من يغلق باب المندب سيُغلق عليه مضيق هرمز
كشف العميد حطيط في حديث خاص لـ ( تنا )
من يتحكم بمضيق باب المندب فإنه يتحكم بمصير طاقة أوروبا
خاص "تنا" - مكتب بيروت
18 Apr 2012 ساعة 15:46
من يغلق باب المندب سيُغلق عليه مضيق هرمز
كشف العميد الدكتور أمين حطيط أن " من يتحكم بمضيق باب المندب فإنه يتحكم بمصير طاقة أوروبا بشكل ٍ عام" مذكراً أن "إغلاق باب المندب في العام ١٩٦٧ تسبب بحرب ٍ مباشرة قامت بها “إسرائيل” .
وفي حوار خاص مع وكالة أنباء التقريب"تنا" – مكتب بيروت، أوضح العميد حطيط أن مضيق باب المندب من الناحية الإستراتيجية يسمى مضيق الإقتصاد العالمي بينما مضيق هرمز "نسميه باب الطاقة". منبهاً من أن أميركا"رعت أكثر من حركة عسكرية أو سياسية من أجل وضع يدها على هذا المضيق ومن أجل التأهيل لإقامة القواعد العسكرية. وتمكنت من إقامة الأنظمة السياسية التي تنصاع لها هناك الأمر الذي يمكن أن يؤثر على الملاحة في المضيق مؤكداً على ضرورة إبقاء هذا المضيق تحت المراقبة والسيطرة القانونية وفيما يلي نصّ المقابلة:
- في البداية حبذا لو تحدثنا عن الأهمية الإستراتيجية لمضيق باب المندب .
- أولا ً من حيث موقعه يقع مضيق باب المندب في جنوب شرق الجزيرة العربية في مقابل أفريقيا وهو يُعتبر المدخل الذي يدخل منه إلى البحر الأحمر وبما أن قناة السويس والبحر الأحمر أصبحتا الشريان بين الشرق والغرب و أصبح باب المندب المعبر الإلزامي لأي حركة ٍ من الشرق إلى الغرب وإذا خشي المنتقل من هذه الحركة فعليه أن يدور حول أفريقيا عند رأس الرجاء الصالح وهو ما يعقد عليه الأمور ويهدر الوقت والطاقة.
وكان كما يعلم الجميع حفر قناة السويس بالغ الأهمية إستراتيجيا ً وإقتصاديا ً وإنسانيا لأنه فتح الشرق على الغرب بطريق ٍ قصير يوفر على الأقل ثلاث أضعاف المهلة المتوخاة. من أجل ذلك يُعتبر مضيق باب المندب الذي يعطي لقناة السويس هذه الأهمية وقناة السويس أيضا ً تعطيه هذه الأهمية هو الممر الإستراتيجي الرئيسي في وسط العالم القديم .
- يرى البعض أن الخطر الأكبر على الأمن القومي الأميريكي والمصالح الخليجية يتمثل في التحكم بباب المندب نظرا ً لأن ٦٠ % من إمدادات النفط العالمية تمر من هناك،كيف توضحون لنا ذلك؟
- إن الغرب بشكل أساسي يعنيه إنتقال البترول من الخليج بإتجاه أوروبا. والخطر الرئيسي بالنسبة لباب المندب ليس على أمريكا بمقدار ما هو على أوروبا لأن التحكم به يعني التحكم بالطاقة التي تغذي أوروبا من الشرق. ولكن بما أن أميركا ترى أن هنالك تلازمٌ إلى حد التطابق بين الأمن القومي بينها وبين أوروبا فإنها تنظر للمسألة من خلال المحيط الأطلسي أن كل ما يؤثر على أوروبا يؤثر عليها.
ولأن مضيق باب المندب يتحكم بمصير الطاقة المنتقلة من الخليج ومن الشرق عامة ً إلى أوروبا والغرب بشكل ٍ عام يعتبر لهذا المضيق مثل هذه الأهمية الإستراتيجية الكبرى التي يعلم الجميع أن من يتحكم بمضيق باب المندب فإنه يتحكم بمصير طاقة أوروبا بشكل ٍ عام ولهذا السبب نعلم أن إغلاق باب المندب في العام ١٩٦٧ تسبب بحرب ٍ مباشرة قامت بها “إسرائيل” بتوجيه وبموافقة غربية .
- كيف تستفيد إيران من إبقاء باب المندب آمنا ً خصوصا ً بعد الحديث عن نيّة أمريكية عن إنشاء قاعدة عسكرية في باب المندب؟
- أولا ً،وفقا ً لقواعد الملاحة البحرية الدولية كل الممرات الإلزامية ينبغي أن يكون العبور فيها عبورا ً آمنا ً ومستداما ً. وبالتالي وفقا ً للقانون يمكن لإيران أن تتمسك بهذه القواعد وأن ترفض أي مس ٍ لحرية الملاحة عبر باب المندب. لكن نحن نعلم أن القواعد القانونية تبقى عرضة ً للإهمال أو الأمان وفقا ً لقدرات الفرقاء الذين يستفيدون أو يتضررون منه. وعلى هذا الأساس أميركا جهدت ومنذ عقدين تقريبا ً ومنذ أن إنهار الإتحاد السوفياتي على التحكم بضفتي المضيق سواءا ً الشرقية عند اليمن أو الغربية عند القرن الإفريقي والصومال .
ولهذا السبب رعت أكثر من حركة عسكرية أو سياسية من أجل وضع يدها على هذا المضيق عند النقطتين أولاً ومن أجل التأهيل لإقامة القواعد العسكرية ثانيا ً. لكن الخطورة تكمن هنا أن أميركا تمكنت من إقامة القواعد أو الأنظمة السياسية الموالية لها و التي تنصاع لها كما كان نظام حسني مبارك على سبيل المثال. فإن هذه الأنظمة وإنطلاقا ً من تجاوز ٍ في تطبيق قواعد السيادة الوطنية يمكن أن تؤثر على الملاحة في المضيق لذلك الأمر ينبغي أن يبقى تحت المراقبة والسيطرة القانونية أولا ً.
- في حال إضطرت الجمهورية الإسلامية في إيران إلى فتح هذا المضيق في حال إغلاقه، ما هو السبيل برأيكم؟
إذا إضطرت إيران لمواجهة ٍ ما من أجل فتح هذا المضيق فإنها تستطيع أن تعمل على إتجاهين الإتجاه الأول هو إتجاه المقايضة أي إن إغلاق باب المندب بوجهها يمكنها هي أو تبرر لنفسها أن تغلق مضيق هرمز ويكون هناك مقابل في التضييق والحصار أو أن تلجأ إلى الحلفاء الجدد الذين برزوا على الساحة بعد إنهيار الأحادي القطبية لأمريكا وقيام نظام عالمي جديد نشهد ولادته في هذه الأيام هو نظام متعدد القطبية.
وإيران مستفيدة من هذا النظام كون أن دول البريك ستسعى لعقد تحالفات مع قوى صاعدة كإيران وأن يكون هناك تعاونا ً عسكريا ً وإقتصاديا ً بين الأطراف لذلك إيران عليها أن تتحسب لهذا الأمر ميدانيا ً عسكريا ً ذاتيا ً أن تقابل الحصار بالحصار و لديها مضيق هرمز هو إستراتيجيا ً بعقد التحالفات مع دول صاعدة .
- نفهم من كلامك دكتور حطيط أن المعادلة الجديدة ستكون باب المندب مقابل مضيق هرمز.
- نعم هذه المعادلة يجب أن تكون في الذهن الإيراني وأن يكون هناك وضوح في طرحها حتى يعلم الجميع أن من يغلق باب المندب سيُغلق عليه مضيق هرمز .
- هناك حديث عن تخوف من سيطرة "القاعدة" على باب المندب خصوصا ً أن المضيق يشكل المنفذ الجنوبي لـ”إسرائيل” في دائرة مجالها الحيوي كيف يمكن أن تتضرر “إسرائيل” من تصدير السلاح في حال تمت سيطرة القاعدة على هذا المضيق؟
- أنا لا أثق مطلقا ً أن القاعدة قامت أصلا ً أو ستقوم حاليا ً لضرب المصالح الإسرائيلية. منذ أن قامت القاعدة حتى الآن تقدم خدمات جلّة لأمريكا وتستفيد منها “إسرائيل” لذلك أنا لا أناقش كثيرا ً المخاطر التي ستتعرض لها “إسرائيل” بحال سيطرت القاعدة على مضيق باب المندب لأن سيطرة القاعدة على باب المندب يعني وبشكل غير مباشر سيطرة أمريكية فالقاعدة تعمل وبإملاءات أمريكية وبإستدراج أمريكي وبخطط أمريكية . الذين يتتبعون بواطن الأمور وأعماقها يعرفون أن القاعدة لا تتصرف إلا بإملاءات أمريكية وخدمة للمصالح الأمريكية .
- ألا يوجد برأيكم أي ضرر للجانب الإسرائيلي لناحية تصدير السلاح؟
- في هذه النقطة أعتقد أن "إسرائيل" عندما ستشعر بأن مضيق باب المندب سيقفل عليها فإنها ستكرر ما قامت عليها في العام ١٩٦٧ أي باللجوء إلى الحرب وإستعمال القوة من أجل فتح هذا المضيق. لأن هذا المضيق بالنسبة لها يعتبر مضيقا ً إستراتيجيا ً حيويا ً يفتحها بإتجاه الشرق وهي بحاجة الآن لعلاقات تصاعدية مع الشرق بدءا ً من جنوب شرق آسيا وصولا ً إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية. “إسرائيل” تعوض كثيرا ً في إقتصادها وعلاقاتها العسكرية الآن مع الشرق ولا تسمح بأن يُغلق باب المندب عليها .
حوار : بتول زين الدين
رقم: 91162