وخلال مقابلة ضمن برنامج “السياسة اليوم” على إذاعة النور، قال السيد هاشم صفي الدين إن “بعد 44 عاماً على إختفاء الإمام السيد موسى الصدر نشعر بأن هذه القامة الكبيرة الاستثنائية استهدفت لأنها تمثل الرؤيا المستقبلية الواضحة والعارفة والذي استهدفه استهدف هذا البلد”، و”الذي استهدف الإمام السيد موسى الصدر استهدف هذا البلد وما نعيشه يظهر لنا إستثنائية هذه الشخصية الربانية التي كانت تمثل علامة فارقة في رؤيتها للبنان”، مضيفاً أن “الإمام السيد موسى الصدر يحمل رؤية مميزة على مستوى المنطقة، وأفكاره لم تكن أفكاراً ترتبط بلبنان فقط وهذا يكشف عن التطلع الكبير لهذه الشخصية”، و”نفتقد بشدة لشخصية الإمام السيد موسى الصدر ونشعر بالألم الشديد لطريقة التعاطي مع القضية ونشعر بالألم للتعاطي غير المسؤول بالحد الأدنى مع القضية وفي بعض الأحيان كان تعاطياً فيه الكثير من المؤامرة”، و”بعض الدول العربية تآمرت في قضية اختفاء الإمام السيد موسى الصدر ونحن لا يمكن أن ننسى هذه القضية وغيابه جرح نازف لا يبرد وكل العالم بحاجة إليه، وهو “يختزن روحاً شفافة وروحاً عالية على المستوى الإيماني والارتباط بالله والإيمان بالغيب وقد افتقدنا حضوره في لحظة دقيقة جداً، وكان يتألم ويتحسس وجع الناس وكان يخرج ذلك في مواقفه وتعاليمه”، و”هو عندما يتحدث عن لبنان يتحدث عن النظام المتدين مقابل النظام الطائفي وهذا يعبر عن حالة إنكار للنظام الطائفي الموجود واقعاً وضرورة استبداله بالتدين، ويرى أن أحد أسباب أزمة النظام في لبنان هو غياب الدين والتدين”.
وحول الأحداث الأخيرة في العراق شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله على أن “لا تعليق خاص لدينا وندعو الله بالخير للعراق، وكنا نتابع ما يحصل، والعراق الحمد لله قطّع بأقل الخسائر، والشعب العراقي بأمس الحاجة إلى أعلى مستوى من الوحدة والتكافل والالئتام والابتعاد عن كل ما يثير الأزمات”، وتمنى “للشعب العراقي دائماً أن يكون ملتئماً بكافة انتماءاته السياسية والطائفية، والتجربة العراقية”، وأضاف أن “لا نحبذ عبارات مثل عرقنة لبنان ولبننة العراق”، منبهاً من أن “أميركا تحمل مشروعاً كبيراً في المنطقة”، وخلص إلى أن “العراق ولبنان متشابهان بالتعرض لحملات، وتعبير أنهما ساحة نزاع بين إيران وأميركا غير دقيق”، و”هناك حملة هيمنة أميركية على العراق وأميركا تعمل على التدخل في شؤون العراق وشعبه بينما إيران تساعد الشعب العراقي وتساعد لبنان وتساعد سوريا”.
ورأى السيد هاشم صفي الدين أن “هناك أزمات في لبنان إذا لم تحل من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل وكل هذا الحقد واللؤم الذي يمارس على الشعب اللبناني لا أحد يمكن أن يضمن أن يمر هذا الشيء”، و”حزب الله يعمل بالليل والنهار كي لا يفقد كامل توازنه السياسي والوحدوي، والرؤيا في لبنان مفقودة… لا رؤية للحل المرتقب… لا يوجد قيادات تحمل رؤية واحدة وموحدة في أولوية إنقاذ البلد وللأسف حجم الاطمئنان لدى الناس ينقص يوماً بعد آخر”، ونوه إلى أن كل ما يفعله حزب الله “هو أن لا يصل اللبنانيون إلى حال من اليأس والإحباط الكاملين، لأن هناك عواقب وخيمة لذلك، وهناك البعض لا يدرك هذه العواقب الوخيمة”، وأوضح أن”الذي يشارك في السلبية واليأس في لبنان يلبي أوامر خارجية أو إيحاءات وهم يشاركون في الضغوط القصوى الأميركية”.
وكشف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى أن “لدينا حلول للمشاكل المتتالية في لبنان، لكن هذه الأفكار بحاجة إلى توافق حيث في الواقع أن معظم الأمور بحاجة إلى تفاهم والمسائل الأساسية بحاجة لتفاهم مع الآخرين، وهذا ما يجيب على الاتهام الباطل الذي نتعرض له كل الأعوام الماضية”، و”حزب الله بنسبة كبيرة لم يُفهم لدى الآخرين، وربما الآخرون لا يريدون أن يفهموه إلا من الزاوية الغربية أو من زاوية الخارج”.
وحول تهديدات وتعليقات العدو الإسرائيلي، أكد السيد هاشم صفي الدين أن “العدو عجز أمام المقاومة ولا يقوم إلا بالوعظ وحديث المقاومة بهذه الثقة جزء من المعركة ونحن نثق بربنا ونثق بتجربتنا ونثق بمجاهدينا ونثق بفهمنا لعدونا ولا نبني معادلات وهمية بل معادلات قائمة على وقائع”، و”نحن ذاهبون إلى نصل لحقوقنا، وتحصيل حقوق لبنان من خلال المسارات المتاحة”، وشدد على أن حزب الله “لا يعلق على الإعلام الإسرائيلي، وحتى لو اختبأ العدو خلف إعلامه فهذا دليل ضعف ونحن نثق بأننا سنصل إلى حقوقنا باعتمادنا على قوة لبنان”.
واعتبر السيد هاشم صفي الدين أن “المشهد واضح جداً بناء على أي موقف نبني موقفنا واليوم العدو الإسرائيلي في حالة إرباك وخلال 10 سنوات كان يعمل لهذه اللحظة”، و”أحد أهم أسباب الازمة في لبنان هو وجود النفط والغاز في بحره، وكان العدو يظن أن اللبنانيين ملتهون بالأزمة الاقتصادية لديهم، وعندما أتى موعد القطاف لدى العدو لم يستطع”، وذكّر بأن “العدو الإسرائيلي صرف بين 10 و12 مليار دولار من أجل التنقيب في كاريش، وهو الآن مربك في هذا الملف”.
وفي الداخل اللبناني، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أن “العلاج ليس باستنكاف الحكومة والعلاج هو بالقرارات وفي ظل الوضع المعيشي لبداية الانقاذ نحن بحاجة إلى حكومة ونحن نعمل على ذلك وليس وظيفتنا الضغط”، و”ما يظهر من الاطراف السياسية هناك جدية في الوصول إلى حكومة ونحن نعتقد أنه يجب أن تذلل العقوبات وأن تطغى سياسة التنازلات من أجل الوطن ومصلحة كل الناس”، وأسف لأن “كل النقاشات الدائرة في الأروقة السياسية والإعلام لا تعبر عن أولوية إنقاذ هذا البلد… عندما تكون الأولوية لإنقاذ البلد لا يجب أن تؤخذ النقاشات إلى ملفات اخرى… وجوابنا لكل هذه النقاشات: لا تضيعوا الوقت”، و”بعض الناس يشتغلون بفائض من الترف السياسي وهناك نقاشات وتحليلات واللبناني تعب من كثرة هذه النقاشات… وهذا يدل على التهاب النظام وهذا الالتهاب جرثومي… وبدل من تبريد الأزمات يضع البعض الزيت على النار”، و”الوقت ليس وقت أن نؤخر تشكيل الحكومة لأسباب ثانوية قد تكون مهمة في وقت آخر… وحزب الله يعمل على تذليل العقبات”، وأعاد التذكير بأن “حزب الله سبّاق في التعاون وقد وافقنا على أمور لا نوافق عليها عادة لأن ذلك قد يفتح باباً لإنقاذ البلد”.
وحذر السيد هاشم صفي الدين من أن “هناك مشكلاً بنيوياً أكبر من مشكلة الدستور في فهم طبيعة هذا البلد والأدوار والوظائف الملقاة على المسؤولين والبعض تعود على طريقة معينة ولا يعرف أن يخرج منها وأن يعتمد على الخارج وهذه الطريقة انتهت”، و”قالوا لنا إمشوا بصندوق النقد الدولي… أين هو صندوق النقد الدولي؟! هناك أناس في هذا البلد تعودوا على “الشحادة” وهم يقاتلونا لأننا نحرمهم من “المكرمات” خارجية! هذه ثقافة يجب أن تنتهي”، و”يجب أن نعمل على منع إسقاط البلد أو أن يؤكل وتحصين البلد من المشاريع الغربية وأن نعمل على النهوض خطوة بعد خطوة وليس هناك نهوض بشكل فجائي ويجب أن نبني بشكل تدريجي”، و”هناك ناس يتسلون بمصير اللبنانيين… رفع الأسقف السياسية من أجل ماذا؟”.
ودعا رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى أن يعمل الجميع على “انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة المقررة وهذا ما نعمل عليه ونحن نتواصل مع الجهات المعنية والمؤثرة في هذا الملف والرئيس يجب أن يحظى بالأكثرية النيابية في مجلس النواب”، ورأى أن “التهويل بالفراغ الرئاسي يهدف إلى البناء لأهداف معنية وتحميل جهة معينة المسؤولية عن ذلك”، وأعاد التأكيد على أن حزب الله “لا يرشح أحداً إلى رئاسة الجمهورية، نحن ندعم والمرشحون هم من يعملون”،
واستدرك بالقول إن “نحن مع أن نؤجل النقاش في تفاصيل الترشح إلى رئاسة الجمهورية بانتظار إنضاج الملف ونحن لا نحب الاستهلاك وقناعتنا أن الملف بحاجة إلى روية وإيجاد مخارج تناسب وضع بلدنا”، وأعرب عن اعتقاده أن “الأصل هو أن تسير الأمور بشكل سلس وما فهمناه وما أعلنه رئيس الجمهورية أنه لن يبقى دقيقة بعد انتهاء المهلة الدستورية”، و”ندعو إلى أن تجري الأمور بشكل سلس في ملف رئاسة الجمهورية ويكفي البلد المزيد من الإرباكات”.
واعتبر السيد هاشم صفي الدين أن “لبنان ضُغط عليه حتى لا يبقى في موقعه السياسي مستفيداً من النفط والغاز حتى يترك هذا الموقع والموقف”، و”الترسيم لا يعني التنقيب ومصلحتنا أن يكون الترسيم والتنقيب معاً لأن الهدف والمهم هو التنقيب واعتقد أن عند انتهاء الترسيم قد يدخلونا في دهليز التنقيب”، و”يجب الوصول إلى آليات الحفاظ على ثروة لبنان من النفط والغاز كي لا تضيع”، و”عندما نتحدث عن أن هذا الكنز هو باب للحل فهذا لا يعني أن نغلق الأبواب الأخرى”.
وحول الحوار السعودي الإيراني رأى رئيس االمجلس التنفيذي في حزب الله أن هذا الحوار “يتقدم لكن هل أثمر هذا الأمر؟ لا نعتقد، ونحن نستفيد من هذا التقارب بشكل غير مباشر والتقدم الفعلي في الملفات العالقة شأن يعنيهم”.
/110