قال الخبير اللبناني في الشؤون الاقليمية ، ان الهدف الاسرائيلي من الاعتداء على الناقلات الايرانية هو عرقلة المفاوضات النووية الجارية بين ايران والمجموعة الاوروبية او الغائها نهائياً ، ولكن النتائج جاءت عكسية .
طلال عتريسي : الاعتداء على الناقلات الايرانية لعرقلة مفاوضات "فيينا" .. ولكن دون جدوى
تنا - خاص
16 Apr 2021 ساعة 14:36
قال الخبير اللبناني في الشؤون الاقليمية ، ان الهدف الاسرائيلي من الاعتداء على الناقلات الايرانية هو عرقلة المفاوضات النووية الجارية بين ايران والمجموعة الاوروبية او الغائها نهائياً ، ولكن النتائج جاءت عكسية .
وفي حديثه مع وكالة انباء التقريب "تنا" الايرانية ، قال الخبير في الشؤون الاقليمية طلال عتريسي ان الكيان الصهيوني له مطامع في باب المندب والبحر الاحمر لاهميتهما الاستراتيجية ، فهي تخشى من تعاظم قدرات انصار الله في اليمن وسيطرتهم على هذه المنطقة ولهذا تحاول من خلال بعض التحركات العسكرية ان ترسخ تواجدها في هذه المنطقة .
ولكن الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني من استهداف السفن الايرانية كما يراها طلال عتريسي هو التأثير على مسار مفاوضات "فيينا" النووية بين ايران والمجموعة الاوروبية حول عودة الولايات المتحدة للاتفاق المبرم عام 2015 ورفع كافة العقوبات الاميركية عن ايران ، واضعاف الموقف الايراني في هذه المفاوضات من خلال توجيه هذه الضربات ولتسهيل فرض شروط جديدة على ايران من الجانب الغربي .
وحول تخوف بعض الشخصيات السياسية والامنية في الداخل الاسرائيلي من التصعيد البحري مع ايران يرى الخبير اللبناني ان سبب هذا التخوف والتحذير لحكومة الاحتلال هو الرد السريع الايراني على اي هجوم اسرائيلي على الناقلات الايرانية في المنطقة وهذا يدل على امرين : الاول هو ان ايران تراقب عن كثب كل التحركات في الخليج الفارسي من قبل الحرس الثوري والجيش الايراني .
الامر الثاني هو ان الرد الايراني السريع باستهداف سفينة تجارية تابعة لشركة اسرائيلية في الخليج الفارسي ، برأي كثير من المحللين الغربيين ، ضاعف من موقف ايران القوي الاقليمي والدولي .
واكد طلال عتريسي ان الرد الايراني السريع والقوي وتحكمها على مياه الخليج الفارسي ادى الى القلق الاسرائيلي والاميركي بدليل رفضهما الضلوع في هذه الاعتداءات ، ولهذا جاء التحذير للحكومة الاسرائيلية بعدم التصعيد البحري مع ايران لان الهجوم على الناقلات الايرانية عزز من موقف ايران العسكري والسياسي ، مستدلا بالتحدي الايراني عندما قررت رفع مستوى تخصيب اليورانيوم الى 60 % وذلك بعد هجوم نطنز الامر الذي عزز من موقفها في المفاوضات النووية الجارية لكي لا تضطر لتقديم تنازلات .
وتابع الخبير في الشؤون الاقليمية بان ما قامت به اسرائيل من اعتداءات على الناقلات الايرانية او الهجوم الارهابي الذي حصل على منشأة نطنز النووية ، جاء بنتائج عكسية ليس فقط على الجانب الصهيوني بل على الجانب الغربي والاميركي كذلك لان كل تلك الاحداث عزز من موقف وموقع ايران في الخليج الفارسي وفي المفاوضات الجارية في "فيينا" .
وهل من المتوقع ان تخرج المواجهات البحرية بين ايران والكيان الاسرائيلي عن السيطرة اجاب عتريسي بالنفي ، لان اسرائيل لا تريد الحرب مع ايران وحتى ان الرد الايراني كان محسوباً ودقيقاً لكي لا يؤدي الى حرب شاملة ، موضحا ان الهدف الاسرائيلي هووتوجيه رسائل الى حلفائه الغربيين والاميركيين بان لدى "اسرائيل" اليد الطولى لتوجيه ضربات لايران وبالتالي توتير اوضاع المنطقة للتأثير على مفاوضات "فيينا" ، اما عرقلتها او الغائها .
ويرى طلال عتريسي ان المناوشات بين "اسرائيل" وايران لن يؤثر كثيرا على العلاقات بين ايران ودول الخليج الفارسي ، مشيرا الى ان هناك موقفين في الدول الخليجية من التصعيد بين ايران والتحالف الاميركي الاسرائيلي : موقف مؤيد لاندلاع حرب بين الجانبين على اساس ان الحرب سيضعف ايران على كافة الاصعد ، وموقف متخوف من اندلاع الحرب لانه يعرف بان الرد الايراني سيشمل البنى التحتية لدولهم .
ومن ثم اشار الى محاولات السعودية وبالتعاون مع الكيان الصهيوني لعدم عودة الولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية الى الاتفاق النووي ، مؤكدا ان ايران لا تعير اي اهمية لهذه المحاولات البائسة ، لان مفاوضاتها هو مع الجانب الاوروبي والاميركي والقائم على اساس الغاء كافة العقوبات قبل عودة اميركا الى التزامها بالاتفاق النووي .
اجرى الحوار : محمد إبراهيم رياضي
رقم: 500160