باحث سياسي يمني لـ تنـا : الجماعات التكفيرية وصلت الى الحكم في سوريا عبر مخطط تركي - امريكي
اكد الباحث والخبير في الشؤون السياسية اليمني "العميد حميد عبد القادر عنتر"، بان وصول الجماعات المسلحة التكفيرية الى سدة الحكم في سوريا تم عبر مخطط تركي- امريكي قام بدعم هذه الجماعات، وسط انعدام المقاومة من قبل الجيش السوري، مما اتاح لهؤلاء التكفيريين ان يبلغوا العاصمة دمشق ويستولوا على السلطة والبنوك، ويمارسوا المجازر وقطع الرؤوس وتصفيات الهوية بحق ضباط محسوبين على النظام السابق.
وفي حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، لفت العميد عنتر، بان "الجماعة الحاكمة على سوريا اليوم تحمل فكرة تكفيرية لا تؤمن بالحريات ولا بالديمقراطية، وبالتالي ليس هناك أي مشاعر للتعامل معها رغم كل ما تحاوله لتحسين صورتها الدموية وغسيل سجلها الحافل بالمجازر".
وردا على سؤال حول طبيعة الحكومة التي يراها مناسبة في سوريا ما بعد الاسد، قال : ان المطلوب هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك بها كل التيارات السياسية وان لا تنحصر بيد الجماعات المسلحة وعدم انفرادها بالسلطة، وان يتم دعم هذه الحكومة التي تشمل جميع ابناء الشعب السوري من قبل الدول العربية والاسلامية، نظرا للدمار الذي لحق بسوريا المنزوعة من الجيش ومن السلاح والتي تعاني فراغا في السلطة.
كما اشار الى التهديدات التي تلاحق دول المنطقة عقب التطورات السورية، ولاسيما العراق الذي تلقى تهديدات بالهجوم من قبل رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتن ياهو".
وراى الباحث السياسي اليمني، انه بعد اسقاط النظام السياسي في سوريا، هناك مخطط يعمل عليه الكيان الصهيوني وربما سيتم عبر توجيه ضربة عسكرية او مخطط لدعم التكفيريين من اجل القضاء على الحكم في العراق.
واوضح، ان ما حصل في سوريا تريد الإدارة الامريكية والكيان الصهيوني ان يتكرر في العراق ايضا؛ متمنيا على الحشد الشعبي بان يرص الصفوف ويتماسك، كما دعا كافة اطياف الشعب العراقي وبما يمشل الفصائل السياسية في هذا البلد لكي تصطف في اطار جبهة وطنية متماسكة وان لا يكون هناك اختراق من قبل الكيان الصهيوني اللقيط.
وعن الوضع في لبنان بعد وقف اطلاق النار والتطورات بسوريا، وهل المقاومة لا تزال تأخذ بزمام المبادرة ام هناك مفاجئات قادمة؟ قال : ان حزب الله مازال قويا ومتماسكا وقد اصبح اكثر قوة من اي وقت مضى برغم اغتيال القيادات في صفوفه الأولى وفقده السيد حسن نصر الله (رض)، لكن الحزب متماسك وهناك توحيد للجبهات الداخلية، ولا خوف عليه اليوم وهو يحتفظ بترسانته؛ مستدركا، "اذن المقاومة لاتزال تاخذ بزمام المبادرة في لبنان بعد كل هذه التطورات".
وحول المشهد السياسي اليمني في ضوء التطورات الاقليمية والاحداث بسوريا، شدد العميد عنتر على، ان "اليمن باعتباره احد محاور المقاومة في المنطقة لا يزال قادرا على توجيه الصواريخ صوب الأراضي المحتلة حتى ارغام الكيان الغاصب على وقف حرب الابادة في غزة".
واضاف : اليمن متمسك بقضية فلسطين رغم العروض والمساومات التي تلقاها من جانب الإدارة الامريكية ليوقف استهداف السفن البريطانية والأمريكية واي سفن تتجه الى "اسرائيل"، مقابل احترام سيادة صنعاء، ودفع المرتبات، واعادة الاعمار وتنفيذ كل مطالب الحكومة اليمنية، لكن الجواب كان صادما من القيادة في صنعاء، من انه "لا يمكن المساومة في الملف الفلسطيني، والذي يشكل خطا احمر بالنسبة لليمنيين".
وتابع العميد عنتر، ان "القوات المسلحة اليمنية اكدت على توجيه المزيد من الضربات الصاروخية ضد مصالح الكيان الصهيوني في البحر الاحمر حتى يوقف عدوانه على غزة، وفك الحصار عن القطاع".
واستطرد هذا المحلل السياسي : لا تستطيع الإدارة الامريكية ولا أي قوة في العالم ان تنفذ مخططاتها في اليمن، لان هذا البلد يختلف عن سوريا ويختلف عن اي دولة عربية؛ مبينا ان اليمن يتمتع بموقع ستراتيجي خاص نظرا لتضاريسه الجغرافية، وأيضا يمتلك بنك اهداف حساسة وحيوية واستراتيجية، ولو حصل اي تصعيد من قبل الادارة الامريكية او الكيان الصهيوني، سوف يتم مواجهة التصعيد بالتصعيد.
ولفت العميد عنتر : لحد الان، البحر الاحمر والملاحة الدولية مغلقة في وجه الكيان الصهيوني، اما اذا كان هناك تصعيد على اليمن، عنده سيتم اغلاق مضيق باب المندب اغلاقا كاملا وفرض الحصار على العالم الذي سيركع تحت اقدام اليمنيين؛ فالمعركة الان تجري بين معسكري الحق والباطل وبالتالي سيكون النصر حليفا مع المعكسر اليمني.
ووجه هذا الخبير والباحث السياسي اليمني، رسالة الى الدول العربية والاسلامية ودول محور المقاومة، بان "يكون هناك اصطفاف وطني، وان يكون هناك توحيد في الخطاب الاعلامي، وكذلك ان تشعر بالمسؤلية كل الدول العربية ودول محور المقاومة قبال العدو الحقيقي المتمثل في الادارة الامريكية والكيان الصهيوني اللقيط، والذي يريد تنفيذ مشاريعه في منطقة الشرق الأوسط".
واضاف : كان يفترض على كل الدول العربية والاسلامية، نتيجة المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة ودول المحور، ان يتم مقاطعة البضائع الامريكية و"الاسرائيلية" وطرد سفراء الكيانين، وحظر بيع الطاقة من قل الدول النفطية الى امريكا وكيان الاحتلال، ليجد الكيانان انفسهما مضطرين على وقف الحزب في غزة.
كما اعرب العميد عنتر عن اسفه الشديد لقاء الصمت العربي حيال ما يجري في غزة من جرائم ابادة بحق الاطفال والنساء والبنى التحتية والمستشفيات، رغم ان العالم تحرك والشعوب الحرة تحركت للتضامن مع فلسطين، لكن الانضمة العربية لم تقم بالدور المطلوب وهي مقصرة ازاء القضية الفلسطينية باستثناء دول محور المقاومة التي ساندت القضية وتمثل جبهه اسناد لها.
واكمل قائلا : ان الكيان الصهيوني ورغم كل ما حدث وارتكبه في فلسطين ولبنان وسوريا، لكنه لم يحقق ايّا من اهدافه المعلنة بعد طوفان الاقصى، لذلك عليه ان يوقف عدوانه في غزة ويعترف بالهزيمة، لان فلسطين هي البوصلة لكل دول الوطن العربي ولا يمكن كسر فصائل المقاومة، والنصر سيكون حليف فلسطين وحليف دول المحور تمهيدا لاقامة دولة الامام المنتظر (عج).
انتهى