نحن علی منهج الإمام الحسين (ع) في مواجهتنا مع "إسرائيل" وسنستمرّ حتى إسقاط هذا العدو
ينشر موقع KHAMENEI.IR نصّ الحوار الذي أجراه مع نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان سماحة الشيخ نعيم قاسم والذي جرى فيه الحديث حول مصاديق إبقاء قيام الإمام الحسين (ع) حيّاً في هذا الزّمان والدور الذي يمكن لعلماء الشيعة لعبه ضمن إطار التصدّي لمخططات العدوّ الرامية إلى بثّ «رُهاب الشيعة والإسلام» إضافة إلى الخيار الذي سيكون مطروحاً على طاولة المقاومة في حال واصل الكيان الصهيوني أنشطته العدائيّة في حقل «كاريش» المتنازع عليه.
* نحن الآن في أيّام الإمام الحسين (ع) وقيامه - سلام الله عليه - ضدّ ظلم يزيد وأصحابه. في مثل هذه الأيّام التي تلت عاشوراء، كان تبيين السيّدة زينب (س) من أجل إبقاء قيام الإمام الحسين (ع) حيّاً، فكيف كان الإمام الحسين (ع) سيتعامل لو كان بيننا اليوم مع الظلم في أنحاء العالم الذي يمثّل الظلمُ بحقّ الشعب الفلسطينيّ من الصهاينة المصداق الأكبر له؟
بسم الله الرحمن الرحيم. قام الإمام الحسين (ع) بجهاده وثورته ونهضته لإسقاط الظلم والانحراف، فضحّى بنفسه وأهل بيته وأصحابه. اليوم هذا الظلم الذي تمارسه إسرائيل والإجرام ومحاولة تعطيل كل الحياة الفلسطينية لا يمكن أن يواجه إلا بالمقاومة والجهاد والقتال في سبيل الله - تعالى - وهذا ما يفعله حزب الله وتفعله المقاومة في لبنان وفلسطين ومحور المقاومة. ولو كان الإمام الحسين (ع) بيننا، لفعل هذا الاتجاه. الآن نحن إنما نقاتل ونجاهد بناء على أمر الإمام الخميني - قدس الله روحه الشريفة - ومتابعة الولي الفقيه الإمام الخامنئي - دام ظله - فنحن على منهج الحسين (ع) وهذا هو تكليفنا وتكليف الأمة الإسلامية جمعاء: أن تواجه بالقتال والبندقية والجهاد حتى إسقاط هذا العدو وإخراجه من أرض فلسطين وإعادة هذه الأرض والمقدسات إلى أهلها وأصحابها.
* «رُهاب الإسلام» يشكّل أحد مخطّطات الأعداء من أجل إضعاف الأمّة الإسلاميّة، وجزءٌ منه يتجلّى في الشّكل والظاهر ضمن إطار «رُهاب الشيعة». ما الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء الشيعة من أجل التصدّي لهذا المشروع الاستكباري؟
العاجزون عن مواجهة الحق والصدق والمنطق هم الذين يستخدمون الاتهامات، وأخبرنا الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم أن الأنبياء (ع) كانوا يُتهمون بالسحر والجنون والحديث مع الجن أو الأمور الأخرى التي تحاول أن تسقط منطق الأنبياء بالاتهامات والتزوير الباطل، وهذا ما يمارسه اليوم الغرب، سواء أمريكا أو الدول الأوروبية أو الاستكبار العالمي، عندما يتهمون المقاومة بالإرهاب ويتهمون الإسلام بأنه يرهب وأنه لاي طرح أطروحة كاملة وشاملة. أملنا نحن العلماءَ وأمل كل الأمة أن تبرز حقيقة الإسلام وأن تكون حاضرة في الميدان كما أمر الله تعالى؛ {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. بمجرد وجودنا في الساحة، سنبطل هذه المزاعم وسنثبت للعالم أننا أصحاب حق وأصحاب رسالة وأصحاب أرض وأصحاب أخلاق، فالاتهامات إنما هي جزء لا يتجزأ من المعركة التي يخوضها الكفر والانحراف العالمي ضد المؤمنين، والرد هو بالثبات على منهجنا، منهج أهل البيت (ع)، وعلى خط الإسلام المحمدي الأصيل.
* بدأ الكيان الصهيوني منذ مدّة أنشطته العدائيّة في حقل «كاريش» الذي يُعدّ من حقول الغاز المتنازع عليها بين بيروت و«تل أبيب». في حال واصل الصهاينة هذا المسار ولم يعتنوا بتحذيرات حزب الله وخاصّة سماحة السيّد حسن نصر الله، ما الخيار الذي سيكون على طاولة المقاومة في لبنان من أجل تأمين مصالح الشّعب اللبناني؟
أعلن سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بوضوح أن استخراج الصهاينة للغاز والنفط من حقل «كاريش» لا يمكن أن يُسمح به إلا إذا استطاع لبنان أن يحفر ويستخرج في مياهه وحُسمت مسألة الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. الآن هناك مفاوضات غير مباشرة تخوضها السلطات اللبنانية عبر الوسيط الأمريكي مع الكيان الإسرائيلي. نحن ننتظر الإجابة، ثم يُبنى عليه الشيء مقتضاه، وهذا يتطلب أن نكون حاضرين وجاهزين للاحتمالات كلها.
* مع الالتفات إلى تهديدات مسؤولي الكيان الصهيوني، لو ارتكب هذا الكيان حماقة ضدّ فصائل المقاومة، فكيف تقيّمون وحدة هذه الفصائل وتلاحمها وانسجامها في الردّ على «تل أبيب»؟
وحدة محور المقاومة تعني أن يكون هناك وحدة اتجاه ووحدة قناعة ووحدة مواجهة، لكن عندما تقع حادثة في مكان معين وبلد معين يُفترض أن يكون الرد في هذا البلد ومن المقاومة في هذا البلد. أما تدخل كل محور المقاومة لكل قضية ولكل حادثة، فهذا الأمر يتطلب توفر شروط معينة. نعم، المقاومة كمحور تتدخل بالدعم السياسي وبالدعم بالإمكانات وبالدعم بالمعلومات لكن الدعم بالقتال المباشر هذا يكون في ظروف خاصة تقررها قيادة المقاومة في هذا المحور.
/110