"الاربعينية" تحمل في طياتها ارتباطا بالامام المنتظر (عج) الذي سياخذ بثار الحسين (ع)
يرى عالم الدين البحريني الشيخ "هاني البناء"، ان مسيرة احياء الذكرى الاربعينية لواقعة الطف حيث استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) وابنائه واصحابه، هي في الحقيقة تحمل في طيابتها ارتباطا بمن سياخذ بثار الحسين (ع)؛ مبينا ان الانسان يعيش في هذه المليونية الحزن على الحسين عليه السلام ويعيش الشعور بجماهيرية الحدث الذي يجعل من الانسان ان يلتفت الى الاستعداد والانتظار لظهور المهدي (عج)؛ ذلك الامام المنتظر الذي يحتاج لمن ينصره وهذه الجموع المليونية التي تتجلى كل عام في مسيرة الاربعين تشهد بان النفوس طاقت الى نصرة امامها".
جاء ذلك في حوار خاص اجراه مراسل وكالة انباء التقريب (تنـا) مع "الشيخ البناء" على امتداد طريق الزوار المتجهين سيرا على الاقدام الى كربلاء المقدسة لاحياء الزيارة الاربعينية.
كما تحدث عن الموكب الذي يقيمه ورفاقه من رجال الدين البحارنة سنويا على طريق المشاة الى كربلاء المقدسة، قائلا انه مضى على هذا النشاط اكثر من عشر سنوات، حيث يقدم برنامجا تبليغيا يحمل رسالة اسلامية من خلال اقامة الشعائر الدينية المختلفة بما في ذلك صلوات الجماعة واحياء مصيبة الامام الحسين (ع) وتعليم الاحكام الشرعية والتعريف باهداف الثورة الحسينية وفوائد المسيرة الى كربلاء.
كما لفت الى تقارن الزيارة الاربعينية هذا العام مع الاجازة الصيفية للمدارس والجامعات وبما يتيح المزيد من الفرص لتقديم برامج توعوية وتربوية نظرا لحضور نسبة اكبر من طلبة المدارس والجامعات في هذه المناسبة الاسلامية الخالدة.
وعن اعداد الرعايا البحرينيين الذين يشاركون في مراسم الاربعين، قال الشيخ البناء، لقد شارك العام الماضي ما يربو عن 30 الف بحريني.
وعلى صعيد اخر، تحدث هذا العالم الاسلامي حول الانتهاكات لقدسية القران الكريم التي تكررت خلال الاشهر الاخيرة في السويد ودول اوروبية اخرى؛ مبينا انها في الواقع حلقة من سلسلة المحاولات لكسر الشخصية المسلمة كي تشعر بالذل والدونية امام الاستكبار العالمي، وتتخلى عن دينها وعزتها وتنصهر فيما يريده اعداء الدين.
واضاف : هذه الحلقة تمثل المساس بالمقدسات جميعا ولم تقتصر على القران الكريم فقط، بل سبقها المساس بشخصية الرسول الاكرم (ص) من خلال الرسومات المسيئة وامثالها. وايضا هناك طعون في الاحكام الشرعية وتصويرها بانها لاتناسب الزمان ليشعر المسلم بانه يعيش تخلفا بسبب دينه، فيتخلى عن عقيدته ويذوب وينصهر في ارادة العدو.
وحول سبل المواجهة لهذه الظاهرة الشنيعة، راى "البناء"، انه ينبغي على المسلم، ان يكون اكثر اعتزازا واصرارا ويستغل كل فعالية يمكن ان تحضرها جماهير الامة لاجل ان يثبت انتماءه للدين واعتزازه بالعقيدة والمقدسات والضغط على الحكومات في البلدان الاسلامية كي تطالب الدول التي في الحقيقة تقف خلف هذه الاساءات، على وقفها.
ومضى الى القول : نحن لدينا ارقام كثيرة لتوظيفها من اجل الضغط على تلك الدول. بما في ذلك مسيرة الاربعينية المليونية التي تحصل في كربلاء، هي حقيقة ارتباط بالامام الحسين (ع) الذي كان صانع الاباء والعزة، واذا كان يُراد للمسلم ان يعيش ذليلا فبانتمائه للحسين (ع) ومجيئه للمشاركة في هذه المسيرة المليونية، سينتهل من عطاءات كربلاء، "العزة والاباء والاقتدار وان العدد القليل يمكن ان ينتصر والامكانيات الضعيفة يمكن ان تكون بالارادة وبالدين وبالتوكل على الله تعالى، تكون قوية قادرة ويمكن ان تكسر الاخر".
وتابع : هناك بعض العلماء الذين طرحوا ان نحمل المصاحف خلال المسيرة الاربعينية، ذلك ان الحسين (ع) هو القران الناطق وصون القران الصامت يرتبط باحياء القران الناطق. وحمل المصحف بطريقة واضحة وجماعية يمثل رسالة ان هؤلاء الذين مستعدون ان يمشوا كل هذه المسافات ويتحملوا الحرّ وكل المتاعب ايضا هم مستعدون ان يدافعوا عن مقدساتهم ومن ذلك القران الكريم، ولا يهنوا ولا يتراجعوا ويصروا على منع تكرار امثال هذه الاساءات.
واوضح رجل الدين البحريني، انه بطبيعة الحال يفعل اعداء الدين هكذا ممارسات لانهم وبشهادة القران الذي تكلم عن رغبة المشركين في ان يرجعوا كفارا، فهم يعرفون ان الاسلام تتوفر عنده مقومات حضارة لا تتوفر عند الاخرين، وبالتالي التهديد الحقيقي المستقبلي لهم ياتي من جانب الاسلام السياسي، وبما يحثهم في سياق مآربهم البغيضة على كسر نفسية وشخصية المسلم واشعاره بالهزيمة النفسية لكي يتخلى عن دينه، لتسهيل استهداف الاسلام المبين.
واستطرد قائلا : في الحقيقة احتلال فلسطين يشكل جزءا من هذه الحلقات، وزرع الكيان الغاصب في وسط الامة، ايضا يراد منه اضعاف العالم الاسلامي في داخله وشغله لكي تمضي مخططات اعدائه.
واكد الشيخ البناء على انه، بعد مجيء الامام الخميني، استطاع رضوان الله عليه، ان يحيي القضية الفلسطينية وانجاحها كقضية اسلامية وليست عربية فحسب.
واضاف : كما ان السيد الامام الراحل احيا روح العبادة، عندما يتحدث رحمه الله عن الصلاة ان "المحراب من الحراب"، وحينما يقول "اياك نعبد واياك نستعين يعني ان المسلم يجب ان لا يستعين لا بامريكا ولا بغيرها"، وحينما يتكلم عن الصوم بالقول "جوعونا نحن ابناء رمضان" وحينما يتكلم عن الحج بانه "البراءة من المشركين"؛ فإرجاع الروح الى العبادة يعيد الى الامة عزتها وقوتها ومنعتها.
واكمل العالم الاسلامي البحريني : لهذا الاسلام يحتاج من امثال السيد الامام الخميني (رض) ليعيد له الحياة، ويعيد العزة للمؤمن، والشعور بالاقتدار والمنعة والكرامة والاباء. كما يتعين على رجال الدين ان يحملوا ذات الرسالة ويبلغوها الى جماهير الامة.
نهاية الحوار