على هامش زيارة لمعرض طهران الدولي للقران الكريم بنسخته الـ 31، التقى مراسل وكالة التقريب بين المذاهب الاسلامية (تنـا) مع قارئ القران الكريم العراقي الشهير، السيد حسنين الحلو، الذي يشارك ممثلا عن "العتبة العباسية المقدسة" وللمرة الثانية في برنامج "محفل" القراني الناجح، والذي تنظمه القناة التلفزيونية الثالثة في جمهورية ايران الاسلامية؛ واجرى معه حوارا شيقا حول مختلف القضايا ذات الصلة بآي الذكر الحكيم.
وردا على سؤال مراسلنا حول "دور القران الكريم في تطوير الحياة البشرية ولاسيما الشباب المسلم، اكد "السيد الحلو" بان "القران الكريم فيه كل شيء، فهو يحمل البشرى للناس، وفقا للاية ۳۳من سوره الأحزاب [انا ارسلناك مبشرا نذيرا]".
واضاف : القران الكريم يتضمن تفاصل كثيرة، فهو دستورنا ومنهجنا في هذه الحياة، لكن نحن لم نُحسن الاستفادة منه، لأننا تمسكنا بتلاوة القران وتركنا تفسيره؛ منوها الى ضرورة التمسك بالقران الكريم واهل بيت النبي (صلوات الله عليهم اجمعين) باعتبارهما "الثقلين" اللذين دعا الرسول الاكرم (ص) امته الى التمسك بهما لنيل السعادة وسبيل النجاة، ومستدلا بالحديث النبوي الشريف [إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ اَلثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي كِتَابَ اَللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ].
وتابع ممثل العتبة العباسية المقدسة في برنامج محفل القراني : بالتالي من يتمسك بالقران فقط، ويترك الثقل الاخر اي اهل البيت (عليهم السلام) لن يبلغ "الحوض" والسعادة الابدية اطلاقا، وفي الجانب الاخر ايضا، من يتمسك باهل البيت فقط ويترك القران الكريم له منهج اخر.
ومضى الى القول : اما من تمسك بالقران والعترة معا، سيعرف ما هي اراده الله سبحانه وتعالى من خلال الايات التي وردت في المصحف الشريف، وايضا من خلال "العِدل" الذي يفسر لنا تلك الايات المباركة.
واكمل في هذا الشأن، "اذن لو حصلنا نحن المسلمون في انحاء العالم على هكذا تفسير، وتمعنّا في الايات القرانية بهذا الشكل، سنصل الى برّ الامان.
وحول برنامج "محفل" القراني ودوره في تحفيز المسلمين ولاسيما الشبان على الانس مع آي الذكر الحكيم، راى السيد الحلو، انه منذ عصر الاسلام وحتى يومنا هذا، احدث هذا البرنامج الذي ترعاه الجمهورية الاسلامية الايرانية، ثورة قرانية فريدة من نوعها، منذ نزول القران كريم الى يومنا هذا.
واوضح قائلا : برنامج "محفل" هو البرنامج الوحيد الذي شوهد على صعيد العالم الاسلامي وايضا غير الاسلامي، بما في ذلك البلدان الغربية التي ليست فيها الاغلبية المسلمة؛ لافتا بان هذا البرنامج سجّل الملايين بل عشرات الملايين من المشاهدات على الصعيد العالمي، وان ما يبلغ 90% من تلك المشاهدات تعود الى غير الناطقين باللغة الفارسية اطلاقا، حيث ابدوا عن تاثرهم الشديد به لسبب طبيعة التلاوات والاجواء الروحانية التي تسود البرنامج دون غيره من البرامج القرانية الاخرى.
وتابع السيد الحلو : لله الحمد شاهدنا العديد ممن عادوا ببركة برنامج "محفل"، الى الله تعالى وتعاليم الاسلام، بمن فيهم النساء اللواتي ارتدين الحجاب من جديد والشبان الذين عادوا لاداء الصلاة والصوم وسائر الفرائض الدينية، وحتى قرأت في بعض الرسائل التي يقول اصحابها، "اننا لم يسبق ان صمنا مرة واحدة، وهذا اول يوم نصوم فيه بفضل البرنامج".
وفي اشارة الى تاثير برنامج محفل على شباب العراق، لفت هذا القارئ الشهير، الى ان البرنامج يشاهده في ايران اكثر من عشرين او ثلاثين مليونا، ولكن في خارج ايران الاسلامية يتابعه عشرات الاضعاف.
واستطرد : مقارنة بالدول العربية، سجل العراق اكبر نسبة من المشاهدات لهذا البرنامج، وبعدها تاتي مصر وهكذا باقي الدول العربية.
واوضح الحلو : خلال الايام الاولى بعد انطلاق الفصل الاول من برنامج محفل القراني، كانت تصلني عشرات الرسائل من قبل العراقيين عبر حساباتي في منصات التواصل الاجتماعي، لكن بعد مرور العشرة الاولى من شهر رمضان المبارك (في العام الماضي)، وصلتي يوميا الاف الرسائل استبشارا ببرنامج محفل وانطلاقته وايضا تاثرا بالمقاطع الفريدة التي انتشرت من خلاله.
وفي سياق اخر، تطرق السيد الحلو، الى "معرض طهران الدولي للقران الكريم" وجناح العتبة العباسية المشارك في هذا الحدث القراني العظيم؛ مبينا ان الجناح قائم بأدارة البروفيسور "مشتاق العلي"، ومؤكدا بان "الفرص المميزة متاحة من خلال هذا الحضور لاجل التعرف على سائر الاجنحة القرانية ولقاء الاحبة من مختلف البلدان المشاركة".
وتابع : ايضا الفرصة متاحة في الجناح لاستعراض بعض انشطة "المجمع العلمي للقران الكريم" التابع للعتبة العباسية المقدسة، وايضا بث اجواء قرانية من خلال المسابقات التفاعلية التي تجري كل ليلة في اطار الجناح، على ان يتم في النهاية الاقتراع لاختيار الفائز بالمركز الاول، والذي سيحصل على راية العتبة العباسية المقدسة.
وختم القاري العراقي الشهير السيد حسنين الحلو، بالقول : ان الشعب الايراني عزيز عليّ كثيرا وانني منذ ان تعرفت على هذا الشعب الابي وخاصة بعد برنامج محفل القراني الجميل، لم اقم بزيارة الامام الحسين (عليه السلام) وابي الفضل العباس (ع) (في كربلاء المقدسة)، الا وخصصته بالدعاء.
وانطلقت اعمال معرض طهران الدولي للقرآن بنسخته الـ31، يوم الأربعاء 20 مارس 2024 في مصلى الامام الخميني (ره) وسط العاصمة الايرانية، برعاية وزير الثقافة الإیراني "محمد مهدي اسماعيلي".
والى جانب الاجنحة المحلية، يضم معرض طهران الدولي للقران الكريم، هذا العام، القسم الدولي بمشاركة 25 دولة من انحاء العالم.
انتهى