فضيلة الشيخ كتمتو : وحدة الأمة الاسلامية هي بداية انهيار وزوال ( بريطانيا، امريكا و الصهاينة)
نائب رئيس إتحاد علماء بلاد الشام، والمنسّق العام للملتقى العلمائي من أجل فلسطين، فضيلة الشيخ الدكتورعبد الله كتمتو، صاحب التجربة الوحدوية الطويلة، وذو باعٍ في الحوار الهادف البنّاء، وهو من المناضلين في القضية الفلسطينية، شارك في العديد من مؤتمرات الوحدة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من خلال مشاركته في حوار وحدويّ هادف بيّن فيه آراءه في أهم القضايا والتساؤلات المتعلّقة بفكر الوحدة الإسلامية.
- ما هو الأصل الشرعي لنظرية الوحدة الإسلامية؟
على المستوى الشرعي في قضية الوحدة الإسلامية فالتنظير لها أصبح من البديهيات، فإذا قرأنا القرآن من أوله إلى آخره فإننا لا نجد نصّاً واحداً يدعو للفرقة، فالدعوة إلى الفرقة سبب من أسباب التنازع، والتنازع سبب من أسباب الفشل، وعندما توصّف هذه الأمة فإنّها توصّف بآيتين:
"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبّكُمْ فَاعْبُدُونِ"
والآية الأخرى"وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ"
فنحن ما بين العبادة والتقوى، وتكمن ترجمة الآيات الحقيقية في إيجاد الوحدة الإسلامية فيما بين بعضنا البعض، وهذا الأمر يحتاج إلى جهود كبيرة، فمسألة الوحدة ليست عنواناً بسيطاً كما يظنّها البعض، نحن أمام إرث تاريخي طويل، فيه ما فيه، ونحتاج إلى جُرأة في تناوله، وفي فرزه، وجرأة في تغليب الرؤيا الإسلامية العامة على القضايا الضيقة، وهذا غير متاح لكلّ الناس، لذلك يجدر بمن تصدّر للعمل الوحدوي أن يمتلك علماً كبيراً وقدرة كبيرة على التماسك، ونحن عندما نسمع بمثل الإمام علي الخامنئي حفظه الله تعالى في ذهنه وفكره، حيث يُعاين جميع التوازنات بما يعجُز عنه غيره، فهو يتكلّم بعمق الفكرة وبدلالات لكل صاحب اختصاص، هذا هو الإنسان المطمئن للمنهج الذي يسير عليه، ويجب على كل من يسير في منهج الوحدة الإسلامية أن يسير على هذا الطريق.
- أين يتموضع العدوّ اليوم في ظلّ ما يعتري أمتنا من الفرقة؟
التي يجب علينا أن نلتفت إليها وهي غاية عدوّنا في تمزيقنا، ورحم الله الإمام الخميني عندما قال أنّ بريطانيا هي أمّ الاستعمار، فهدف بريطانيا وشعارها كان "فرّق تسُد"، لقد كانت بريطانيا ترسل المستشرقين ليزوّدوها بالتقارير الدقيقة عن طبيعة العلاقة بين المجتمعات، وطبيعة العلاقة بين العلماء، وكذلك بين الفئات والمذاهب والطوائف والأديان، لقد كانت بحوزتهم تصنيفات دقيقة جدّاً بهذا الخصوص، ومنذ فترات طويلة من الزمن، وهنا نذكر في هذا السياق عندما هاجر النبي (ص) إلى المدينة وآخا بين الأوس والخزرج، هاتين القبيلتين اللتين كان بينهما صراع تاريخي، وكان المتضرّر الوحيد من هذا التآخي هم اليهود فقط، فباتوا قلقين على وجودهم، وبات السؤال يساورهم "كيف نخفف من وطأة هذا التهديد الذي أتانا"، فيأتيهم أحدُ حاخاماتهم ليضع حلّاً لما يؤرّقهم فيقول ذكّروهم بأيّام (بُعاث) ، ذكروهم بالأشعار التي كانت القبائل تتراشقها، وذكروهم بمفاخرة القبائل عند قتلهم شجعان بعضهم، باختصار القول: أحيوا كلّ ما فيه فتنة وأيقظوها.
فهدف البريطانيين تاريخيّاً وهدف الصهاينة تاريخيّاً، هو ما ورثته الولايات المتحدة الأمريكية، فهو إرث بريطاني صهيوني توّجته أمريكا بالقوّة والتحالفات الدولية اليوم، يجب علينا أن نعلم أنّ من أولويّات الفكر السياسي عندهم، أينما تموضع، من جهة الاجتماع، أو جهة التربية، أو التعليم أو العقائد أو العلاقات، فهو مُنطلِقٌ من هذا المنطَلَق، وهوكيف نمزّق ونحيي الفتنة في هذه الأمّة كي لا تتّحد، لأنّ وحدة الأمة هي بداية انهيارهم وزوالهم، فحصانتهم تكمن في تمزيقنا وتفريقنا، فهم لا يملكون مكونات التحدي الحضاري، وإذا وضعتَ إيديولوجية الإسلام فلن تقف أي رؤيا أونظرية مقابلها.
/110