طلال عتريسي لـ"تنا" :الهدف من الضغوط الامريكية هو احتواء ايران ومحاصرة دورها الاقليمي الصاعد
قال الخبير في الشؤون القليمية والاستاذ في علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية ، ان هدف الولايات المتحدة والغرب عموماً من التضييق على الجمهورية الاسلامية ومحاصرتها لانها خرجت من الطوق الغربي والشرقي وتحررت من التبعية للسياسة الامريكية وتحولت الى بلد مستقل في قراره السياسي ، وبعد اربعة عقود من عمرها اصبحت قوة اقليمية مؤثرة في جميع تطورات المنطقة .
وخلال حوار له مع وكالة انباء التقريب "تنا" اشار الدكتور طلال عتريسي اولا الى ما حققته الثورة الاسلامية بعد اربعة عقود من عمرها ، من مكاسب على المستوى الداخلي والسياسة الخارجية .
فعلى المستوى الداخلي إنتقلت ايران من نظام مستبد تابع للسياسة الامريكة والغرب عموماً الى نظام مستقل في قراره السياسي وحتى الاقتصادي والثقافي ، مشيرا الى ان اهم انجاز الذي حققه الامام الخميني الراحل (ره) هو ترسيخ فكرة لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية ، وهذا هو المعني الحقيق للاستقلال .
ولفت ان من المكاسب التي حققتها هذه الثورة المباركة هو تحقيق الدميقراطية الحقيقية من خلال مشاركة الشعب في كل انواع الانتخابات التي جرت في البلد من رئاسية وتشريعية وبلدية و...
وعلى المستوى الخارجي قال الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان ايران استطاعت ان تتحرر من العباءة الامريكية حيث كانت الولايات المتحدة وعبر الاف من مستشاريه في ايران ، تتدخل في كافة شؤون ايران السياسية والاقتصادية والثقافية ، وتحولت الى بلد جعل العالم يهتم بمواقفه حول اهم احداث المنطقة .
ومن المكاسب الاخرى في السياسة الخارجية التي حققتها الثورة الاسلامية ، حسب ما يراه الدكتور طلال عتريسي ، ان ايران تحولت الى بلد يواجه السياسة والهيمنة والغطرسة الامريكية في المنطقة ، وان تتحول من بلد داعم للكيان الصهيوني الى بلد مساند لحركات المقاومة في المنطقة والحركات التحررية في العالم ، ولهذا السبب بدأت امريكا التضييق على الجمهورية الاسلامية من خلال الضغوطات السياسية والاقتصادية وتحريك مواطن الفتن في الداخل .
وفي هذا السياق اكد عترسي ان ايران استطاعت ان تتجاوز هذه الضغوطات والعقوبات وتنو وتتطور في كافة المجالات العملية والاقتصادية والعسكرية والصناعية من خلال اعتمادها على طاقاتها وامكانتها الذاتية وتتحول الى دولة اقليمة قوية لا احد بامكانه ان يلغي دورها في اي مشروع اقليمي .
وحول دور ايران على الصعيد الاقليمي والدولي اوضح الدكتور طلال عتريسي ان سبب تراجع الهيمنة الامريكية في المنطقة وحتى على مستوى العالم يرجع الى الدور القوي والكبير الذي لعبته ايران على مستوى المنطقة والعالم ، بحيث اليوم لا يمكن ايجاد اي نظام اقليمي جديد من دون ان يكون لايران دور فيه .
وفي معرض رده على سؤال كيف استطاعت ايران رغم كل الضغوطات والعقوبات والفتن الداخلية ان تتحول الى قوة اقليمية صاعدة ، اوضح ان السبب الرئيسي يرجع الى صمود الشعب واستقلالها في قرارها السياسي ودور القيادة الواعية الشجاعة وحضور الدائم للشعب في ميادين المواجهة .
واوضح الخبير في الشؤون الاقليمية ان الهدف من اجراء عقوبات على الجمهورية الاسلامية والتضييق عليها هم منعها من ان تتحول الى قوة اقليمية مستقلة ومقتدرة وان تتحول الى نموذج تحتذي به شعوب المنطقة ، ولهذا حاولت امريكا والغرب عموما من ضرب هذا النموذج بشتى الطرق من تحريض القوميات والحرب المفروضة الى العقوبات الاقتصادية الظالمة ، والحيلولة دون تشكيل علاقة وثقية بينها وبين شعوب المنطقة .
وفي الملف النووي اكد عتريسي ان الهدف النهائي للغرب والولايات المتحدة هو منع ايران من تطوير قدراتها النووية التي تستخمها سلميا في مجال الطاقة والطب والزراعة .
والهدف الاخر من التضييق على ايران في هذا الملف هو قطع علاقات ايران مع حركات المقاومة فيالمنطقة خاصة الفلسطينية منها .
واوضح انه من جملة ما خططوا له لقطع هذه العلاقة هو خلق الفتن والحروب المذهبية في المنطقة وصناعة الجماعات التكفيرية الارهابية ، وحعل ايران العدو الرئيسي لدول الخليج الفارسي ، الى جانب الحرب الاعلامية ضد ايران من انها تسعى الى صناعة قنبلة نووية وعدم وجود حرية الرأي وتمارس الاضطهاد ضد شعبها والى ماشابه ذلك كله من اجل ضرب هذا النموذج وعدم تفاعل شعوب المنطقة مع هذا النموذج الاسلامية المستقل .
واضاف عتريسي انه لهذا السبب سعت امريكا وحلفائه الغربيين من ايجاد حاجز بين ايران ودول الجوار ورفض جميع مشاريع التعاون والتشاور التي تطلقها ايران مع دول المنطقة ليكون ارساء الامن والاستقرار فيها بيد دولها على شكل تعاون جماعي دون حضور القوات الاجنبية ، وهذا ما لا ترغب به الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة .
واوضح انه لهذا السبب صمتت هذه الدول على ما يجري من انتهاك للحريات وحقوق الانسان في الدول الخليجية وخاصة السعودية ، لان الهدف الرئيسي للغرب والدول العميلة لها في المنطقة هو احتواء ايران ومحاصرتها والقضاء على دورها الاقليمي الذي اصبح مؤثرا في متغيرات الاوضاع وموازين القوى فيها .
واكد الخبير في الشؤون الاقليمية ان دور ايران اخذ في الصعود على مستوى المنطقة والعالم خاصة في مثل هذه الظروف الذي يتراجع فيه النفوذ الامريكي ودوره في المنطقة والعالم وصعود قوى عظمى اخرى مثل الصين وروسيا المؤيدة لايران ، الى جانب مطالبة الشعوب العربية والاسلامية الاستقلال والتحرر من هيمنة الغرب على مقدراتهم .
وفي معرض رده على سؤال دور ايران الاقليمي الى جانب دور سائر دول المنطقة في ازماتها التي اختلقها الغرب والاختلاف بين هذين الدورين ، قال عتريسي ان دور الدول الغربية وامريكا وحلفائهم العرب خاصة الدول الخليجية في الازمات التي افتعلها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، هو دور تخريبي لتضعيف هذه الدول وتمزيقها الى دويلات مذهبية وعرقية ، بينما الدول الايراني جاء لمواجهة وافشال هذا المخطط الاستعماري ، موضحا انه من الطبيعي ان يتحدى الغرب الدور الايراني البناء الذي جاء ليخلص شعوب هذه المنطقة من العصابات التكفيرية الارهابية التي صنعها الغرب لتشويه صورة الاسلام وتقسيم دول المنطقة المتأزمة ، ولهذا خرجت ايران منتصرة وخرجت امريكا خاسرة لم تحصد اي مكسب سياسي او عسكري يذكر .
وفي السياق نفسه قال ان الرئيس الامريكي الجديد "جو بايدن" يعترف اليوم بان السعودية فشلت في عدوانها العسكري على اليمن ويريد ايقاف المبيعات العسكرية للسعودية فقط لسبب فشل السياسة الامريكية في اليمن والمنطقة .