جاء ذلك في مقابلة اجرته "وكالة انباء التقريب"، مع الدكتور البحيصي حول واقعة استشهاد رئيس الجمهورية الاسلامية "اية الله السيد ابراهيم رئيسي" ووزير خارجيته "حسين امير عبداللهيان" ورفاقهما في حادث المروحية الرئاسية (شمال غرب البلاد).
واوضح، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية دولة تأسست بقرار من جماهير الشعب الايراني، فهي "جمهورية" لكونها تستند الى الشرعية الشعبية الكبيرة والواسعة، و"اسلامية" لانها تنطلق من تعاليم الشريعة الاسلامية المبينة.
وتابع هذا الناشط الفلسطيني : لقد حرص الامام الخميني (قدس الله سره الشريف)، منذ البداية على ان يؤسس هذه الجمهورية وفقا لاسس التقوى، واحكمها بواسطة دستور انبثقت عنه مؤسسات دستوريه تدير البلاد، ولهذا فان واقعة استشهاد السيد رئيسي (رضوان الله عليه) والشهيد امير عبداللهيان ورفاقهما، لن تكون الأولى التي تتعرض فيها ايران الثورة لمثل هذه الهزة ولمثل هذا المصاب الجلل.
ومضى الى القول : منذ فجر الثورة الاسلامية في ايران، استشهد رئيسها انذك "محمد علي رجائي"، واستشهد رئيس القضاء في وقته "السيد محمد بهشتي"، واستشهد العلامة "مرتضى مطهري"، واستشهد المئات من العلماء والقاده؛ ولان سفينه ايران الاسلامية يسيّرها الله سبحانه وتعالى على عينه، فانها محفوظة بحفظ الله.
ولفت في هذا السياق، الى ان الضمانة الأولى هو الدستور والمنظمات الدستورية، اما الضمان الثاني والذي يبقي على ايران بهذا التماسك الذي ادهش العالماجمع بعد تلك المصيبه، هو وجود الخيمة الكبيرة لمرجعية قائد الثورة الاسلامية سماحة "الامام السيد علي الخامنئي" حفظه الله، ولهذا فإن هذا الشعب العظيم، وجمهورية ايران الاسلامية التي تديرها المؤسسات ويرعاها هذا العبد الصالح السيد القائد ادام ظله الشريف، لا خوف عليها باذن الله وانها بعين الله.
واستطرد البحيصي : لهذا فانظروا الى ايران بعد استشهاد رئيسي، انها اكثر تماسكا واكثر ترابطا واكثر ثباتا واكثر يقينا واكثر مضيا في طريقها لاعلاء كلمه الله وصولا الى الحكومة الالهية الكبيرة.
وفي اشارة الى الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايران والميزات الاساسية التي يجب ان يتمتع بها الرئيس الجديد، قال : الحقيقة هي ان الامام الخميني رضوان الله عليه، قد سنّ للشعب الإيراني سنة حسنة وكان النموذج والمثال الذي وضع لهذا الشعب العزيز؛ بحيث ان الناس تتطلع الى هذا النموذج اي الامام الراحل الذي اضحى معيارا لسلوك المسؤولين، فجاء بعده السيد القائد الامام الخامنئي (حفظه الله) وهو المعيار الاخر للسلوك الثابت والمتغير في ايران.
وتابع : استطيع ان أقول بان الثابت هو ما يمثله الامام القائد واما المتغير هي الادوات التنفيذية والجهات والهيئات التنفيذية، وكلما اقترب مسؤول، في اي موقع كان، من خط الامام الراحل اكثر فان هذا هو المطلوب لانه امتثل الى النهج الذي يمثل خط الثبات والدوام والتكامل والاقتدار والقوه والصدق واليقين والاخلاص، وكل المعاني التي ارساها الامام الخميني (رض) لحماية المستضعفين ومقارعة الاستكبار العالمي ومواجهة الكيان الصهيوني، والذي اطلق عليه الغدة السرطانية في جسد العالم الاسلامي.
وقال : هذا هو الثابت في السياسة الايرانية والثابت في خط الامام الراحل، وكلما كان المتغير قريبا من هذه الثوابت بات ملتحقا بالركب الصحيح.
ولفت البحيصي : ان ما يميز الرئيس الشهيد السيد ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته الاخ والصديق امير عبد اللهيان، هو انهما كانا قد تفانيا مع خط الامام وكانا الأكثر قدرة على تجسيد هذا النهج والتمسك به والاندماج معه، وعدم الحياد عنه. ومن هنا فقد راينا الرجلين كيف احبهما الشعب الايراني بعد ان وهبا نفسيهما لخدمة هذا الشعب، وهذه هي المواصفات التي ينبغي ان يتحلى بها المسؤولون في العالم.
واضاف : الشهيد السيد رئيسي، قدم نموذجا للحاكم الذي تربى على عرش قلوب الناس بعطائه وبصدقه وبتفانيه وبخدمته وذوبانه في هذا الشعب.
واكمل الناشط الفلسطيني في هذا الشان : ان المطلوب ممن سيخلف الرئيس الشهيد في ايران، ان يكون بهذا المستوى من التفاني والصدق وحمل المسؤولية الذي جسده السيد رئيسي (رحمه الله) والذي يليق بمستوى الجمهورية الاسلامية الايرانية.
كما تحدث عن مواقف الرئيس الشهيد، ووزير خارجيته الشهيد حسين امير عبداللهيان، حول تطوير العلاقة مع محور المقاومة؛ مؤكدا بانها "اوضح من عين الشمس، فمنذ ان تقلد الرجلان المسؤولية في ايران قبل ثلاث سنوات تقريبا، انتهجا الخط الذي كان عليه الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني، اي خط المقاومة الذي اطلق بداياته وشرارته الأولى الامام الخميني (رض) وحمل الرايه من بعده الامام الخامنئي (حفظه الله)".
وتابع قائلا : الشهيد الحاج قاسم هو الذي وضع الاطار لهذا المحور الشريف واسهم بشكل كبير في تاسيسه، ثم جاء السيد الشهيد رئيسي والشهيد امير عبد اللهيان ليكملا قوس هذا المحور، وقد ظهرا جليا متماسكين مترابطين في وحدة الجبهات.
واوضح : بعد عملية "طوفان الاقصى" النوعية والتي سطّر فيها الشعب الفلسطيني اعظم البطولات والتضحيات، كان لهذين الرجلين رحمة الله ورضوانه عليهما، حضورا كبيرا في ساحة المواجهه وتوحيد ساحات الاشتباك مع العدو.
ولفت رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الايرانية في سوريا، بان وحدة الساحات والجبهات التي نراها في حزب الله لبنان وفي فلسطين وفي اليمن العزيز الغالي، وفي المقاومة الاسلامية الحشد الشعبي في العراق وفي سوريا وبالتاكيد تحت خيمة المقاومة الكبرى في ايران، دفعت بمحور المقاومة نحو الامام، ان كان على مستوى التنظيم او على مستوى التنسيق وعلى مستوى العمل المشترك وعلى مستوى تطوير وتراكم القدرات؛ الامر الذي رايناه في هذا الابداع المعجز الذي حدث صبيحة السابع من تشرين / اكتوبر 2023، تحت شعار طوفان الأقصى.
وقال : فقد كان الرئيس الايراني الشهيد هو رئيسا لمحور المقاومة اذا جاز التعبير، وكان امير عبداللهيان العبد الصالح المحب والعاشق لفلسطين، وزير خارجية هذا المحور.
واضاف : لقد راينا الشهيد رئيسي كيف يتحدث عن غزه وعن بطولات اهلها وهو يقول "السلام الله على غزة"، وكيف يتكلم باسم فلسطين في المحافل الدولية وفي مؤتمر التعاون الاسلامي، كما صرح بذلك في الامم المتحدة وأينما حل، فكانت فلسطين في قلب الرئيس الشهيد، وزير خارجيته.
وتابع البحيصي : كما ان الشهيد امير عبداللهيان، عندما كان يزور المنطقه هنا في سوريا او في بيروت، او يلتقي بالفلسطينيين، كنا نشعر بانه اخ كبير عزيز تشعر معه بالدفئ والاطمئنان واليقين.
وختم هذا الناشط الفلسطيني : لا شك ان مثل هذين الرجلين سيكتب التاريخ عنهما بانهما كانا لبنتين صالحتين في خط الاسلام العزيز وفي محور المقاومة الشريف، فسلام الله على الشهيدين السعيدين ورفاقهما، سلام الله على الامام الخميني الذي بنى هذه المدرسة، سلام الله على السيد القائد الخامنئي الذي حافظ على هذه الراية الخفاقة وعلى هذا البناء الشامخ حتى قالوا كلمة الله هي العليا وحتى زوال هذا الكيان وانتصار هذه الامة واستقلالها وحريتها.
انتهى