إقامة المؤتمرات الوحدة الاسلامية ضرورية جدا لما لها من أهمية في التعارف لان في التعارف تالف يقال تعارفوا تالفوا و اضافت الباحثة "امة الملك زيد" في حوار خاص مع وكالة أنباء التقريب : تؤدي المؤتمرات الوحدة الاسلامية للتعارف لان عدم التعارف يؤدي دور كبير في الجهل بالاخر المخالف وقد يصل بخبثاء النفوس والذين في قلوبهم مرض لايجاد فرص لغرس الكراهية بين ابناء الوطن الواحد أو الدين الواحد أو حتى الأسرة الواحدة.
لا يوجد التعصب الأعمى إلا عند اهمال التلاقي والتحاور والبعض يرفضون الحورات رفض مطلق وهذا ما يجعل من الشخص في خطر على دينه وقيمة.
يجب عقد مؤتمرات الوحدة الاسلامية وحوارات حتى مع فرقاء لكي يصلوا لقواسم مشتركة بين شعوب العالم اجمع بقاعدة ان لم يكن لك شريك في الدين فهو اخ لك في الإنسانية.
و نوهة الباحثة الاسلامية الى الوحدة الإسلامية انها ضرورة لمواجهة التحديات التى تواجه الأمة الإسلامية فى العصر الحاضر، كما أنها ضرورة فى كل عصر، ولذا لا يحق للمسلم أن يتهم غيره من المسلمين بالكفر أو عدم الإسلام، ما دام الجميع يلتقون حول الأصل الذى دعا إليه الرسول الأكرم (ص) وفى هذا الواقع المعاصر نجد أن الدعوة القرآنية النبوية هى الأصل الذى ينفع الناس فى هذا الزمان، ولابد من القول: لا نتصور أن شعار الوحدة الإسلامية يعنى دعوة الشيعة إلى أن يتنازلوا عن التزاماتهم الثقافية العقدية فى ما يستنبطونه من التاريخ، أو أن يتنازل السنة عما اقتنعوا به من القضايا التاريخية، وهكذا الشأن فى القضايا الفقهية، بل إن مسألة الوحدة الإسلامية تنطلق من المنهج الموضوعى الذى يدرس الواقع التاريخى الإسلامى بطريقة علمية، بحيث يدرس المثقفون والعلماء كل ما بأيدينا من نصوص فى الكتاب الكريم والسنة النبوية دراسة بعيدة عن الحساسيات والعواطف؛ لأن مشكلتنا أننا ندرس الكثير من نصوص التاريخ أو نصوص القرآن الكريم على أساس مشاعرنا لا أساس عقولنا، ولهذا فإن الكثيرين قد يأخذون موقفًا مسبقًا من مختلف القضايا، فإذا كان النص يتفق مع موقفهم أخذوا به، وأما إذا كان لا ينسجم مع ما توارثوه فإنهم يعملون على تأويله وإبعاده عن ظاهره وعن سياقه؛ ولذا فقد أصبحت عملية استظهار النصوص خاضعة للذهنيات المسبقة التى تحملها، وغدونا نفرض الكثير من هذه الذهنيات على القرآن نفسه، حتى صار القرآن صورة لما نفكر به، بدل أن يكون ما نفكر به صورة للقرآن، والأمر نفسه حصل بالنسبة للمسائل التاريخية التى تتصل ببعض الخطوط الفكرية والثقافية والعقدية، فإن البعض يختار من النصوص التاريخية ما يناسبه ويرفض منها ما لا يروق له، أو أنه يحاول أن يرتب التاريخ على حسب مزاجه ومذاقه الفكرى، لا أن يجعل مزاجه الفكرى خاضعًا لنتائج البحث العلمى التاريخى.
و اشارت الى دواعى الوحدة فى العالم المعاصر: إذا كان الله قد طلب منا أن ندعو أهل الكتاب – وكم بيننا وبين النصارى من خلافات فى العقيدة وفى كثير من القضايا – إلى كلمة سواء بيننا وبينهم، أفلا نقول لأهل القرآن من المسلمين: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم!، إن الأمر الذى يفرضه علينا القرآن فى التوحد هو ما يناسب حالة الأمة التى تتعرض منذ زمن بعيد إلى حالة حصار؛ لأنهم يعلمون جيدًا أن وحدة المسلمين تمنع مخططاتهم و إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هى جزء مكمل للعالم الغربى، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقى الإسلامى، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامى، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف فى الصف المعادى للإسلام وإلى جانب العالم الغربى والدولة الصهيونية؛ لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها. ، فإن المنهج القرآنى لوحدة الأمة هو الأمثل لتحقيق التكامل الإسلامى، وذلك دون أن يرغم أحد على التخلى عن مذهبه الفقهى ما دام أن الكل يأخذ من القرآن الكريم، كما أن حب المسلمين لأهل البيت النبوى من أقوى دعائم الوحدة؛ لأننا – نحن المسلمين – شيعة، وكل الشيعة سنة، وكل المسلمين أخوة ، ولا بد أن نعمل على وحدتهم عن طريق التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية.
يتفق المسلمون جميعًا على اختلاف مذاهبهم أن الله هو خالق الكون وأنه أرسل رسوله بالشريعة التى أكملت الدين الحق الخاتم، وأن الإسلام هو التسليم لله والسلام للناس، كما يتفق المسلمون أن الرسول (ص) كان أسوة فى تطبيق الدين المكتوب بالكلمات فى حياته ، وكان الناس عندما يسمعون الآية منه يبادرون إلى تطبيقها جهد المستطاع، ولهذا أرادنا الله تعالى أن نقتدى به فى كل ما قاله وفى كل ما فعله؛ لأن أقواله رسالة وأفعاله رسالة، فهو المعصوم بعصمة الله تعالى له، الذى لا يخطئ فى قول ولا فعل، وقد قال الله تعالى لنا مخاطبًا الناس جميعًا: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ) (الأحزاب: 21)، وقال تعالى عن رسوله وهو يصفه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4)،
وكذالك فلا بد أن يكون للمسلمين جميعًا الخلق العظيم الذى يتحرك فى شخصياتنا، ويتعمق فى كياننا، أن يكون الإنسان المسلم هو إنسان الأخلاق فى نفسه وفى بيته والمجتمع كله، يرى ويلمس الناس منه الخير والرحمة والمحبة، وقد قال الله تعالى وهو يتحدث عن رسوله: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128). لقد كان الرسول (ص) رسول الإنسانية، يعيش إنسانيته فى إنسانية الآخرين، فكونوا مثله، وتأسوا به، ليحمل كل واحد هموم الناس من حوله، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159)، وقد عبر (ص) عن أهمية إحساس المسلمين بعضهم ببعض فقال: (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر)، ذلك هو شرط أن نكون مسلمين كما هو الإسلام، فالإسلام قول وفكر وعمل وإحساس وشعور بكل ما تعيشه الأمة الإسلامية من آلام وأحزان. وذلك حتى لا ينالها سوء، أو تسقط أمام التحديات.
و إن التعاون بين المسلمين واجب بموجب هذا الأمر الإلهى الصريح (وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ َالتَّقْوَى) (المائدة: 2)، فكيف به إذا أضاف المسلم إليه ما يعمله ويعلمه غيره من أن مكانه المسلمين، بل منزلة الإسلام فى نفوس الآخرين ستضار جدًّا إذا لم يتعاون المسلمون ويعملوا معًا لما فيه خدمة دينهم، كما إن مسئولية المجتمعات الاسلامية يجب أن تعمل على إيجاد فرص التعاون بين المسلمين، وتلافى كل ما يؤدى إلى الفرقة والخلاف والتخاذل، وأن تقر مبدأ الحوار للتقريب بين وجهات النظر، وأكثر دعاوى الخلافات الرائجة الآن بين السنة والشيعة تعد مفتعلة؛ لأن الجميع مسلمون، لهم رب واحد ودين ونبى واحد و قران واحد وقبلة واحدة.
الاعتصام بحبل الله من الجميع هو أساس الوحدة الاسلامية والتجمع بين المسلمين، وحبل الله هو الإسلام، والقرآن، والولاء لأهل البيت، والطاعة، والجماعة.
اعد الحوار علي اكبر بامشاد