نحن نسأل السعودية ودرع الجزيرة ان اميركا "متواجدة في بلادكم منذ سبعين عاما ماذا فعلتم لها؟ وللقضية الفلسطينية"؟

اعتبر الشيخ محمد عمرو المسؤول الثقافي والإعلامي في "تجمع العلماء المسلمين" في حديث خاص لوكالة أنباء التقريب أن الذي" يحصل في البحرين ليس قمعاً لتظاهرة بل استئصال للفكر لأنه يخالف الفكر الوهابي" قائلاً إن حكام البحرين بفعلتهم هذه يثيرون الاحقاد والضغائن ويحولون الخلاف الى طائفي لكنهم لن يستطيعوا ذلك" . متوجهاً الى السعودية و"درع الجزيرة" بالقول :" ان اميركا متواجدة في بلادكم منذ سبعين عاما ماذا فعلتم لها؟ ماذا قدمتم لفلسطين؟" . كما دعا العلماء في العالم الإسلامي الى الوحدة حول القضية الواحدة والعدو المشترك اميركا واسرئيل . وهذا نص المقابلة:



كيف يمكن أن توصف الإنتفاضات التي تحصل في العالم العربی؟ 

الإنتفاضات في العالم العربي هي انتفاضة على الظلم والطغيان الذي مارسه الحكام الذين نصبوا في غفلة من الزمن وتمسكوا بعروشهم ويقيوا على هذا المنوال يأخذون أموال الناس ويشتثمرونها لانفسهم ولحاشيتهم الخاصة و اما الانتفاضة في البحرين فهي كسائر اخواتها . البحرين هي منطقة في هذا العالم العربي تشعر بغبن . هناك طبقتان طبقة الامراء وهي اقلية عائلة تتحكم بمصادر الرزق وفي السياسة والامن والاقتصاد . والشعب كل الشعب يرزخ تحت الفقر والتهميش السياسي والمعنوي وویحرم من ابسط حقوق الانسان التي هي حرية التعبير .

برأيكم ما هو مستقبل هذه الثورات خاصة وان هناک من یدعي انها مفبرکة وهي من صناعة القوی الکبری؟

الانتفاضات المباركة التي حصلت في مصر أو في تونس و باقي الانتفاضات في العالم العربي سواء في ليبيا أو البحرين أو اليمن . كلها نابعة من إرادة الشعوب التي عليها تغيير الانظمة على الطريق الصحيح الى الأحسن والأفضل .

اليوم نشهد تدخلاً عسكرياً يجري في البحرين لم نراه في باقي الثورات لماذا برأيكم؟


للأسف ان الذي يحصل هو تدخل اميركي بأيدٍ سعودية . فالمملكة العربية السعودية تعتبر البحرين خاصرتها الرخوة وتحاول ان تحمي نفسها لكن هذا الاسلوب خاطىء جداً في قمع حريات الناس وإرادة التغيير لديهم واقتلاعها وهذا أمر خطير جداً . الذي يحصل في البحرين ليس قمعاً لتظاهرة بل استئصال للفكر لأنه يخالف الفكر الوهابي وهذا الامر يخالف سنة النبي (ص) الذي كان يفتح قلبه للجميع . ما يحصل فعلا يدمي القلب من تهديم للمساجد والحسينيات والمآذن وحرق القرآن وهذا امر لم يحصل الا في شريعة الغاب في القرون الوسطى في زمن الظلام الدامس . هل يعتقد حكام السعودية والبحرين بهذا الاسلوب ان يمنعوا ويقمعوا الشعب من ممارسة حقه انهم مخطئون جدا لان الشعب العربي الاسلامي بجميع اطيافه يريد حماية اوطانه لا يريد التدخل الخارجي وليسوا اتباعا لا للصهيونية ولا لاميركا . حكام البحرين بفعلتهم هذه يثيرون الاحقاد والضغائن ویسعون الی تحویل الخلاف الى طائفي لكنهم لن يستطيعوا ذلك. 

الاعلام العالمي،الاميركي والغربی تضامنا مع بعض الاعلام الخلیجي يصور ان ايران هي وراء كل هذه الثورات وتقوم بتدريب عناصر هناك .برأیکم عن اي شیء یبحث هذا الضجیج الاعلامي؟ هل لزج ايران في هذه المعركة ام لوضع المتظاهرين في زاوية لا يمكنهم الخروج منها؟

اميركا اليوم تخوض معركة استغلال الثورات وحاولت في مصر وتونس وان شاء الله لن تنجح في اهدافها . والذي يحصل في ليبيا والبحرين واليمن امر خطير جدا .يجعلنا نقف امام مشهد جديد لحكام بإدارة اميركية محضة وليس ايرانية . ولنكن واقعيين السفراء الاميركيون يأتون الى البلاد العربية والاسلامية يملون شروطاً -عدا تلك القواعد العسكرية الاميركية المتواجدة هناك- بالاضافة الى العلاقة الوثيقة باسرائيل عبر مكاتب وسفارات . لكن لم نر الى الان اي قاعدة ايرانية في المنطقة . وهنا على توعية المشاهد العربي ليرى ويفهم بماذا أخطأت ايران ؟ باتجاه الدول العربية . كل ما نسمعه من ايران هو ان تكون جزاءا من هذا العالم العربي والاسلامي وللاسف العرب كل العرب تخلوا عن القضية الفلسطينية وذهبوا الى اوسلو ولم يستطيعوا منع نتانياهو من ايقاف الاستيطان ولو لشهر واحد . ماذا فعلت ايران؟ قالت انها تريد ان تدعم قضية فلسطين وتحريرها لان هذه القضية هي القضیة العربیة الاولی منذ سبعين عاماً . لم تعد الشرطي الذي يقمع الدول العربية بل هي شريكة معهم اقتصادياً وبالامان وبحسن الجوار . نحن العرب لم نجد من ايران سوءاَ لماذا كل هذا السخط عليها؟ ما هي الا خطة اميركية اسرائيلية لهؤلاء العرب الذين هم انفسهم اسقطوا السلطنة العثمانية وهم ايضا من جاؤوا ببريطانيا واميركا . نحن نسأل السعودية ودرع الجزيرة ان اميركا متواجدة في بلادكم منذ سبعين عاما ماذا فعلتم لها؟ ماذا قدمتم لفلسطين؟ غير سحب القادة الفلسطنيين من موقع القتال الى التفاوض والاستسلام ؟ نحن نعاني منذ عقود من البطش والظلم والسلاح الاسرائيلي وهم يتفرجون بل يساعدون اسرائيل ويعطونها النفط . اما في موضوع سوريا ولبنان وايران نقول اننا في حلف مقدس عمّد بالدم وبالانتصارت سواء في انتصار عام ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ و٢٠٠٩ في غزة . في هذا السياق هناك ممانعة ومقاومة . وكل ما يحصل اليوم في سوريا هو لفصل هذا الخط، وهذا الامر لن يحصل لأننا في زمن الثورات وهذا الزمن سيتغير ولن نقبل به .

ختاماً ، كلمة توجهونها للعلماء السنة والشيعة في العالم الإسلامي. 

نحن في تجمع العلماء المسلمين عندما نتكلم فنحن نمثل المذاهب الخمسة وعندما نوجه نداءنا فإننا نوجهه لكل المذاهب الاسلامية ولكل الطوائف الاسلامية وغير الاسلامية . فالانسان الذي يحمل امانة العلم يحمل امانة الله في عنقه وليس في خدمة الحاكم او الامير . نحن لسنا فقهاء بلاط . نحن نريد من الحاكم ان يكون عاما مجتهدا في الصفوف الاولى للشعوب يحمل همهم لانه نذر نفسه للناس وليس للسلاطين . عليه ان يكون القيادي والاول في صفوف التحرير . ونداؤنا للعلماء بأن يتوحدوا فنحن امة واحدة . عندما اصبحت الخلافة ملكية اصبح المسلمون شعوباً، علينا ان نعود الى الاصل الاسلامي عبر توحدنا معاً حول قضايانا الواحدة وعدونا المشترك اميركا واسرائيل في منطقتنا .


مكتب بيروت