حسين رويوران: ايران وقفت الى جانب العراق في مختلف مشاكله على العكس من الدول العربية
أكد المحلل السياسي الايراني ان ايران حكومةً وشعباً وقفت دوماً الى جانب الحكومة والشعب العراقيين في مختلف التحديات الاقتصادية والامنية التي واجهه بعد سقوط النظام البعثي منذ المرحلة الانتقالية والى اليوم ، وان زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني جاءت لاثبات هذه المصداقية والدعم المستمر على العكس من الدول العربية خاصة الخليجية التي التجأت الى سياسة التخريب تجاه النظام الجديد في بغداد .
قال الخبير في شؤون الشرق الاوسط الدكتور حسين رويوران ان زيارة الرئيس روحاني الى العراق هي عبارة عن تتويج رسمي للعلاقات الحضارية والدينية والاقتصادية بين الشعبين الايراني والعراقي لان بين البلدين مساحات مشتركة واسعة وتقارب على المستوى الشعبي وخير دليل على ذلك وجود 7 ملايين سائح سنويا بين البلدين .
وفي حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" حول الزيارة التاريخية للرئيس روحاني للعراق وما تمخضت منه من نتائج ومكاسب وردود فعل ، قال رويوران للعقوبات الامريكية كان دور لهذه الزيارة ، لان "من حق ايران الحفاظ على صادراتها النفطية واسواقها في العالم ومنها العراق حيث تصدر كثير من منتجاتها لهذا البلد" مؤكدا ان ايران تحاول من خلال هذه الزيارات ان تحدد سلوك وممارسات الطرف الامريكي الذي يحاول ان يتحكم على الاسواق التي تتواجد فيها ايران ، مشيرا الى ان طبيعة العلاقة بين ايران والعراق تختلف كثيرا عن العلاقة بين العراق وامريكا وان ايران سوف تنتصر في الحرب الدبلوماسية .
واما على الصعيد الاقتصادي فيرى رويوران ان زيادة الحجم التجاري بين البلدين من 12 مليار دولار الى 20 مليار دولار وايجاد مدن صناعية في العراق والغاء التأشيرات بين البلدين كل ذلك يعكس الارادة السياسية لطهران وبغداد لتوسيع وترسيخ العلاقات رغم معارضة الامريكان وتشديد العقوبات على ايران .
وتابع الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان الامن الاقليمي مترابط فيما بعضه ولهذا فان التعاون الامني بين ايران والعراق امر طبيعي ومستمر لان امن العراق من امن ايران ولهذا سارعت طهران لمساعدة العراق في حربه ضد الارهاب الداعشي ولم تميز في هذه المساعدة ان كانت المناطق المهددة عربية او كردية سنية كانت او شيعية .
واما لماذا لم تقدم اياً من الدول العربية خاصة دول الجوار مثل هذا التعاون الاقتصادي والامني مع العراق ، فیعتقد رويوران ان السبب يرجع الى سياسة الدول العربية وخاصة الخليجية التخريبية تجاه هذا البلد حيث زادت من حقدها على النظام الجديد في العراق بعد سقوط نظام صدام وبدل التعاون وايجاد علاقات وثيقة مع هذا النظام الجديد التجأت الى سياسة تخريبيةهدامة تجاهه من خلال دعمهم للجماعات الارهابية والبعثية والتكفيرية ، ولهذا لايمكن لهذ الدول ان تقوم بايجاد علاقات وطيدة مع العراق .
واكد الخبير الايراني في هذا السياق ان الدول العربية ومن خلال سياسة العداء ضد العراق وتركت العراق وحيدا يواجه التحديات الداخلية والخارجية خاصة في حربه ضد ارهاب داعش "المدعوم امريكيا وسعودياً" أثبتت عدم مصداقيتها تجاه هذا البلد على العكس من ايران التي وقفت الى جانب كافة مشاكل العراق الاقتصادية والامنية لتثبت مصداقيتها تجاه العراق حكومةً وشعباً .
وحول رد الفعل الامريكي على زيارة روحاني للعراق وتوثيق العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وبحجم اكبر من ذي قبل ، يرى الخبير الايراني في شؤون الشرق الاوسط ان طبيعة العلاقات بين طهران وبغداد تختلف كثيرا عن العلاقات القائمة بين امريكا والعراق لان علاقة طهران مع بغداد اولا له صفة رسمية وثانياً قائم على اسس وجذور شعبية وتاريخية ودينية بينما علاقة امريكا بالعراق قائمة على اساس دولة محتلة مع دولة ذات سيادة ، تتعامل مع الحكومة والشعب العراقي من منطق الاستكبار والابتزاز ، الامر الذي يرفضه الشعب العراقي .
واشار رويوران الى زيارة روحاني الى العراق مقارنة مع زيارة ترامب التي لم تطل اكثر من ثلاثة ساعات ولم يستقبله ولم يلتقي باي مسؤول عراقي ومرجعية دينية بينما زيارة روحاني كانت رسمية وعلنية استمرت لثلاثة ايام التقى خلالها بالمسؤولين والنخب الفكرية والدينية والمرجع السيد السيستاني وسائر مراجع الدين .
وعلى اساس هذه العلاقات الوثيقة بين الحكومتين والشعبين العراقي والايراني يعتقد رويوران انه ليس امام الولايات المتحدة خيارات كثيرة للحيلولة دون تعزيز هذه العلاقات اما ان تتصدى لها وتواجه بذلك الشعب العراقي وهي لا ترغب بذلك ، واما ان تقبل هذا الواقع ، ورفض مختلف الفصائل والتكتلات السياسية العراقية لاستخدام امريكا للارض العراقية ضد ايران وسوريا يثبت هذا الامر .
حاوره : محمد إبراهيم رياضي