كاتب ومحلل سوري : استئناف العلاقات بين ايران والسعودية له تداعيات كبيرة على المنطقة
وفي حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، وردا على سؤال حول "افاق الاتفاق الايراني السعودي لاستئناف العلاقات الثنائية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات، وتداعيات ذلك على الوحدة بين الشعوب الاسلامية"، اضاف الدرزي، بان هذا الاتفاق يشكل بداية لانهاء الصراع المفروض من جانب الغرب على المسلمين فيما بينهم، كما سينعكس بشكل ايجابي على منطقة الخليج الفارسي.
واوضح، ان هناك قوى اسيوية ناهضة تتمثل بثلاث دول وهي روسيا وايران والصين، كما يتوقع ان تضاف دولة رابعة وهي الهند؛ وان من شان هذه القوى ان تنسجم مع بعضها البعض لاخراج الولايات المتحدة من منطقة اسيا برمتها وخاصة غربي القارة؛ مؤكدا على ان الاتفاق حول اعادة العلاقات بين ايران والسعودية الى طبيعتها، سيترك نتائج كبيرة جدا على جيمع هذه القوى الناهضة.
ولفت المحلل السوري الى ان جهودا بذلت منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وحتى الان، من اجل بناء نظام اقليمي يختص بالدول الخليجية التي تحوز على اكثر من 40 بالمائة من الثروات النفطية، بالاضافة الى ثروات الغاز الهائلة.
وتابع، ان هذا النظام الاقليمي سيكون بعيدا عن التدخلات الاجنبية ولصالح دول وشعوب المنطقة، من خلال تقليم اظافر الولايات المتحدة الامريكية وطردها من المنطقة وفي المقابل اتاحة الفرص للدول الاقليمية بان تاخذ زمام امورها بنفسها، وبالتالي سحب الذرائع من واشنطن والدول الاوروبية التي تدعي بانها تضمن الامن والاستقرار الاقليميين، ولكنها من الناحية الفعلية تؤمن البقاء لنفسها من جهة واستمرار البقاء لدولة "اسرائيل" التي تعتبر دولة وظيفية لها، في غرب اسيا وفي العالم ككل.
ومضى الدرزي الى القول، بان الاتفاق الايراني السعودي سيدفع بكل القوى التي ناهضت الثورة الاسلامية على مرّ العقود الاربعة الماضية، نحو تفهم ضرورة التعاون مع ايران الثورة والعمل على نهضة العالم الاسلامي ككل؛ اي ان ما يمكن ان يحدثه الاتفاق بين الرياض وطهران سيكون لصالح المسلمين والعالم اجمع.
وعن الاليات الكفيلة بترسيخ العلاقات بين ايران والسعودية ومصر، تعزيزا لركائز الوحدة بين الامة الاسلامية والحؤول دون تكرار العناصر التي ادت الى التباعد بين هذه الدول ولاسيما البلدين ايران والسعودية، نوه الكاتب والمحلل السوري بالمكانة الجيوسياسية المرموقة التي تحظى بها الدول الثلاث (يران والسعودية ومصر) بالاضافة الى دول اخرى في منطقة بلاد الشام، التي تشكل منطلقا لكافة الحضارات العريقة في العالم.
واوضح الدرزي، انه نظرا لدور الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تعتبر لاعبا اساسيا في المنطقة، والمملكة العربية السعودية بما تمثله من رمزية خاصة لكونها تتولى خدمة الحرمين الشريفين بالاضافة الى ما تمتلكه من امكانيات مالية هائلة، وجمهورية مصر التي تشكل ثقلا اساسيا في التاريخ الاسلامي وتمثل عاصمة من عواصم المسلمين، فإن التلاقي بين هذه الدول الثلاث سيدفع بالمسلمين والمنطقة الى تجاوز الخلافات المذهبية من خلال البحث عن ادوار حضارية او سياسية على مستوى المنطقة والعالم.
واستطرد، انه يتعين على جميع الاطراف من اجل تحقيق هذا الهدف، ان تتفهم مخاطر بقاء "اسرائيل" في المنطقة؛ باعتبار ان وجود هذا الكيان واستمرارية دوره المتغطرس في المنطقة، قائم على توسيع هوة الانقسام بين المسلمين وايضا بين الشعوب الاقليمية.
وشدد على ضرورة التفاهم بين دول المنطقة حول نقطة اساسية بان هذا الجسم الغريب يجب ان يزال من المنطقة ومن العالم، وان البشرية جمعاء ستستفيد من زواله.
واضاف : ان النقطة الاخرى تكمن في ضرورة ان تتفاهم هذه الدول مع بعضها الاخر، وان تدرك بان العنصر الاساسي المدمر للمنطقة هو استمرار الهيمنة الغربية التي بدات منذ اربعة قرون وحتى الان من خلال نهب ثروات العالم؛ وهذا يستدعي من الدول الاقليمية ان تعي بان مصالحها مرهونة بدحر الولايات المتحدة الامريكية من منطقتها.
واكد "الدرزي"، على ان هذا المسار الرئيسي من شانه ان يتشكل عبر التعاون بين الرياض وطهران والقاهرة، وان يتحرك الاطراف الثلاثة نحو تحقيق هذا الهدف الغائي.
كما لفت الى ضرورة ان تتحرك الدول الثلاث نحو ايجاد قاسم مشترك فيما بينها لتفعيل دور الاسلام الحضاري الذي يتعاطى مع العالم ومع شعوبه وفق الاليات التي تهدف الى تحرير الانسان ونهضة الشعوب.
نهاية الحوار