى لو كان صادراً من خليفة او امير , يعتبر واجبا دينيا .

 واما الامام علي (ع) فكان تعامله مع الخلفاء الراشدين تعاملا مسالماً  , فقد كان وزيرا في مكان وكان ناصحا في مكان وكانت قضية التعاطي على مستوى القضية الاسرية فكان اداء تكامليا فقال سيدنا عمر (رض) لولا علي لهلك عمر فكان التعاطي هو تعاطي تكاملي من اجل مصلحة ومشروع هذا الدين العظيم . واما في عهد يزيد فكان الامر يختلف لانه انتهج منهجا مغايراً لسنة الرسول (ص) . 

كيف نستطيع ان نستلهم من هذه الثورة من عصرنا
 الحاضر ؟
المشروع هو تصدي الظلم والوقوف في وجه الظالم . ثورة الامام الحسين (ع) هي نبراس لكل المسلمين وجميع الشعوب على امتداد العالم  . فواجبك هو مواجهة الظلم والظالم اينما كنت , فالاسلام لا يرضى بالموقف الحيادي والسلبي اتجاه الظلم والانحراف والفساد , فليس لدينا موقف حيادي بين الحق والباطل فاما مع الحق واما مع الباطل , واما مع الظالم واما مع المظلوم لان النبي (ص) اوصانا "  من رأى منكم منكر فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه وأن لن يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان " فلذلك عندما يكون احتلال في فلسطين او في العراق او في افغانستان او في لبنان او في اي بقعة من بقاع الارض يجب عليك ان تكون في معسكر المستضعفين في وجه المحتلين والغاصبين , فأن وقفت محايدا فأنك وقفت في وجه الامام الحسين (ع) .

هل نستطيع ان نقول ان نهضة الحسين خاصة بالمذهب الشيعي؟
نهضة الامام الحسين هي نهضة الاسلام , هي مدرسة رسول الله محمد (ص) . لا يجوز ان يحتكرها الشيعة ومن غير جائز ان يدعها السنة ، هل كان الامام الحسين شيعيا هل كان الامام الحسين سنيا ام كان مسلما ؟ الله تبارك وتعالى يقول هو سماكم المسلمين من قبل  ، ورائد المدرسة الامامية ، هو الامام الجعفر الصادق (ع) فهو حفيد الامام الحسين (ع) ,و كل هذا المشروع مشروع الامام الحسين . فالمدارس الفقهية التي ظهرت في زمن الامام الصادق (ع) هي لتبسيط هذا الدين ولم تكن مدارس ليتخندق فيه الناس لمواجهة بعضهم البعض . الامام ابو حنيفة كان احد تلامذة الامام الصادق (ع) فلم يشعر المؤمنين بالاختلاف ولم يحدث تناحر وتباغض , ولم تكن هناك امريكا ولا اسرائيل . فكان الامام ابو حنيفة (رض) يقول لولا السنتان اللتان درس فيهما عند الامام جعفر الصادق(ع) لهلك النعمان لانه اخذ منه كل معايير الفقه واصوله واركانه , اخذها من الامام من سليل النبوة من سليل محمد (ص) واعترف بذلك , وهذا مدون عند كل كتب اهل السنة وكان في المقابل الامام جعفر الصادق (ع) يقول خرجت من صلب الصديق مرتين .

 حبذا لو يتعاطى المسلمون اليوم مع بعضهم البعض على مختلف مدارسهم الفقهيه حبذا لو تعاطو كتعاطي الامام جعفر والامام ابو حنيفة وان يتعاطو كتعاطي سيدنا الامام علي (ع) مع سائر الخلفاء او كتعاطي الرسول(ص) مع صحبه . فالمشكلة تقع هنا هو اننا لم نقتدي بسلوك هؤلاء مع بعضنا , فيصبح سلوكنا عصبويا وعشائريا .

 فيجب علينا ان ننطلق وفق مشروع جديد ومتجدد تحدث به السيد القائد اية الله الخامنئي حفظه الله عندما اصدر تلك الفتوى التاريخية التي حرر فيها كل الشك والنيل من المرجعيات ومن التاريخ ومن الشخصيات الدينية , لان الدين لا يكتمل بالشرك والتكفير ولا على الغاء الاخرين , نحن امة واحدة يريد بنا الله ان نكون امة وسطى  حتى نعود الى الساحة الدولية ، بينما المشروع الاستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية يريد منا ان نرجع الى الحروب المذهبية القديمة بين السنة والشيعة بينما الباري تعالى يحذرنا من ذلك عندما قال " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " هل يعتقد المسلمون اليوم ان امريكا مع السنة في افغانستان وضد السنة في العراق , او مع السنة  في لبنان وضد الشيعة هناك او ضد الشيعة في ايران ومع السنة هناك . وانا اقول ان امريكا ليست مع السنة ولا مع الشيعة وانما هدفها هو الهيمنة على العالم وخاصة على العالم الاسلامي من خلال اثارة الخلافات والفتن الطائفية والعرقية .  
حاوره : عصام منفرد


رقم: 33684

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/interview/33684/الامام-الحسين-ع-ثار-ضد-الانحراف-في-دين-الرسول-ص

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com