باقر درويش: النظام البحريني اراد تبييض صورته القامعة من خلال "مؤتمر التعايش والسلام"
اعتبر رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان "باقر درويش"، مؤتمر "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في البحرين، انه ياتي في سياق محاولات النظام الحاكم ولجوئه الى استغلال الفعاليات والملتقيات والانشطة الاقليمية والدولية فضلا عن رفع شعارات التسامح الديني لتبييض صورته القامعة سياسيا والمكرسة لحالة الاضطهاد الطائفي.
وقال درويش في حوار حصري مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، : الحكومة البحرينية، سعت الى توظيف البعد الاعلامي لهذا المؤتمر قبل اجراء الانتخابات التشريعية المزعم في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لمحاولة ابراز صورة مختلفة عن الدولة حول واقع الحياة السياسية.
واكد، على ان "السلطة الحاكمة تضطهد المسلمين الشيعة في البحرين، وقد هدمت 38 مسجدا واستهدفت اكثر من 150 رجل دين شيعي وقوضت الحريات الدينية وحلت المجلس الاسلامي العلمائي واعتقلت عشرات الالاف من المواطنين لاسباب سياسية وطائفية، وارتمت في احضان التطبيع مع الكيان الصهيوتي ايضا تحت الشعار ذاته".
واضاف : ان الدولة التي تهدم المساجد وتضطهد مواطنيها على اسباب دينية وتمارس التمييز الطائفي، هي ليست دولة تسامح ديني وانما دولة قامعة للحريات.
واستطرد، ان "دعاة التسامح الديني الحقيقي، هم يقبعون في السجون الان؛ وفي مقدمتهم الشيخ علي سلمان الى جانب باقي قيادات المعارضة".
وشدد "درويش" على ان هذه الحقيقة، تظهر احد ابرز صور الاضطهاد السياسي من جانب النظام الحاكم في البحرين؛ قائلا : ان الدولية التي تقمع الحريات الدينية، فهي تحمي المتورطين في الاضطهاد الطائفي، بينما المسؤولون عن هدم المساجد مفلتون من العقاب في البلاد.
وحول "الانتخابات التشريعية" القادمة في البحرين، صرح رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان، ان "مقاطعة الانتخابات هو قرار سياسي للتعبير عن موقف شعب يرفض منح الشرعية الشعبية للسلطة القامعة، ويطالب بحقوقه السياسية التي تضمن ان يكون الشعب مصدرا للسلطات".
واضاف، ان "الشعب البحريني يريد من خلال هذا الموقف، ان يتم تحقيق مبدا الفصل بين السلطات فضلا عن اصلاح النظام الانتخابي الظالم والدوائر الانتخابية غير المنصفة واصلاح واقع السلطة التشريعية التي هي في الحقيقة سلطة عديمة الصلاحيات، ولا تستطيع ان تحقق الحد الادنى من المطالب الشعبية، انما حالها كحال سائر مؤسسات الدولة في دعم سياسات النظام وتكريس حالة الاستبداد السياسي".
ولفت درويش، بان "هنالك اغلبية سياسية في البحرين ترفض خيار مصادرة القرار السياسي وتهميش حق الشعب في الشراكة السياسية، ومنها جمعيات المعارضة التي عاقبتها السلطة بسبب مواقفها السياسية الداعية لتحقيق العدالة الاجتماعية عبر قانون العزل السياسي، بعد حلها وحرمان عشرات الالاف المواطنين من حقوقهم السياسية".
واوضح، ان "السلطة الحاكمة في البحرين، تطبق اليوم مشروع العزل السياسي باوسع ما يكون.. نحن نتحدث عن تقدير يقول بان هنالك 100 الف ناخب تم شطبهم من القوائم الانتخابية نتيجة مقاطعتهم للانتخابات في السنوات الماضية".
واستضاف النظام البحريني ما يسمى بـ "ملتقى البحرين للحوار بين الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، خلال الفترة من 3 إلى 4 نوفمبر الجاري في المنامة، بحضور ملك البحرين، ومشاركة مشاركة شخصيات دينية من دول مختلفة وعلى راسهم شيخ الازهر "أحمد الطيب"، ورئيس الفاتيكان "البابا فرنسيس".
وفي معرض التعليق على كلمة "البابا فرنسيس" خلال هذا الملتقىي، أعلنت "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية" المعارضة في البحرين، دعمها وتأييدها لما ورد في خطابه بشان "حاجة البحرين الى التنفيذ العملي لمجموعة القواعد والاسس المرتبطة بالحريات ووقف التمييز واحترام حقوق الانسان".
وجاء في بيان الجمعية الصادر بالمناسة، "نقدر ما تفضل به البابا حيث رفع صوته عالياً بضرورة تعزيز المساواة في الحقوق وضمان الاحترام والاهتمام بجميع الذين يشعرون بأنهم على هامش المجتمع كالسجناء، مطالباً بالتخلي عن عقوبة الإعدام وضمان حقوق الإنسان الأساسية لجميع المواطنين".
نهاية الخبر