تطرق عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية رئيس اتحاد علماء المسلمين في الجزائر الاستاذ الجامعي الدكتورعبد الرزاق قسوم الى الدور الذي يلعبه الكيان الصهيوني في اثارة الخلافات والنزاعات والفتن في العالم الاسلامي مؤكدا ان اسرائيل اينما تحل وتتواجد فان الخلافات والفتن تحل في ذلك المكان.
واشار قسوم خلال حديثه لوكالة أنباء التقريب "تنا" على هامش في المؤتمر السادس والثلاثين لمؤتمر الوحدة الاسلامية، الى التوتر الذي شهدته علاقات بلاده الجزائر مع المغرب واشار الى أن العامل الأساسي في تزايد هذا التوتر يعود الى العلاقات الرسمية التي أعلنت عنها الرباط مع الكيان، لافتا الى أن التوتر بلغ حدا حتى أن المغرب نشر جيشه على الحدود الجزائرية، كما أن أوساط مغربية شنت حملة تحريض اعلامية وسياسية واسعة ضد الجزائر.
وشدد قسوم على أن الغرب يدعم بكل قوة الكيان الصهيوني في كل مشاريعه وخططه التآمرية ضد الدول الاسلامية ولولا الدعم الغربي لما تجرأ الكيان بالقيام بكل هذه المؤامرات، بل أن الكيان يتجاهل كل القوانين الدولية ويواصل انتهاكه لانه يعلم أنه لن يحاسبه أو يعاقبه أحد.
وأكد أن القضية الفلسطينية تعتبر أولوية لدى جميع الجزائريين وأحيانا متقدمة على القضايا الجزائرية، كما أن مواقف الجزائر تميزت عن مواقف سائر الدول وخاصة فيما يتعلق بالملفات السورية كالملف السوري الى جانب الملف الفلسطيني.
واعتبر أن الهدوء لن يعود للعلاقات الجزائرية المغربية مع وجود العلاقات الاسرائيلية المغربية، معربا عن أمله في أن تطيح المنظات المغربية عملية التطبيع مع اسرائيل، مشيرا الى أن العلاقات بين المغرب والجزائر يمكن ان تستمر مع وجود مشكلة الصحراء الغربية ولكن لا يمكن أن تستمر مع التطبيع المغربي الاسرائيلي، موضحا بأن الجزائر ليست لديها اصرار على طريقة معينة لحل أزمة الصحراء الغربية مع المغرب، وطالما دعمت اجراء استفتاء يشارك فيه شعب الصحراء الغربية حول مصيرهم ومصير منطقتهم، مؤكدا أن الجزائر توافق على نتائج هذتا الاستفاتاء سواء كان باستقلال الصحراء الغربية أو انضمامها الى المغرب.
وحول التعايش السلمي والتجربة الناجحة للجزائر في القضاء على التطرف والتكفير، لفت قسوم الى أن الجزائر مرت بمرحلة قاتمة في تاريخها عندما تفشى التطرف والتكفير ووصل الى حد القتال بين الجزائريين وقد لعبت طريقة التعامل مع الوضع والظروف الجديدة دورا مهما في انهاء الأزمة، موضحا بأن الحكومة الجزائرية وعلماء الدين والجامعات والمدارس والمساجد وبعض الأحزاب لعبت دورا مهما في حل المشكلة، منطلقة من نظرية أن القاتل والمقتول اخوان فمالداعي لهذا الاقتتال.
وشدد على أن العلاج لم يكن أمنيا وعسكريا وحسب بل تركز ايضا على الجانب التثقيفي والتوعوي ولعب اساتذة الجامعات وعلماء الدين دورا مميزا في نشر الوعي ونجح الجميع في التغلب على هذه المشكلة، مشيرا الى أن الحكومة والحاكم وسياساته ايضا نجحت في احتواء المشكلة، ولفت الى أن الصفة والميزة الرئيسية التي ينبغي ان يتمتع بها الحاكم هي العدالة ولو لم يكن لدى الحاكم هذه الصفة والميزة فان الشعب سيسحب ثقته به وينتفض ويتظاهر ضده حتى يسقطه مما يستدعي اختيار الحاكم أو الرئيس الذي يتمتع بهذه الصفات الرئيسية.
ودعا قسوم الى ضرورة تعميم التجربة الجزائرية في القضاء على التشدد والتطرف الى سائر البلدان الاسلامية التي تشهد صراعات واقتتال طائفي.
/110