>> وكالة أنباء التقريب (TNA) - الجهاد يكون بين المسلمين و أعداء الإسلام و لا يكون بين المسلمين أنفسهم - للطباعة

QR codeQR code

الشيخ جمال شبيب رداً على التصريحات التكفيرية

الجهاد يكون بين المسلمين و أعداء الإسلام و لا يكون بين المسلمين أنفسهم

خاص "تنا" - ( مكتب بيروت )

10 Jan 2012 ساعة 18:41

ما قضية التكفير إلا قنبلة موقوتة يستفيد منها الأمريكي و الإسرائيلي في إشعال الفتن والحرب بين المسلمين


هي ظاهرة أو آفة ليست بحديثة العهد ، البعض يمارسها لغاية إجتماعية وآخر لغايات إقتصادية والأخطر من كل ذلك توسل الدين لغايات سياسية . 

إذاً لـ "التستر بالدين " غايات عدة ، فالبعض يتخذه قناعاً من أجل دفع الأشخاص الآخرين على حبهم واحترامهم وثقتهم بهم والبعض الآخر يدّعي بأن بضائعه حلال ، لجني أرباح مادية . ومهما تعددت غايات هذه الظاهرة يبقى الهدف واحد .. تحقيق مصالح ومكاسب دنيوية شخصية. 

إلا أن هذه الظاهرة لم تطرأ على ديانة دون أخرى فالعلماني دافيد بن غوريون وهو أوّل رئيس وزراء صهيوني ، تستر باليهودية لإقامة ما يسمى بـ "دولة إسرائيل" . وهنا تكمن الخطورة في الأمر، فعندما يصبح التستر بالدين، أي دين، وقوداً لإشعال فتيل الصراعات السياسية وتأجيج نار الفتن الطائفية.. أو حتى استغلاله لتحقيق النفوذ والحصول على السلطة من قبل أناس يتبرقعون بستار التدين.. كما هو الحال اليوم فهذا أمر يقتضي الوقوف عنده والتحذير من تداعياته خصوصاً أنه يذهب ضحيته ضحايا أبرياء . 

وما تصريحات السلفيين التكفيريين ضد الشيعة والتي تصاعدت في الاونة الاخيرة وخاصة تلك التي صدرت من الارهابي التونسي ابو عياض إلا باب جديد من أبواب إستغلال الدين و التستر به. بدورها وكالة أنباء التقريب "تنا" أجرت حوارات مع علماء الدين من المذهب السني الكريم للرد على هذه التحريض الطائفي . 

وفي هذا الإطار أكد لنا الشيخ جمال شبيب أن النهج التكفيري "ليس نهجاً إسلامياً وليس نهجاً شرعياً لأن النهج الإسلامي الشرعي يهدف إلى إدخال الناس في الإسلام " مذكراً بالآية القرآنية"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ، لافتاً إلى أن ربنا "لم يرسل الرسالة لقطع رؤوس الناس ولا من أجل ذبحهم ولكن ليهديهم " .
وأضاف الشيخ شبيب ، أن "مقاصد الإسلام تكمن في دعوة الناس إلى الخير الذي يختزنه هذا الدين "، موضحاً أن الحركات التكفيرية هي بالأصل سياسية تتوسل الدين بطريقة خاطئة وتفهمه فهماً مجتزءً " .

وبالتالي يتابع فضيلة الشيخ "لا يحق لأحد أن يخرج أحداً من الإسلام إلا بدليل يجب تقديمه أمام القضاء الشرعي لأن المسألة ليست سهلة أن تحكم على شخص بحرمانه من الجنة" . متسائلاّ بإستنكار :" من أنت لتمسك مفتاح الجنة بيدك و تمنع فلان أن يدخلها" .

كما وأكد الشيخ شبيب أن "الجهاد يكون بين المسلمين و أعداء الإسلام و لا يكون بين المسلمين أنفسهم ، لأن النبي (ص) قال إذا إلتقى المسلمين بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار وقال في حجة الوداع لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ".

وعن الحكم الشرعي لمثل هذه التصريحات شدد فضيلة الشيخ على ان "فتاوى التكفير هي من شواز الفتاوى و لا ئؤخذ أو يعمل بها" مشيراً إلى أن "الذي يعمل به هو أنه لا يخرج أحد من الإسلام إلا بجحود ما أدخله فيه ، أي بجحوده أنه لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله أولفريضة الصلاة ، هذه هي القاعدة الشرعية ". مذكراً بفتوى سماحة السيد القائد علي الخامنئي (حفظه الله) "أنه لا يجوز للمسلمين أن يتعرضوا لمقدسات بعضهم البعض وأن إحترام صحابة رسول الله(ص) وزوجاته الطاهرات هو واجب على جميع الملسمين وهذا كافي "، مستغرباً : "على أي شيئ يستند هؤلاء الأشخاص الذين يدعون إلى التكفير"؟.

وعن تزامن هذه التحريضات مع خروج المحتل الامريكي من العراق لفت الشيخ شبيب إلى أن "التكفير هو بضاعة أميريكية و فتنة أميريكية ، لأن القرآن موجود و السنة المطهرة موجودة وتراث الصحابة و أهل البيت موجودين". مشيراً إلى أن "التكفيرخارج عن كل هذه الأصول المذكورة أعلاه "، مؤكداً أن "المستفيد من أي فتنة تقع بين المسلمين هو العدو الأمريكي و الإسرائيلي ".

كما أشار فضيلة الشيخ إلى أن "الأمريكيون خرجوا بقواتهم من العراق و لكن فتنتهم لم تخرج من المنطقة و من العالم . فتنهم التي يصدرونها موجودة في كل مكان لذلك ما قضية التكفير إلا قنبلة موقوتة يستفيد منها الأمريكي و الإسرائيلي في حرب المسلمين ". مذكراً بالعام ١٩٨٢ "حين قاتل اللبنانيون العدو الإسرائيلي و بالذات المسلمون السنة و الشيعة جنباً إلى جنب ما كان يسأل الواحد الآخر ما دينك وما مذهبك ".

وكشف الشيخ شبيب عن وجود" محاولة لجرّ السنة إلى صدام مذهبي، من خلال تضخيم النزاعات و تصويرها بشكل غير واقعي من قبل الفئات المعادية للإسلام حتى لا ينصرف المسلمون إلى قتال المشروع الأمريكي الصهيوني القادم للسيطرة على المنطقة " لافتاً إلى أن" بعض الناس المحدودون يحملون هذا الفكر الضيق و يعتبرون أن الأساس هو المذهب و ليس الدين ونحن نقول الأساس هو الدين ، فالدين عند الله الإسلام" .

يذكر أن ما يسمى شيخ الجهادية السلفية في تونس أبو عياض كان قد اكد على أن الجهاد الفعلي في العراق بدأ الآن " لان الأمريكان تركوا الفرس و الروافض يحكمون العراق" على حد قوله . مطلقاً عدة تصريحات تدعو إلى "الجهاد في العراق" وتحرض ضد المذهب الشيعي وكانت جماعة علماء العراق التي يترأسها الشيخ خالد الملا دعت الحكومة العراقية الى إقامة دعوى قضائية على هذا المحرض الإرهابي أبو عياض.
كما حذرت جماعة علماء العراق في بيانها"من احتمال وقوع جرائم إرهابية على خلفيات طائفية بسبب الخلافات السياسية وارتحال الأمريكان من العراق لأنه ثمة محاولات تريد زعزعة الوضع الأمني وإثارة الفوضى".

إعداد : بتول زين الدين


رقم: 78717

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/interview/78717/الجهاد-يكون-بين-المسلمين-أعداء-الإسلام-لا-أنفسهم

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com