خبير لبناني : باغتيال الشهيد هنية.. اغتال نتنياهو اي فرصة لوقف العدوان على غزة
جاء ذلك في حوار اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع الخبير السياسي اللبناني حسين الديراني حول تداعيات جريمة اغتيال الكيان الصهيوني التي طالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما كان ضيفا على ايران، "خاصة وان الشهيد هنيه كان يقود الوفد الفلسطيني المفاوض مع الاحتلال لوقف النار".
ولفت الديراني، انه "بعد 10 اشهر من العدوان الاسرائيلي الصهيوني الدموي الوحشي الارهابي على قطاع غزة، وارتكاب ابشع المجازر الوحشية في تاريخنا المعاصر، والابادة الجماعية لم يستطع قائد المجزرة التاريخية نتنياهو من تحقيق اهدافه المعلنة التي كان قد اعلن عنها بداية العدوان".
واضاف : لقد توعد نتنياهو بإعادة كل الاسرى الصهاينة احياء، والقضاء على المقاومة الاسلامية في قطاع غزة خلال اسابيع او اشهر قليلة، وتهجير الشعب الفلسطيني خارج القطاع، لكن طيلة هذا العدوان الوحشي البربري المتواصل لمدة 10 اشهر والذي قابله 10 اشهر من المقاومة والتضحيات والصبر الاسطوري، لم يستطع الكيان الصهيوني من تحقيق اهداف نتنياهو واعلان "النصر".
واشار الخبير السياسي اللبناني، بانه "خلال الفترة الاخيرة عمل الكيان الصهيوني الذي يتزعمه السفاح المجرم بنيامين نتنياهو على تعطيل كل حلول التفاوض لوقف اطلاق النار ومواصلة العدوان، وذلك بدعم امريكي مطلق وتغطية دولية اممية لكل وحشيته".
واردف : لقد وجّه نتنياهو، عبر أغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، صفعة لكل الدول والاطراف التي كانت تسعى وتعمل من اجل ايجاد حل لوقف دائم لاطلاق النار بغزة؛ مشددا على، ان "رئيس حكومة الاحتلال لم يقدم على هذه الجريمة إلا بعدما اخذ الموافقة من الادارة الأمريكية التي صفقت له في الكونغراس على ارتكابه كل المجازر الوحشية في غزة".
وحول مسؤولية المحافل الدولية قبال هذا التطور والالية المناسبة لكبح جماح العدو في المرحلة الراهنة، راي الديراني، ان المحافل الدولية اصبحت عاجزة عن تحمّل مسؤوليتها الاممية لفرض قرارات دولية ملزمة بوقف العدوان الوحشي وابادة شعب باكمله؛ بل واصبحت المحافل الدولية شاهدة زور مكبلة بالفيتو الامريكي، ولم تعد المكان المناسب لرفع الشكاوى ضد العدو الصهيوني طالما انها ضعيفة وعاجزة ومتآمرة.
وتابع، ان العدو الصهيوني يتمتع بدعم مطلق من الادارة الامريكية والدول الغربية، وصمت عربي واسلامي وفي بعض الاحيان متآمر؛ وعليه فإن "الالية الوحيدة المناسبة لكبح جماح هذا العدو المتوحش في المرحلة الراهنة هي التصدي له من قبل كل محور المقاومة ومواجهته بكل قوة لدحره وهزيمته".
وعن طبيعة الرد من جانب المقاومة على جريمة اغتيال الشهيد هنية في ايران القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في العاصمة بيروت، رأى الديراني، بان "الرد سيكون كبيرا بحجم كبر الجريمة وحتميا وواضحا وجليا.
واكد، على ان العدو الصهيوني باغتنامه فرصة وجود الشهيد اسماعيل هنية في طهران لحضور احتفال تنصيب الرئيس الايراني الدكتور مسعود بزشكيان لاغتياله، اراد ان يوجه اكثر من ضربة مؤلمة بضربة واحدة، لتسجيل انتصار وهمي امام شعبه المنهار، وذلك على الشكل التالي :
اولا : التخلص من القائد المجاهد الكبير اسماعيل هنية ظنا انه يكسر شوكة المقاومة الاسلامية في غزة ويضعف من عزيمتها.
ثانيا : توجيه اهانة لكرامة الجمهورية الإسلامية الايرانية بأغتيال ضيفها العزيز، وتصوريها انها مخترقة امنيا وعاجزة عن حماية رموز المقاومة وقادتها على اراضيها.
ثالثا : استدعاء القوات الحربية الامريكية والغربية للمنطقة لحماية كيانه من اي رد على عدوانيته، وجر المنطقة الى حرب شاملة طالما ان نتيجة الحرب ليست في صالحه، واستنزفت كل طاقاته العسكرية والبشرية.
ومضى المحلل اللبناني الى القول : لذلك اتخذت القيادة الروحية والعسكرية للجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادة المقاومة الاسلامية في لبنان قرارا حاسما وحتميا بالرد على حماقة الكيان الصهيوني لتأديبه وردعه عن ارتكاب اي حماقة اخرى؛ هذا اذا بقي الكيان على قيد الحياة، ومهما كانت الاثمان والمخاطر، فالعدو الصهيوني يحتفل اليوم بهذه الاغتيالات ويعتبرها انتصارا عظيما وهو في ذروة النشوة بهذا الانجاز، رغم ان المقاومة توعدت ان تحول افراحه الى بكاء واحزان، وهذا ما سيقرره الميدان.
وفي اشارة الى تداعيات اغتيال هنية على مصير الحرب بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، اوضح الديراني : ان هذا الاغتيال قضى على فرص ايجاد حلول دبلوماسية لوقف الحرب والعدوان، ووضع العالم كله في حالة من التأهب لتوسعة رقعة الحرب، وتحويلها الى اقليمية ودولية، واصبح الكلام للميدان، ولهذا السبب قال الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، ان "محور الاسناد المؤلف من المقاومة الاسلامية في لبنان، والحشد الشعبي في العراق وجبهة اليمن في صنعاء والمقاومة الاسلامية في فلسطين ومعهم الجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا، انتقل الى مرحلة جديدة، وعيون العالم ستبقى مستنفرة وشاخصة الى حجم وهول الثأر والانتقام من هذا العدو الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء بعدوانيته ووحشيته وارهابه، وحان الوقت لينعم العالم بالسلام خاليا من هذا الكيان الدموي الذي يهدد السلم العالمي برمته".
انتهى