د. طلال عتريسي : اغتيال "الشهيد هنية" دليل على ان العدو الصهيوني اصلا لا يريد التفاوض لوقف الحرب في غزة
اكد الباحث والمتخصص بالشؤون السياسية، استاذ بالجامعة اللبنانية " الدكتور طلال عتريسي"، بان الكيان الصهيوني لا يرغب في انجاز التفاوض مع المقاومة الفلسطينية لوقف اطلاق النار بغزة؛ مبينا ان عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشهيد "اسماعيل هنية" من قبل العدو الصهيوني تتجاوز مسالة المفاوضات، والعدو لم يستهدف من خلال هذه الجريمة القضاء على التفاوض لانه اصلا لا يريد التفاوض.
واضاف الدكتور عتريسي في حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، حول تداعيات عملية اغتيال الشهيد هنية : ان العدو الصهيوني يريد بهذه الجريمة، ان يوجه رسالة ابعد من ذلك، وليقول "انني حققت انجازا كبيرا ضد حركة حماس"، وبالتالي يريد التمويه على فشله طيلة الشهور العشرة الماضية في ميدان المعركة ضد المقاومة.
واوضح : ان العدو يمارس قتل المدنيين والابادة الجماعية في غزة منذ عشرة اشهر ولم يتمكن من تحقيق اي انجاز عسكري مهم، ولهذا السبب هناك في الداخل الاسرائيلي من يقول لنتنياهو، "نحن فشلنا وعليك ان توقف المعركة وتذهب الى التفاوض".
وتابع الاستاذ بالجامعة اللبنانية، لكن نتنياهو سيواصل تعنته واصراره على الحرب، قائلا للداخل الاسرائيلي، "انا قادر على تحقيق انجازات في الخارج"؛ وهذا هو الدافع الاساس لاغتيال الشهيد هنية؛ بحيث يستطيع رئيس حكومة الاحتلال ان يستثمر هذه الجريمة ليدعي بانه حقق انجازا قويا ومهما.
ولفت الدكتور عتريسي، "في كل الاحوال من نتائج هذا الاغتيال، ان المفاوضات لوقف النار بغزة، سوف لن تتقدم ولن تكون على جدول اعمال العدو؛ وفي المقابل اي شخص ستعينه حركة حماس بديلا للشهيد هنية، ايضا لن يفعل سوى التمسك بنفس اهداف الحركة واهداف الشهيد.
وتابع : اذن العدو يهرب من الوضع الداخلي، الى الاشتباك مع حماس وحزب الله ومع محور المقاومة، وذلك من خلال الاغتيالات في الخارج؛ مؤكدا بان الكيان الصهيوني يعتمد بشكل اساسي على حماية الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية عموما، لمواصلة جرائم الابادة الجماعية والمجازر بغزة.
وردا على سؤال حول "مسؤولية المحافل الدولية قبال هذا التطور وجريمة اغتيال الشهيد هنية، وما هي الالية المناسبة لكبح جماح العدو في المرحلة الراهنة؟"، قال عتريسي : على مستوى المحافل الدولية، لم نسمع لغاية الان، اي تصريح من جانب اي مسؤول امريكي او اوروبي يدين عملية الاغتيال التي شكلت اعتداء على سيادة دولة اخرى، واعتداء على المواثيق والقرارات الدولية؛ ولهذا السبب يجب ان لا نتوقع من المؤسسات الدولية ان تتحرك، لتصدر العقوبات وما شابه ذلك لملاحقة الكيان الصهيوني.
واضاف : نعم يمكن لمندوب ايران او ممثل فلسطين ان يتحدث بهذه الطريقة لدى المحافل الدولية، لكن عمليا الرد على هذا العدوان المتمثل في اغتيال الشهيد هنية، او على العدوان الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، هو من خلال الميدان.
وحول الرد المتوقع من جانب محور المقاومة على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "الشهيد اسماعيل هنية" والقيادي في حزب الله "الشهيد السيد فؤاد شكر"، اكد المتخصص بالشؤون السياسية الدكتور عتريسي : اولا هناك قرار بان الرد حتمي، وليس هناك اي فكرة اخرى او سيناريو اخر؛ لافتا بان الاوروبيين بداوا ياتون لاقناع لبنان والمقاومة وايران، انه "لا يجب ان يكون هناك حرب في المنطقة"، طبعا هم لا يذهبون الى "اسرائيل" ليقولوا لها لا ترتكبي الجرائم والاغتيالات حتى لا تكون حربا في المنطقة، وانما ياتون بعد ما ترتكب اسرائيل الجرائم ليقلوا لنا، لا تذهبوا الى الحرب في المنطقة.
واردف : الان محور المقاومة هو الذي يقرر طبيعة الرد؛ قرار الرد موجود ومرشد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي قال بانه "من واجبنا ان نثار لدم الشهيد هنية"، لان ما حصل كان اعتداء على ايران وسيادتها ايضا.
واوضح عتريسي : لهذا السبب، الاحتمالات اليوم مفتوحة، وسيرد محور المقاومة بشكل مشترك او ان كل جبهة من الجبهات ترد بالطريقة التي تراها مناسبة، مع الحرص على ان يكون هذا الرد مؤذيا والثمن كبيرا بالنسبة الى العدو الصهيوني، حتى يشعر بان عملية الاغتيال التي اعتبرها انجازا، كان ثمنها كبيرا ادى الى خسارة هذا الانجار.
واكمل الخبير السياسي اللبناني : هذا هو الاحتمال او السيناريو او التوقعات التي يمكن ان يتخذها محور المقاومة، وفي كل الاحوال الشيئ المؤكد ان المحور سوف يرد على هذه الاعتداءات.
انتهى