وأشار الشيخ مدني في حديث خاص لوكالة أنباء التقريب (تنا) على هامش مؤتمر الوحدة الاسلامية الثامن والثلاثين، الى كلمة قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله للمشاركين في مؤتمر الوحدة الاسلامية، وقال : للأسف الشديد اننا لم نصل حتى للوحدة الاسلامية، واذا سألتم أي مسلم عن رأيه بالوحدة الاسلامية فسيقول أنها شيء جيد، ولكن عمليا لا أحد ينفذ ما تقتضيه الوحدة الاسلامية.

واستدل على رأيه بالقرارات التي يصدرها المجلس الأعلى للتقريب ومؤتمرات المجمع العالمي؛ مبينا ان "الكثيرين لا يولون أهمية لهذه القرارات ولا ينفذونها، ويبررون عدم امتثالهم للتوصيات والقرارات بأنها صادرة من ايران، مما يعني انه ليست هناك وحدة حقيقية، وهذا الامر لا يقتصر على مذهب دون آخر".

وشدد مدني على أن الجميع يرفض العدوان الاسرائيلي ويدعو الى التصدي له ومقاومته، ولكن كل جماعة تدعم المقاومة التي تنبع منها وتتبعها وتواليها وليست أية مقاومة، وهذا الأمر لا يقتصر على الدعم السياسي والاعلامي والمعنوي لمقاومة العدوان الاسرائيلي وانما يطال حتى الدعم المادي، فان كل طرف يدعو الى أن يكون الدعم المادي يمر عبره ومن خلاله.

ونبه الى، أن العدو الاسرائيلي يعلم بذلك جيدا ولذلك فانه يواصل عدوانه غير آبه بموقف الدول الاسلامية كما انه يستغل ويوظف الأوضاع والظروف التي يمر بها العالم الاسلامي لصالحه.

وحسب رأي العالم السني الايراني، فان "المسلمين في بدايات الدولة الاسلامية كانت لديهم خلافات بينهم ولكن ليست كما هي في الوقت الراهن، فالعالم الاسلامي يمر اليوم بأسوأ ظروفه وأوضاعه".

وتابع قائلا، فان الروم عندما قرروا غزو الشام وكان انذاك معاوية بن سفيان واليا فيها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام، وحسب الشيخ مدني فانه قال، لو هاجم الروم الشام فانني سأصالح ابن عمي معاوية ونقف ضد الغزو، الأمر الذي جعل الروم يتخلون عن فكرة الغزو.

واستطرد : "اسرائيل" ليست مجنونة عندما تعادي دولة اسلامية، فلو كانت تعلم ان عدوانها سيؤدي الى وحدة المسلمين فانها لن تقوم بذلك.

ولفت الى أن بعض الدول الاسلامية لا تعير أهمية للقضايا التي تتبناها الجمهورية الاسلامية كالقضية الفلسطينية، على الرغم من أنها تعلن ذات المواقف ، إلا أنهم لا يقدمون على أية خطوة لأن ايران تتحرك في هذا الاطار، معتبرا أن ذلك انحراف فكري وسلوكي لدى بعض المسلمين.

وأكد مدني في الوقت نفسه، على أن الانتصار سيكون حليف هذه الفئة المؤمنة رغم قلة عددها وضعف امكاناتها امام امكانيات العدو وترسانته ووقوف جبهة الكفر معه، فكما أن المؤمنين الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، نصرهم الله رغم قلتهم فان حزب الله واليمنيين والفلسطينيين سينتصرون أيضا، لكن هذا لا يخلي سبيل سائر المسلمين عن مسؤولياتهم.

ونبه الى أن العلاقات عادت بين ايران والكثير من الدول الاسلامية مما يعزز فرصة اهتمام المسلمين بقضاياهم المصيرية والسعي الى حل مشاكل المسلمين مع اعدائهم، مشيرا الى أن البعض يبقى على عناده.

انتهى