قال الدکتور السید "احمد الموسوی" سفیر الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی سوریا مستشار الرئیس الایرانی فی شوون فلسطین ان الوحدة الإسلامية من أهم عناصر تعزيز القيم الإسلامية وانتصار الإسلام
سفیر الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی سوریا
الوحدة الإسلامية من أهم عناصر انتصار الإسلام
تنا – دمشق
30 Jul 2011 ساعة 14:30
قال الدکتور السید "احمد الموسوی" سفیر الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی سوریا مستشار الرئیس الایرانی فی شوون فلسطین ان الوحدة الإسلامية من أهم عناصر تعزيز القيم الإسلامية وانتصار الإسلام
اضاف الموسوی فی حدیث لمراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا إذا كان أعداء الأمة الإسلامية فيما مضى يمارسون غزوهم الثقافي في أسلوب مُبَطَّن وطرق خفية مُخَطَطٌ لها بدقة فقد أماطوا اللثام اليوم عن حقيقة توجهاتهم إثر حادث الحادي عشر من أيلول ، فأعدوا العدة لإفراغ الإسلام من مضمونة وتقديمه للعالم على أنه دين إرهاب وعنف .. وأساؤا للرسول الكريم .. واعْتَدوا على حرمة القرآن بطرق شتى ليشوهوا صورة الإسلام والمسلمين.
و قال، ارخت الأزمة الاقتصادية العالمية بِظِلالها على غالبية الناس فشغلت المساحة العظمى من أذهانهم وإهتماماتهم، الأمر الذي حولهم عن الدراسة والمطالعة والبحث ولم يتبقَ سوى خُطب الجمعة والدروس الدينية لعلماء الدين و وسائل الإعلام سبيلاً أو مصدراً للحصول على المعرفة الدينية.
ثمة فئة من الناس مسلوبي العقل والمنطق يطلقون الشتائم والسُباب و يكفرون الآخرين ، يظنون بذلك خدمةً للإسلام والمسلمين ومالديهم من الإسلام إلا الظاهر المنمق والباطن المريض... وما أسلفت يجعل الخطاب الديني فرض عين على العلماء والمثقفين وفرض كفاية على الآخرين .
لقد أدرك أعداء الإسلام بأن الكتاب والسنة هما خَطُّنا الأحمر فقاموا بتدريب وتأهيل كوادر سموهم علماء الدين يتحدثون بلسان الإسلام وهذا مايُلزمنا تَوَخِّي الحذر والانتباه .
تجد السياسة الأمريكية أنه من الضرورة أن يأخذ أبناء الإسلام ببعض الشرائع والتعاليم من المسيحية واليهودية في بعض القضايا الفقهية والعبادات. ومما لاشك فيه أن هذا النقد هو الذي يجب محاربته والتشكيك في نزاهة مصدره.
إنهم مازالوا يعانون من التجربة المريرة ومن الصَفْعَة التي تلقوها من الدين بانتصار الثورة الإسلامية في إيران .. إيران التي كانت شرطي المنطقة وخادمة أمريكا .. وقد تحولت إلى بلدٍ يقف في وجه أمريكا والصهيونية فحاولوا بشتى الأساليب إزالة إيران من الوجود فلم يتمكنوا من إجهاض الثورة بل أن إيران الإسلامية إزدادت قوةً و مَنْعَة يوماً بعد يوم.
إذا كانت الوحدة وتقارب الفرق الإسلامية أمر يخدم الإسلام وإذا آمنا بأن إتحاد المسلمين هو في صالحهم ولصالح عظمة الإسلام فلابد من أن نؤمن أيضاً بأن اعداء الإسلام يبذلون أقصى جهودهم لبث الفرقة بين المسلمين وهذان أمران لايَنْفَصِلان عن بعضهما
إن محاولات العدو لإثارة الخلاف بين الشيعة والسنة قد باءت بالفشل وراح أخوة الدين الواحد يعملون جنباً إلى جنب في مختلف الميادين .. لكن العدو لم ييأس فمازال بعض الجهلة والغلاة يمارسون دورهم كبيادق بيد الأعداء لإثارة الفتن بين أبناء الأمة الإسلامية بَيْدَ أن هذه المحاولات تَرْتَطِم دائماً بسد منيع بناه زعماء المسلمين وعلمائهم عبر مواقفهم وفتاواهم من محمود شلتوت إلى الإمام الخامنئي الذي أخمد بفتواه الأخيرة فتنة كادت أن تنتشر كالنار في الهشيم .
یجب أن يكون المسلمين يداً واحدة و صوتاً واحداً وقلباً واحداً في مواجهة أعداء الإسلام ... .
الوحدة الإسلامية من أهم عناصر تعزيز القيم الإسلامية وانتصار الإسلام. لدينا اليوم :- القيم الغربية و القيم الإسلامية ..
القيم الغربية : التي تجسدت فيما يسمى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقد أخفقت بعد الحادي عشر من أيلول بل وقبل ذلك.
إذن فقد جاء اليوم دور تعزيز القيم الإسلامية والإرتقاء بها ...
كان الحوار ولايزال حاجة اجتماعية ماسة للإنسان واليوم يعتبر السبيل العملي للتعاطي مع الأزمات والمشاكل التي تواجه الشعوب وإيجاد الحلول الناجعة لها.
إن من أهم القواسم المشتركة في دعوة الأنبياء والرسل هو السلام والتآلف والوئام ونبذ الفتن والهداية إلى الواحد المتعال الهداية المتجسدة في الإيمان بالله التي باتت ضرورة ملحة في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى فالإيمان ليكون إيماناً لابد أن يتجلى في أقوالنا وأفعالنا وسلوكنا وأن يكون لنا منهجية ثابتة و واضحة وصولاً لتحقيق مادعا إليه أولئك الرسل والأنبياء.
يهدف الإسلام إلى بناء مجتمع تتعايش فيه جميع الأمم متمتعةً بكرامتها الإنسانية وحقوقها في أجواء يسودها التعاون والتفاهم المتبادل.
الإسلام يعني القرآن والسنة وعلينا أن نُعرِّف الإسلام الحنيف ونتعرف عليه من مصادره الأصيلة و هما القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة وليس من خلال ما ينتهجه بعض
الحكام والزعماء في المجتمع الإسلامي بإسم الإسلام وماذلك إلا لتوطيد حكمهم والحفاظ على مناصبهم وهذا بعيدٌ كل البعد عن رَوْح الإسلام.
يعتبر الإسلام رفض الهيمنة ومد جسور السلام مع الدول غير المحاربة ونشر العدالة من أبرز ركائز سياسته الخارجية.
يدعو الإسلام لإحترام كافة القوميات وتساويها وعدم تفوق قومية على أخرى وقد كرس نبينا الكريم هذا الفكر من خلال ايجاد جو من التعايش والتآلف عندما دَوَّنَ ذلك في ميثاق المدينة بصفته حاكماً إسلامياً امتدت ظلال ولايته إلى غير المسلمين من مسيحيين ويهود.
رسم لنا الإسلام الخطوط العريضة للحياة الكريمة ولم يغفل أيضاً عن شرح تفاصيلها الدقيقة ولم يفصل يوماً بين الدين والسياسة فمسجد النبي كان محراباً لعبادة الله ومنبراً لإطلاق الأحكام الدينية والقوانين الدنيوية في آن واحد حينذاك . لننظر إلى الغرب . . . و إلى أين آل حالهُ . . . وأي تخبط يعيش في ذروة الحاجة إلى الرجوع للدين والديَّان ... إلى أين وصلوا نتيجةً لابتعادهم عن الدين و تعاليم الأنباء و ماجاء به عيسى و موسى و محمد (ص) وبمعنى آخر إن سياستهم لم تقم يوماً على دين فقد نَظَمَتها قوانين وضعيِّة فشتان مابين مانظم الدين و ماينظمون !
ليس الدين والإسلام أفيون الشعوب فقد جاء انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (قدس سره الشريف) ليفند مازعموا، وقد أثبتت الثورة أنه يمكن الانتصار على فراعنة وجبابرة العصر من خلال الإعتصام بحبل الأنبياء والرسل الذي هو حبل الله فحكم الدين المجتمع وأصبح القرآن والسنة دستوراً للحكم دستوراً ألزم الثورة ببناء علاقات أخوية مع جميع الدول والأديان واحترام حقوق الأقليات الدينية في إيران من مسيحيين ويهود وغيرهم كما نهاها عن الإعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب.
من جانب اخر، لقد شاهدت في سورية نماذجاً رائعة من التعايش الإسلامي المسيحي ولاحظت احترام المسيحيين لمشاعر المسلمين في شهر رمضان الكريم و مدى مراعاتهم لحرمات هذا الشهر الفضيل وهذا مالانجده في بعض الدول الغربية التي مافتئت تتشدق بإحترامها لحقوق الإنسان وتمارس مايندى له الجبين من الإعتداءات المخجلة على المسلمين نساء كانوا أو رجال في الشوارع والأماكن العامة والتضييق عليهم بشتى الوسائل فقط لأنهم مسلمين. وتتعدى أفعالهم إلى سياسات تتبناها حكوماتهم فيحتلون و يغتصبون ويقتلون ويتآمرون و يستولون على مقدارت الآخرين في أفغانستان والعراق و فلسطين و لبنان والمسيحيون بريئون من الفظائع التي يرتكبها هؤلاء بل ويستنكرونها فهي تخالف التعاليم السمحى التي جاء بها المسيح عليه السلام مسيح السلام والوئام والدعوة إلى الحب والتآخي بين الشعوب.
ان الغرب لا يرى شعوب هذه المنطقة بل يرى ارضها و ثرواتها و يخترع الاساليب التي تمكنه من امتصاص هذه الثروات بينما يبقى اهل الديار و فقراء .
اذن يجب الاعتماد على الذات للدفاع عن شعوبنا و رفض الظلم و الهيمنة و الاحتلال مهما طال امد التضحيات لان البديل هو هدر للكرامة و الحياة الحرة
رقم: 57989