ان الامة الاسلامية تتعرض من قبل بعض الدول لمؤامرات لتمزيقها جغرافياً، ولغوياً، وقومياً، ومذهبياً، بل وتاريخياً. كما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.
مفتي البوسنة والهرسك لوكالة أنباء التقريب (تنا)
نعيش الوحدة الاسلامية كل يوم
26 Feb 2011 ساعة 11:57
ان الامة الاسلامية تتعرض من قبل بعض الدول لمؤامرات لتمزيقها جغرافياً، ولغوياً، وقومياً، ومذهبياً، بل وتاريخياً. كما تسعى لإبقائها متخلفة على الصعد الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.
وكالة انباء التقريب(تنا):
على هامش المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية التقينا بالدكتور الشيخ مصطفى سريج المفتي العام للبوسنة والهرسك، وفيما يلي نص الحوار :
ما هو الفرق بين التقريب والوحدة؟
الوحدة الاسلامية نعيشها كل يوم خمسة مرات ونتوجه اليها كل يوم وهذا هو ديننا الذي يلتزم به كل المسلمون ولا يستطيع احد ان يقضي على هذه الوحدة لان الإسلام جامع لأهل القبلة، اما ما نسميه التقريب بين المذاهب فهو مشروع تاريخي وسبيل مهم لتحقيق وحدة الأمة في شتى المجالات، واقول ان الوحدة ليست شيئا يمكن أن ينتهي بل هو تطبيق للشريعة الإسلامية ويجب ان نتحدث ونلتقي بعضنا البعض الآخر ونتبادل الآراء في كل المجالات.
ما هي اهم المحاور التي يجب اعتمادها في مشروع التقريب؟
الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبرى تستهدف عقيدتها وهويتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري، لذلك المشكلة القائمة ليست بين المذاهب والعقائد ولكن بين بعض المسلمين الذين لا يقدرون بعضهم البعض بل يريدون التدخل في شؤون بعضهم البعض ولا يقدرون خبرة بعضهم البعض ولا حرية بعضهم البعض ولاحقوق بعضهم البعض هذه هي المشكلة، وهناك تدخل من بعض القوى الدولية لتعزيز هذه الخلافات كما أنه من المؤسف ان بعض الدول الاسلامية تخاف بعضها البعض الآخر اكثر من الدول المعادية للمسلمين.
نحن عندنا القران الكريم لا خلاف فيه وعندنا الرسول (ص) لا خلاف فيه وقبلة لا خلاف فيه ويوم عرفة يجتمع فيه كل المسلمين لاخلاف فيه والمسلمون يحبون بعضهم البعض اكثر من اي دين اخرين.
لذلك انا اعتقد ان تقريب المذاهب فكرة جيدة وانا اؤيدها وامن بها لكن انا اقول من هنا يجب ان نتقدم بخطوة قادمة نحو توحيد العلماء لان قضية الوحدة ليست بين الشعوب ولا خلافات جذرية بين عموم المسلمين وانما وانما الخلافات في الغالب بين النخبة وعلماء الدين.
وكذلك هناك خلافات بين السياسيين نتيجة طموحاتهم الشخصية التي تؤدي الى الخلافات بين المسلمين مما يستدعي منا أن يكون لدينا استراتيجية على محورين: المحور الاول الوحدة بين علماء المسلمين والمحور الثاني هو وحدة الاراء السياسية وملاحظة الظروف لكل بلد، والتعاون على البر والتقوى ومعناه التعاون على الكرم والشرف والعزة والتقدير والاحترام فيما بينهما .
وتطرق الشيخ سريج الى الثورة المصرية مشيرا الى أنه خلال القرنين الاخيرين تجاذب العالم الاسلامي تيارين الأول هو الذي دعا ابعاى الاسلام عن الواقع وعموم الحياة السياسية بينما الثاني كان يدعو الى تطبيق الاسلام على الواقع وقد كانت هناك حركات وشهداء الا أن أغلبية المسلمين كانوا يعيشون في عزلة وتهميش من قبل أعدائهم وكنا بأمس الحاجة الى ان نصل الى هذه اللحظة التي نعيشها الان امتنا الاسلامية في العديد من البلدان.
ماهي نتيجة الصراع بين هذين الاتجاهيين؟
انا برأي أن المسلمين قد فازوا وفاز معهم التوجه والفكر والحركة الاسلامية وعلى الغرب ان يفهم ان المسلمين لن يتبرأوا من الاسلام ولن يعتنقوا دينا غيره وهذه الثورة التي نراها في بعض البلدان الاسلامية فانها جاءت نتيجة جهاد وعطاء وتضحيات الاجيال السابقة ليستثمرها هذا الجيل الذي استطاع ان يقول لا، ونحن سنغير هذا التاريخ باسم هذا الدين الاسلامي وهذا ليس بشيء بسيط، هذا الجيل جيل مثقف وهذه خطوة مهمة جدا وان هذه الثورة في مصر فقط بداية شيء جديد لهذه الخطوة.
رقم: 40973