الدكتور راشد الراشد : الاعدامات الجماعية رسالة بن سلمان لمن يطالب بالاصلاحات والحقوق السياسية
وفي حوار له مع وكالة انباء التقريب "تنا" قال الدكتور راشد الراشد ان جريمة الاعدامات الاخيرة التي ارتكبها حكم بن سلمان لم تشمل فقط المعارضين السياسيين وانما شملت بعض الابرياء من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالقضايا السياسية ، وهو بهذا يؤسس لمنهج دموي يخالف كل الاعراف الدولية والقيم الانسانية ، ويوجه رسائل داخلية وخارجية عبر هذه الاعدامات .
فالرسالة الداخلية تأكيد على المضي بالحكم بقوة السيف والقهر والاضطهاد ضد من يفكر في مشاريع اصلاح في ادارة البلد ويطالب بحقوق سياسية او يخالف ما تسمى بمسيرة الاصلاح السياسي والثقافي والاجتماعي لابن سلمان ، وتهديد لمن يفكر في منافسته داخل الاسرة الحاكمة .
واشار المعارض البحريني الى الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم المتكررة في السعودية ، الامر الذي يشجع بن سلمان على ادامة نهجه الدموي من خلال الاعدامات الجماعية .
واوضح الراشد ان الرسالة الخارجية لهذه الاعدامات هو اعطاء جرعات من الشجاعة للنظام الخليفي في البحرين بعدم التردد بقمع واعدام المعارضين ، الى جانب رسائل موجهة الى دول الجوار والعالم بعدم التدخل في الشؤون السياسية او الاقتصادية او ما يتعلق بحقوق الانسان للنظام السعودي ، ضاربا بذلك كل الاعراف الدولية والدبلوماسية عرض الحائط .
واكد بان الاعدامات الجماعية الاخيرة هي رسالة قوية لكل النشطاء والدعاة المعتدلين والاصلاحيين ، الذي اعدم منهم قبل عامين ۳۰ ناشطاً سياسياً عرفوا بخلية الكفاءات ، الذين يطالبون باجراء اصلاحات سياسية في ادارة البلد ، ويخالفون الحركة الاصلاحية الاقتصادية والثقافية لابن سلمان التي تستهدف الهوية الدينية والحضارية للمجتمع السعودي .
واستنكر الناشط البحريني الصمت الدولي وشعارات "حقوق الانسان" و "تعزيز مبادئ الديمقراطية" للغرب ، بانها شماعة للابتزاز السياسي تستخدمها الدول الكبرى ضد بعض الدول في حال مخالفتها او عدم خضوعها الكامل لارادة القوى الكبرى ، كما تستخدم هذه العناوين لتزييف الحقائق ، مشيراً الى ان الحضارة الانسانية تعيش حالة الانحطاط والتخلف وان البشرية بحاجة ، وان البشرية بحاجة الى نظام بديل يعيد الثقة والتوازن للقيم الانسانية .
وعند جوابه على سؤال : هل الاعدامات الاخيرة ستؤدي الى تشديد الانقسام داخل العائلة الحاكمة ؟ اجاب القيادي البارز في المعارضة البحرانية بان كل الذين حكموا من عائلة ال سعود ، سلكوا نفس النهج في القمع والاضطهاد وقطع الرؤوس ، مستدلا بصمت الامراء من العائلة الحاكمة على هذه الاعدامات وقبلها من المجازر الجماعية .
واوضح ان الخلاف داخل الاسرة الحاكمة حول الحصص والتوارث على العرش والسيطرة على مغانم الحكم والموارد وليس لاي سبب اخر.
ودعا الدكتور الراشد المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم من كل احكام الاعدامات التي يتم تنفيذها في دول مختلفة على خلفية الصراعات السياسية ، والتحرك لوقف التوحش والانفلات في الانتقام من الخصوم والمخالفين من جميع الاطراف السياسية .
وعن تسليم جثامين المعدومين ، قال الراشد بان النظام السعودي يرفض تسليم جثامين المغدورين لذويهم خوفا من ردود الافعال الشعبية ، كما فعل عندما اعدم الشهيد الكبير والعالم الديني "نمر باقر النمر" حيث لم يسلم جسده الطاهر لذويه ، كما لم يسلم احدا من رفاقه الذين اعدموا على خلفية قضية الشهيد النمر .
اجرى الحوار : محمد إبراهيم رياضي