الشيخ البياتي : وحدة الامة بقوتها وقوة الامة بوحدتها..ايران موحدة قيادة وشعبا ومنهجا
قال الناطق الرسمي بدار الإفتاء العراقية "الشيخ عامر البياتي" : ان ما تعيشها الامة الاسلامية من مآسي سببه ليس التمسك بتعاليم الاسلام السمحاء بل العكس؛ مبينا انه "لو تمسكنا بتعاليم هذا الدين المبين لزادت قوتنا، فوحدة الامة بقوتها وقوة الامة بوحدتها وذلك هو النتاج الصحيح الذي لا بد منه، وجوهر تعاليم الاسلام هو ان نكون امة متوحدين من مشارق الارض الى مغاربها".
جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع "الشيخ البياتي" مستصرحة فضيلة رحول شعيرة الحج ودورها لتحقيق الوحدة ونبذ الخلافات من بين المسلمين.
واضاف : لابد للبلدان الاسلامية اليوم و"من يوم امس ويوم غد"، ان تعود الى منهج الاسلام والمسلمين، وتعود موحدة نابذة الفرقة والتعصب؛ متسائلا : اهل الباطل اجتمعوا على باطلهم اما آن لاهل الحق ان يجتمعوا على الحق الذي هم فيه وعليه ومنه ينطلقون، وبه يجعلون منهجا عظيما لوحدة الصف ووحدة المسلمين جميعا في مشارق الارض ومغاربها؟!
واكد عالم اهل السنة البارز في العراق : علينا العودة الى ما امرنا الله تبارك وتعالى، فقال [إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ]؛ يجب ان نكون مجتمعين غير متفرقين، فلا تستطيع الحدود ولا الاراء ان تفرق بيننا، ولكن البغضاء والحقد والحسد هو الذي يفرق الامة، وعلينا ان ننبذ الخلافات التي لا تاتي للامة بخير بل الخير كله في وحدة الاسلام والمسلمين وقوتهم في وحدتهم لان الله تبارك وتعالى اراد بنا هكذا.
واوضح فضيلته، "هناك عاملان اساسيان في تهديم كيان هذه الامة، الفرقة والفساد، وعلينا كعلماء ومصلحين ودعاة وعلى راسنا ائمة المراجع العليا توظيف شعيرة الحج للمقاصد الشرعية الصحيحة، ووحدة الكلمة ووحدة الصف ووحدة الموقف، ذلك أن اعداء الامة قد كثروا ولابد لنا ان نواجههم ولا تكون المواجهة الا بالوحدة ونبذ الفرقة والتخلص من الفساد".
ومضى الى القول : لماذا هذه الفرقة والله تبارك وتعالى وصف امة المسلمين بالامة الواحدة، فقال عز وجل : [كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ...].
كما حذر من مخططات الاعداء الرامية الى نشر الفساد والانحلال الاخلاقي داخل مجتمعات المسلمين؛ مؤكدا على ضرورة التحلي بالوعي من اجل التصدي لهذا المؤامرات البغيضة.
وفي السياق، اشار المتحدث باسم دار الافتاء العراقية الى، انه "في بلدان عظيمة، مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية نرى بانها موحدة قيادة وشعبا ومنهجا؛ ونراهم يقفون بوجه كل المؤامرات وكل اشكال الفساد ولايدعونه ينتشر لان انتشار مظاهر الفساد وانحلال الاخلاق هو الذي يدمر هذه الامة".
وتابع : لابد لنا ان لا نسكت بل نقاوم الممارسات الشنيعة بما اتانا الله تبارك وتعالى من قوة، وقال الباري عز وجل [وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم]؛ مؤكدا "هؤلاء هم اعداء الله واعداء رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) واعداء الانسانية فلابد للمسلم الصادق ان يقف بوجههم وان يحطم مشاريعهم التي تريد افساد الشباب وافساد المجتمع الاسلامي والانحلال الاخلاقي".
واستطرد قائلا : الله تبارك وتعالى امرنا بان نوجّه شبابنا وابناءنا التوجيه الصحيح، وما ذلك الا من خلال التمسك بكتاب الله وسنة رسوله المصطفى (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) وقطع السبيل على كل من اراد بالامة شرا.
وعودة الى موضوع شعيرة الحج، استذكر الشيخ البياتي قول الباري تعالى في محكم كتابه الكريم : [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ]، [وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ]؛ مبينا "لابد لنا ان نعلم بان شعيرة الحج من اشكال الجهاد بالمال والنفس ومقاومة الهوى [أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ].
ولفت الى، ان فريضة الحج "تؤكد علينا (كمسلمين)، ان نكون في وقاية من الطغيان الذي في رؤوس بعض الرموز والتي يحسب انها من الامة، وايضا عدم الخضوع لاعداء الامة ولاعداء الله تبارك وتعالى الواحد الاحد؛ فذلك هو السبيل الوحيد للخلاص من المؤامرات والوقوف بوجهها".
واستدرك الشيخ البياتي : قال بعض السلف لا تستوحش طريق الحق من قلة السالكين ولايغرنك طريق الباطل بكثرة السالكين؛ لافتا الى ان "النبي ابراهيم (عليه السلام) كان امة لله قانتا، ولم يوجد بيت على وجه الارض يعبد الله الا بيت ابراهيم وعياله وقد بقي على هذا الامر حتى انتشرت دعوة الاسلام والمسلمين".
واشار الناطق الرسمي باسم دار الإفتاء العراقية : اذا يجب العودة بالامة الى منهج الاسلام الاصيل وقيمه السامية؛ وليست هناك قيما انسانية بقدر ما هو موجود في منهج وتعاليم الاسلام، قال الباري عز وجل [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ].
واكمل الشيخ البياتي : بما ان الله تبارك وتعالى قد ارتضى لنا الاسلام، اما نرتضي لانفسنا هذا الدين؟! والله انه لعجب العجاب ان نكون متفرقين وربنا واحد ونبينا واحد والقران كتابنا وتعاليم الاسلام نفهمها كما فهمها سلف الامة الصالح؟!
نهاية الحوار