في حوار مع موفد وكالة أنباء التقريب إلى بغداد أكد الشيخ عبد الأمير الكيلاني، أنه يفتخر بمشاركته في حملة رد الجميل لإيران، فيما دعى الى استفتاء للوحدة بين البلدان الإسلامية واتفاقية دفاع مشترك.
وأثنى الشيخ الكيلاني في مستهل الحوار على دور المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في العراق، وقال: "المجمع العالمي للتقريب في العراق، جاء في الوقت المناسب، إذ جاء عندما ظهرت الطائفية في العراق وحصل الاقتتال والبغض والكراهية وانتشار العداوة نتيجة للاحتلال والجيوش التي دخلت إلى العراق".
وأردف: "هي جيوش تنتهج سياسة فرق تسد، ففرقت بين أبناء الشعب العراقي، فكان العراق بأمس حاجة لاعمال المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، ليقرب الطوائف الإسلامية. ديننا يقول إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون، ولكن الاعلام الغربي واعلام الاحتلال والاعلام المعادي الذي جاء بسياسة فارق تسد حاول أن يفرق بين أبناء الشعب".
وأوضح أن المجمع العالمي للتقريب عمل بكل جهد وحيوية للتقريب بين أطياف الشعب العراقي و" نجح نجاحاً باهراً لأن الشعب العراقي أساساً موحد".
الطائفية الدخيلة
ووصف التفرقة التي حصلت في المجتمع العراقي بأنها "دخيلة على الشعب العراقي ادخلتها جيوش الاحتلال، فعمل مجمع التقريب بجهد كبير لرص الصفوف والتقارب ونجح نجاحاً باهراً في هذا الأمر فتقاربت الطوائف وكونوا كتلة موحدة اتجهوا في جميع الاتجهات ولا فرق بين عربي واعجبي إلا بالتقوى".
وأكد: "أي فئة أو طائفة تتعرض للأذى، يذهب المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب لمواساة هذه الطائفة ويقف معها في جميع أنحاء العراق وحتى خارج العراق في الدول الإسلامية الشقيقة، وهذا دور عظيم يؤشر للمجمع العالمي للتقريب".
حملة رد الجميل
واعتبر أن المشاركة في حملة رد الجميل لمساعدة أبناء الشعب الإيراني المنكوبين بالفيضانات والسيول في شهري آذار وأبريل من العام الجاري فخراً وواجباً وشرفاً، حيث قال: "إذا كان هناك شيء نفتخر به في عملنا فهو المشاركة في حملة رد الجميل. رأينا أخواننا المسلمين في حالة ماسة لنا، تعرضوا للفياضانت والسيول وبيوتهم هدمت وخسروا كافة ممتلكاتهم فكان واجب علينا وشرف لنا أن نقف معهم في هذه المحنة لنرد الجميل الذي قامت به الجمهورية الإسلامية تجاه العراق في مساعدتنا للقضاء على قوى الظلام والضلال التي اجتاحت العراق، الدواعش الذين أفسدوا في الأرض وأشاعوا في الأرض فساداً ودمروا مدننا وقتلوا وسفكوا دماء أهل السنة قبل غيرهم".
وتابع: "لذلك كانت وقفة للجمهورية الإسلامية عظيمة ومشرفة وجعلتنا أن نبادر لرد الجميل لاخوتنا في الجمهورية الإسلامية الذين تعرضوا للسيول والفياضانات".
وصف داعش بثوار أهل السنة والحشد بالمليشيات الشيعية
واستنكر الشيخ عبد الأمير الكيلاني وصف داعش بثوار أهل السنة والحشد بالمليشيات الشيعية، قائلاً: "الاستعمار وقوى الاستكبار العالمي تحاول عندما تدخل إلى منطقة ما أن تفرق بين أبناء المجتمع، واتباع السياسة المعروفة والشهيرة، سياسة فرق تسد، ووضعوا شعارات بأن الشيعة لا يصلحون للحكم وإن السنة دواعش وارهابيين، وجعلوا هذا يكره هذا".
وأكد أن بث التفرقة يتم "على مستوى الجهلة في المجتمع"، لافتاً إلى أن دور المجمع العالمي للتقريب الإسلامي دور كبير في فهم الناس لمعنى الاخوة والوحدة والوطنية.
ودعى إلى التكاتف "لمكافحة قوى الاستكبار العالمي التي احتلت العراق وأشاعت في الأرض فساداً في كل مجالات الحياة وليس في المجال الاجتماعي فقط، وإنما فرقت في الحياة الاقتصادية والعسكرية والثقافية غيرت المفاهيم الحقيقية للإسلام إلى مفاهيم خارجة عن الإسلام بهذا البلد المنكوب بهم".
معاهدة عدم الاعتداء
وحول معاهدة عدم الاعتداء التي اقترح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف على دول المنطقة توقيعها خلال زيارته للعراق واليت دعمها العراق قال: "الإسلام موحد، والدول الإسلامية دول موحدة وهذه الحدود وضعها الاستعمار للتفريق بين الدول الإسلامية".
وتابع: "يفترض ألا تعتدي الدول الإسلامية على الدول الأخرى وأن تكون موحدة ضد أي اعتداء يأتينا من الخارج. هناك مثل يقول أكلتُ عندما أكل الثور الأبيض. يجب ألا ننتظر دول الاستعمار لتأكل دولة وتأتي إلى دولة أخرى، يجب أن نتوحد ضد الاستعمار العالمي، ولا نسمح لهم بالاعتداء على دولة إسلامية لأن هذا سيسهل عليهم القضاء على الدول الإسلامية.
وأشار إلى أن قواعد دول الاستعمار تقع في دول إسلامية و"لا يستطيعون أن يأتوا من دول أخرى للقتال هنا لولا وجود هذه الأنظمة العملية لهم التي وضعت لهم قواعد عسكرية ينطلقون منها للاعتداء على دول إسلامية، فأنا حتى مع رفع الحدود والقيام باستفتاء لتوحيد الدول الإسلامية وليس عدم اعتداء فقط، يأتي أهل الباطل في كردستان ويطلبون ويعملون استفتاء للاستقلال ونحن أهل الحق الذين نطلب أن تكون لنا دولة واحدة لا يتجرأ أحد أن يطلب أن تكون هناك وحدة إسلامية، أنا أؤيد وأطالب باستفتاء للوحدة الإسلامية لا فقط معاهدات لعدم الاعتداء بل معاهدات للدفاع عن كل الدول الإسلامية".
فلسطين
وأكد أن فلسطين عي النموذج الناجح للوحدة الإسلامية وقال: "القضية الفلسطينية حيث اجمعت عليها الآراء، توحدت كل الطوائف لمعاونة الدولة الفلسطينية للنهوض والدفاع عن دولة فلسطين والقدس، فهي نموذج مصغر للوحدة الإسلامية لا تدخل فيه الطائفية:.
واختتم بالقول: "الاعلام الغربي والاستكبار العالمي دائماً ما يحارب النماذج الناجحة، والمقاومة الفلسطينية هي النموذج الناجح للمقاومة التي اجتمعت فيها المقاومة الشيعية والسنية وكل الطوائف الإسلامية للدفاع عن أرض فلسطين ومقدسات فلسطين."
/انتهى/