وقال الدكتور القره داغي: "أنتهز هذه الفرصة العظيمة وهي دخول شهر رمضان، شهر القرآن، شهر الخير والبركة والاحسان، شهر صفاء النفوس، ونقاء القلوب واطمئنان النفوس.
في هذه الأجواء المباركة التي يراد منها أن تتجه النفوس نحو الله سبحانه وتعالى بالتقوى والاخلاص ثم تتجه هذه النفوس بأمر من الله الى الصفاء والنقاء والمصالحة والتضامن والتعاون مع أمتنا الاسلامية.
فالتضامن الاسلامي فريضة شرعية أمر الله سبحانه وتعالى به فقال سبحانه: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" وأمر الله سبحانه وتعالى بالتعاون بين جميع المسلمين فقال سبحانه: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
وأمر الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بأن تكون أمة موحدة، أمة متكافلة، أمة متضامنة وأمة قوية حتى تنال هذه الشهادة من الله "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"، فالخيرية ليست خيرية الاعراق وانما خيرية الاعمال، والعلم والاخلاق.
فرسالتنا الى الأمة الاسلامية جمعاء قادةً وشعوباً وعلماء ومفكرين أن تتصالحوا مع الله أولاً ثم تتصالحوا مع أنفسكم ومع أمتكم فأمتنا اليوم في أشد الحاجة الى الوحدة والتضامن لأن أعداء الاسلام تكالبوا على هذه الأمة.
لسنا قلة نحن مليار وسبعمائة مليون نسمة ولكننا نحن حقيقة متفرقون، فلهذا التضامن والتعاون فريضة شرعية وضرورة واقعية أمام الهجمات، والنكبات، والمصائب التي تصيب الأمة في كل مكان ولايمكن أن تزول هذه النكبات، والمصائب والاعتداءات من أعداء الاسلام والمستكبرين الا اذا اتحدنا على كلمة الاخلاص والتوحيد والتقوى وعلى مقاصد هذا الشهر من الصفاء والنقاء.
وفقنا الله ووفق أمتنا للوصول الى هذه الخيرية ووصول الأمة الى التضامن المنشود، والتكافل المطلوب، والوحدة المفروضة شرعاً وعقلاً، وفطرةً".
/110