اكد الخبير في شؤون المنطقة ، الدكتور حسين رويوران ، ان التحالف الامني والعسكري المزعوم بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الخليجية والعربية ، ليس بامكانه ان يغيّر موازين القوى في المنطقة مقابل محور المقاومة .
د . رويوران : التحالف الخليجي – الصهيوني لن يغيّر موازين القوى في المنطقة
تنا - خاص
28 Jun 2022 ساعة 22:50
اكد الخبير في شؤون المنطقة ، الدكتور حسين رويوران ، ان التحالف الامني والعسكري المزعوم بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الخليجية والعربية ، ليس بامكانه ان يغيّر موازين القوى في المنطقة مقابل محور المقاومة .
وخلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" اشار رويوران الى بعض التغيرات التي طرأت في المنطقة العربية وخاصة في الخليج الفارسي اهمها تغیّر بوصلة الاهتمام الامريكي واولوياته في المنطقة العربية والخليجية الى الصين وروسيا ، مشيرا الى ان سحب القوات الامريكية من افغانستان يأتي في هذا الاطار .
وفي هذا السياق اشار الخبير في شؤون المنطقة الى اعتراف ثلاث من رؤساء الولايات المتحدة بفشل التدخل الامريكي في المنطقة ، والذي حمّل واشنطن ثمناً باهضاً قدر بسبعة الاف مليار دولار دون اي مكاسب تذكر ، ولهذا فبقاء القوات الامريكية بهذه الكثافة ، حسب ما يراه رويوران ، امر عبثي لا تجدي منه امريكا اي مكسب سياسي او عسكري .
واوضح رويوران ان السبب الاخر الذي جعل الكيان الصهيوني يشعر بالخوف والقلق واللجوء الى بناء تحالف امني وعسكري مع الدول العربية في الخليج الفارسي هو انحسار الدور الامريكي في المنطقة الذي كان يشكل غطاء امنيا للكيان الصهيوني ، مؤكدا ان هذا لايعني الخروج الكامل للقوات الامريكية من المنطقة ولكن ستبقى ضمن قواعدها العسكرية في هذه الدول وبشكل رمزي ومع قوات اقل مما كان في السابق .
واكد الخبير في شؤون المنطقة ان الولايات المتحدة سياسياً ستبقى الراعي الاول لكل التحالفات السياسية والامنية والعسكرية بين هذه الدول و"اسرائيل" لانها هي التي دفعت هذه الدول للتطبيع مع الكيان المحتل منذ عهد ترامب ، مشيرا الى ان زيارة بايدن للسعودية يدخل ضمن هذا الاطار لدفع الرياض للتطبيع مع الكيان الصهيوني .
واكد رويوران الى ان التطبيع العربي (خاصة الخليجي) الصهيوني يعطي نوع من الطمأنينة والامن للكيان المحتل خاصة في مجال تأمين الميزانيات الامنية الذي يتطلبه هذا التحالف .
وسألنا الخبير في شؤون المنطقة الاستاذ رويروان حول مدى انعكاسات الحضور الاسرائيلي في المجتمع العربي على الصعيد الاجتماعي والثقافي ، موضحا بان الشعوب العربية لا زالت متمسكة بثقافتها وهويتها الحضارية والدينية ، ولا تتجاوب مع القرارات السياسية لانظمتهم ، خاصة قرار التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، مشيرا الى المجتمع المصري والاردني الذي يسعى للحفاظ على هويته الثقافية والدينية وعدم الاستسلام للهجوم الثقافي الاسرائيلي .
واما بالنسبة للمجتمع العربي في الامارات والبحرين ، حسب ما يراه الاستاذ رويوران ، هناك عدة عوامل يجعل الهجوم الثقافي الاسرائيلي مؤثر الى حد ما :
۱ – التطبيع مع هذه الدول لم ينحصر بالسياسي فقط وانما شمل السياحة والتبادل الثقافي .
۲ – قلة عدد سكان مواطني هذه المجتمعات الى وجود غالبية اجنبية مما يساعد على ايجاد ارضية مناسبة لنشر الثقافة الاجنبية ومنها الثقافة الصهيونية التي تستهدف الحضارة العربية والاسلامية .
۳ – مع كل تلك العوامل تبقى هناك اقلية مصلحية مستفيدة من النظام السياسي وتتعامل باجندات النظام ، هذه الاقلية هي التي تتقبل التعامل مع الثقافة الاسرائيلية وتتجاوب معها الى جانب التزام الاغلبية بهويتها الدينية .
وعن مستقبل هذا التحالف اكد رويوران ان هناك تضاد وتقابل بين العقيدة الدينية السائدة لدى شعوب العالم العربي والسلوك السياسي لانظمتهم خاصة في مجال التطبيع لان غالبية هذه الشعوب وحسب الاية القرانية التي تقول " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ " ، اليهود الصهاينة عدوا للعرب والمسلمين ، بينما الانظمة المطبعة خاصة الامارات والبحرين يعتبرون الكيان الصهيوني صديق لهم ويدعون الى التحالف معه ، مشيرا الى ان هذا السبب يجعل شعوب هذه الدول بعيدة كل البعد عن القرار السياسي لحكوماتهم ، لانه يتعارض مع ثوابتهم الدينية .
واكد ان مسيرة التطبيع محفوفة بالالغام يمكن ان تنفجر في اي وقت كان وتخرج الشعوب الى الشارع لتقول كلمتها المعارضة للوجود الاسرائيلي في بلدانها .
واوضح الخبير في شؤون المنطقة ان هذا التحالف ليس بامكانه ان يغير موازين القوى في هذه المنطقة تجاه محور المقاومة ، لان الدول الخليجية (الامارات والبحرين) المتحالفة مع الكيان الاسرائيلي لم تكن يوما ضمن محور المقاومة لتخرج اليوم منه وتغير موازين القوى .
وفي هذا السياق اشار الى العلاقات المتجذرة بين الدول الخليجية خاصة البحرين مع الكيان الصهيوني منذ اكثر من اربعين عاما حسب ما اعترف به وزير الخارجية الاسرائيلي "يائير لبيد" .
واضاف ان هذه الدول لا تملك تلك القوة العسكرية والموقع السياسي لكي تستطيع من خلال تغيير محاور تحالفها ان تؤثر على المعادلات في المنطقة خاصة فيما يتعلق بمحور المقاومة ، لان هذه الدول كانت ولا زالت دول محمية اي انها تعيش تحت مظلة وحماية الغرب واليوم لجئت الى الكيان الصهيوني .
حاوره : محمد إبراهيم رياضي
رقم: 555418