النص الفارسي لموقف سليماني حُرّفَ.. وزيارة صالحي لبيروت وشيكة
أبادي لـ«السفير»:
توافقنا مع الأتراك على صون الاستقرار السوري
تنا ـ بيروت
23 Jan 2012 ساعة 15:37
النص الفارسي لموقف سليماني حُرّفَ.. وزيارة صالحي لبيروت وشيكة
لم يمرّ الكلام المنسوب لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني مرورا سلسا في لبنان بعدما نقل عنه في الأسبوع الماضي أن «لبنان والعراق يقعان تحت نفوذ إيران». فاسترجع عدد من «خصوم إيران» اللبنانيين هذا الكلام مطالبين بإيضاحات وخصوصا من «حزب الله»، كما قال منسق أمانة ١٤ آذار فارس سعيد في بيان له... قبل أن تكر سبحة التعليقات في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.
في بيروت، نفى سفير إيران الدكتور غضنفر ركن أبادي لـ«السفير» نفيا قاطعا أن يكون سليماني قد قال هذا الكلام، مشيرا الى «خطأ مقصود في الترجمة». مضيفا انّ سليماني «تحدث عن مدى استلهام العديد من بلدان المنطقة ومن ضمنها لبنان والعراق فكر الثورة الايرانية في مواجهة الظالمين والمحتلين وتأثرهم بهذا الفكر».
وعمّا إذا كان هذا التوضيح مقنعا لفريق المعارضة اللبنانية، قال ركن أبادي: «أنا استغرب هذه الضجة التي أثيرت قبل التأكد من أصل الخبر وقراءة النص الفارسي الأصلي لقائد «فيلق القدس» الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الشبّان، وفي كلامه الأصلي أكد اللواء قاسم سليماني أن العديد من البلدان في المنطقة تستلهم أفكارا من الثورة الإسلامية في إيران، لكن تمّ تحريف روحية الكلام بشكل مقصود».
وأضاف السفير الإيراني «ان مبادئنا موجودة في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي واضحة وتشير الى حرص إيران على استقلال وعزّة وسيادة كلّ البلدان في العالم. وتركز إيران على ألا تسمح بدورها لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية كما أنها لا تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الآخرين. وبناء عليه ننفي نفيا جازما ما نسب الى اللواء سليماني».
الملف السوري وتركيا
ولدى سؤاله عن إمكان وجود وساطة إيرانية في ما يخصّ الملف السوري قال ركن أبادي: «موقف إيران واضح منذ البداية وهي تدعم المطالب المحقة للشعوب ومن ضمنها الشعب السوري. ظهر جليا أن الشعب السوري يريد الإصلاحات وهو يؤيد هذا النظام بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي خطا بدوره قدما في الإصلاح. وبالتالي من الطبيعي أن تقف إيران الى جانب هذا المطلب الشعبي السوري. ونعتبر أن ما يحصل داخل سوريا ينبغي أن يحلّ في داخلها، وليس لأحد أن يتدخل بالشؤون الداخلية لهذه الدولة. ونحن نبذل قصارى جهدنا لدعم هذا المطلب الشعبي السوري مع رغبتنا بعودة الاستقرار واستتباب الأمن في أرجاء سوريا مع تحقيق المطالب الشعبية».
وهل تستمر إيران في دعم نظام بشار الأسد؟ قال ركن ابادي: «نحن الى جانب سوريا شعبا وقيادة وحكومة وخصوصا اننا متيقنون بأن غالبية الشعب السوري تريد إنجاز هذه الإصلاحات بقيادة الرئيس بشار الأسد، وبالتالي من الطبيعي أن نقف الى جانب هذه الغالبية الشعبية التي تريد الإصلاحات بقيادة الأسد».
وعن حركة الزيارات التركية الإيرانية المتبادلة ومقاربتها لما يحدث في سوريا قال ركن أبادي: «لقد تم التشاور في ملفات عدة ومنها التطورات في المنطقة وفي سوريا تحديدا، وقد أكدنا من جهتنا على الحوادث الميدانية التي تدور إذ لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث على الأرض، واشرنا الى أن غالبية الشعب السوري تدعم النظام الحالي، وتبعا لدستورنا لا يمكننا تجاهل هذه الغالبية الشعبية، وأكدنا لإخواننا الأتراك وجود رغبة سورية في حلّ المشاكل ضمن سوريا وأننا كإيرانيين ضد التدخل الخارجي، وكان اتفاق في وجهات النظر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمسؤولين الأتراك من حيث التأكيد على ضرورة الاستقرار في سوريا».
وعن إمكان تدهور الأمور الى حرب أهلية وتدويل الأزمة السورية ونقلها الى مجلس الأمن الدولي، قال ركن أبادي: «إن التكهنات والتنبؤات شيء وما يجري على أرض الواقع شيء آخر. فمن يسافر الى سوريا ويتنقل من مدينة الى أخرى لا يشاهد اي أمر مما تتناقله للأسف بعض وسائل الإعلام التي تكبّر بعض القضايا ومنها كاذبة اساسا، وبالتالي ما يصور شيء وما يحدث شيء آخر. لذا ندعو الجميع الى السفر الى سوريا للاطلاع على حقيقة ما يدور ميدانيا، لأن من يفعل ذلك يبتعد عن التكهّن والتنبؤ بما يحصل في الداخل السوري».
وعن كيفية تعاطي إيران مع العقوبات الأوروبية الجديدة التي من المفترض أن يقرها وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم في بروكسيل والتي وصفت بأنها «غير مسبوقة وتشمل البنك المركزي وحظر النفط الإيراني»، قال ركن أبادي: «قبل ثلاثين عاما لم تكن إيران تمتلك شيئا وكانت متكلة على الاستيراد من الغرب بشكل كامل، بعدها قمنا بطرد ٦٠ ألف مستشار أميركي من إيران، وقطعنا العلاقات مع الولايات المتحدة ومع جميع من كانوا يصدرون البضاعة والمواد الينا. وبعد ثلاثين عاما وصلنا الى مراحل متقدمة في مجال الصناعات والتكنولوجيا والعلوم وفي الملف النووي وأصبحنا في الحقيقة بلدا نوويا، وبالتالي عليهم ألا يخوفونا كثيرا».
وتعليقا على كلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أن «الوقت ينفد وستبذل فرنسا كل ما بوسعها لتفادي تدخل عسكري في إيران وأن الخيار الأخير لن يحل المشكلة لكنه سيؤدي إلى حرب وفوضى في الشرق الأوسط»، قال ركن أبادي: «إن الكلام عن ضربة لإيران مثير للضحك، ونحن في الواقع مستعدون للردّ على أي ضربة توجه إلينا، لكنني لا اتصور أن الوضع الميداني والحقيقة الموجودة على الأرض يسمحان لهم بشن حرب ضدّ إيران وليس الأمر أكثر من مجرد مناورات. بالعكس هم يفكرون باتفاق».
وعن تطور العلاقة السعودية الايرانية بعد الاتهام الأميركي بمحاولة قتل السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، قال ركن أبادي: «بعد زيارتي وزيري الاستخبارات والخارجية الإيرانيين للسعودية أقمنا إطارا لتعزيز التعاون بين البلدين، ومواجهة كل المخططات التي تحاول بث الفتنة والفرقة بين المسلمين من جهة وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى». ولفت أبادي الى أن زيارة وزير الخارجية علي أكبر صالحي لبيروت «ستتم إن شاء الله، وهي وشيكة».
المصدر : "السفير" - مارلين خليفة
رقم: 80448