المطران مراد: المسيحيين يتفقون مع المسلمين بالإنسانية والرحمة ونختلف بالعقول والآراء
وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان، الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع رئيس لجنة الأُسقفية للحوار المسيحي والإسلامي سيادة المطران "ماتیاس شارل مراد" في كنيسة كاتدرائية سيدة البشارة للسريان الكاثوليك ـ المتحف ـ بيروت، وذلك بمناسبة ذكرى ولادة السيد المسيح "عيسى ابن مريم" (ع) وتضمن الحديث مكانة المسيح(ع) عند المسلمين.
وفي معرض تعريفه عن اللجنة الأُسقفية قال سيادة المطران: إن اللجنة منبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليكية في لبنان وهدفها أن تبني الحوار مع الدين الإسلامي، وتضع جسوراً للتواصل والتباحث في الأمور التي تجمعنا بالإبتعاد عن ما يفرقنا، والأهم في هذه اللجنة هو اللقاء مع الآخر.
وفي معرض ردّه على سؤال حول كيف يرى المسيحيون مكانة السيد المسيح (ع) عند المسلمين؟، قال المطران ماتياس شارل مراد إن المسيحيین يرون أن المسلمين الحقيقين يعظمون شأن المسيح (ع) ويعتبرونه شخصية مهمة لديهم، لكننا نختلف في موقعيته.
وأضاف أن المسلمين يقولون الإله الواحد ونحن نقول "بسم الاب والابن وروح القدس الاله الواحد آمين" نحن أيضاً نعترف بوحدانية الله، مشيداً بالمسلمين أنهم كلما ذكروا اسم المسيح يقولون (عليه السلام) بينما نحن لا نذكرها لشدة تقربنا منه، وهذا يشير إلى محبة المسلمين واحترامهم للسيد المسيح (ع) وما يجعلنا نرى إيجابيةً واحتراماً ونسمي المسلم" أخ "وليس عدواً كما كان يقال سابقاً".
وفي معرض حديثه عن القواسم المشتركة بين القرآن والإنجيل؟ قال إن أهم القواسم المشتركة هي الإنسانية إذا فقدت فقد الدين والأخلاق، والمحبة هي وصية من الله لكل الأديان والرحمة أيضاً لها أهمية كبيرة في مجتمعنا كما أن الصدقة على الفقراء تجمعنا.
وأعطى سيادة المطران مثالاً عن احترام المسلمين لذويهم يقبلون أياديهم وقال هذه العادة قد فقدناها في المجتمع المسيحي وتقبيل الايادي للأهل يدلّ على التربية الصالحة للأبناء فمن يحترم والديه يحترم مجتمعه، وأيضاً قبول الآخر وقضاء حاجته كأنه دين لله وسوف يرده لنا.
وفي تعقبيه على سؤال طرح عليه ما هي ردة فعلكم على الإنتاج الإيراني لمسلسل "مريم المقدسة" و"يوم الواقعة"؟، قال سيادة المطران ماتیاس شارل مراد: "أنا أشجّع هذا النوع من الإنتاج لتسليط الضوء على أهمية وحقيقة السيد المسيح (ع) وكنت أرى عدة أفلام إسلامية فيها "قسوس وكهنة وأساقفة" بداخل الفيلم هذا ما يعبر عن قبول وإحترام الآخر.
وفي حديثه عن الحوار المسيحي ـ الإسلامي؟ أضاف رئيس اللجنة الأُسقفية للحوار المسيحي ـ الإسلامي في لبنان أننا قمنا بوضع لجنة منبثقة من لجنة كبيرة وجدت في الفاتيكان تحت عنوان "الحوار المسيحي ـ الإسلامي". وقد توصلنا في الحوار لمرحلة متقدمة جداً وذلك بمشاركة علماء مسلمين وقد أقيم سيندوس من أجل لبنان، وسيندوس من أجل الشرق الأوسط، والسيندوس (هو ملتقى فكري فاتيكاني) وهناك شخصيات مسلمة شاركت في حضرة الفاتيكان وذكر سيادة المطران أن قداسة البابا بكل مناسبة يتكلم عن الإسلام وعن حبّ التقرب منهم.
وأشار أن البابا في مسألة النزوح من الشرق إلى الغرب استقبل عائلات مسلمة ولم يستقبل عائلات مسيحية وقد انتُقد من الطائفة المسيحية فكان رده انها فرصة لأبين محبتي للدين والشعب الإسلامي، هذا ما يؤكد على حرص الكنيسة لإقامة علاقة جيدة مع المسلمين. وقد دلّت اللجان التي تنعقد في الكنائس على أن الشعب المسلم عزيز على قلب الكنيسة وعلى قلب المسيحيین.
وأضاف أن قداسة البابا قد وقّع وثيقة مهمة وهي وثيقة الأخوة مع شيخ الأزهر وأصدر رسالة مضمونها "جميعنا أخوة" تجمعنا الأرض الواحدة التي تضمّ مختلف الشعوب وبما فيها الاسلام وكان هناك مؤتمر خاص يضم "المسيحين والإسلاميين".
/110