وعن اسباب تأخير تشكل الحكومة العراقية المقبلة ودور الاجندات الخارجية في هذا الخصوص اشار كاظم زاده خلال حواره مع مراسل وكالة انباء التقريب "تنا" الى العوامل الداخلية والخارجية التي تعرقل تشكيل الحكومة المقبلة .
بالنسبة للعوامل الداخلية يرى كاظم زاده ان المرحلة التي مر بها العراق بعد سقوط صدام شهدت ولادة احزاب وتيارات كثيرة من بطن القوميات والطوائف المذهبية ، وهذا الامر سبب صعوبة في تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان العراقي .
وفي هذا السياق اشار الى الكتل الشيعية التي تشكلت خلال الادوار المختلفة للبرلمان حيث في الانتخابات الاولى كانت عبارة عن كتلة واحدة ومن ثم تشعبت الى تحالفين واليوم وفي الانتخابات البرلمانية الاخيرة نرى خمسة تحالفات للشيعة . ولهذا السبب يرى الخبير في شؤون الشرق الاوسط صعوبة في تشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان حيث تحتاج الى 165 نائب على العكس فيما اذا كان هناك تحالفين فقط لان في هذه الحالة اي وجود تحالفين من الشيعة او اي طائفة اخرى فتشكيل الكتلة الاكبر سوف يكون سهلا وامر تعيين رئيس الوزراء والحكومة المقبلة يكون اسهل واسرع فيما اذا كان هناك تحالف واحد .
واكد كاظم زاده ان وجود تحالفات مختلفةمن القومية الكردية والطائفة السنية الى جانب خمسة من التحالفات الشيعية يجعل امر تشكيل الكتلة الاكبر من 165 مقعد صعبا ، وكلما زادت الكتل والتحالفات سببت صعوبة في الوصول الى اتفاق على تشكيل الكتلة الاكبر بينهم .
والسبب الاخر الذي ادى تأخير تشكيل الحكومة المقبلة حسب ما يراه كاظم زاده هو موضوع التصويت الالكتروني والعد والفرز الالكتروني الذي جرى في العراق لاول مرة للتصدي لاي تزوير محتمل ولكن هذه الاجهزة التي تم استيرادها من الخارج لم تمنع من حصول التزوير ولهذا حصل تزوير في عدة مناطق مما ادى اعادة العد والفرز بشكل يدوي ، مشيرا الى ان البرلمان له فرصة 75 يوما بعد الانتهاء من عملية الفرز والعد اليدوي لتشكيل كتلة الاغلبية البرلمانية لتعيين رئيس الوزراء ومن ثم الحكومة المقبلة .
وعن دور الدول الاجنبية في عرقلة تشكيل الحكومة المقبلة اشار كاظم زاده الى دور امريكا وحليفتها في المنطقة اي السعودية في عرقلة تشكيل الحكومة في العراق ولبنان كساحة لتسوية حساباتها السياسية مع ايران والهدف هو التصدي لتشكيل حكومات في هذين البلدين موافقة ومتحالفة مع ايران لتشديد الحصار على طهران ، خاصة بعد ان انتهت عملية العد والفرز اليدوي ومن المحتمل تأييد النتائج الاولية للانتخابات حيث ستزداد الضغوط الامريكية وتدخلاتها في تعيين الحكومة المقبلة .
الهاجس الامريكي في نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية هو ازدياد عدد مقاعد الشيعة حسب رأي الخبير كاظم زاده لان ذلك يشكل خطر على مصالح الولايات المتحدة في هذا البلد وسببه الاشتراكات الحضارية والثقافية والسياسية بين العراق وايران الن تشكيل حكومة ذات اغلبية شيعية تعني تقارب في التوجه السياسي للحكومة المقبلة مع السياسة الايرانية في الشؤون الاقليمية ومثل هكذا حكومة ان كانت في العراق او لبنان لا يتوافق مع ما تخطط له الولايات المتحدة في تشديد الضغوط والحصار على الجمهورية الاسلامية .
ومن الامور التی تهدد مستقبل العملية السياسية والحركة الديمقراطية في العراق هو عودة النظام البعثي السابق عن طريق طرح مقولة تشكيل "حكومة الانقاذ الوطني" التي اقترحها "اياد علاوي" ، مشيرا الى مخاطر مثل هذه المقترحات التي ستؤدي الى فشل العملية السياسية في العراق والقضاء على دوره الاقليمي في المستقبل .
وفي هذا السياق اشار كاظم زاده الى وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب العراق منذ ان تشكل النظام الجديد بعد سقوط الطاغية صدام والاعتراف بالحكومة العراقية الجديدة في وقت ظلت كثير من الدول الاقليمية لا تعترف بالحكومة الجديدة بل سعت بكل ما لديها من امكانات افشال واسقاط النظام العراقي الجديد .
اجرى الحوار : زهراء غلامي