ان منطقة شرق المتوسط لم تعد تحت سيطرة ونفوذ الاميركي.
رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية عماد الشعيبي لـ"تنا"
الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة عالمياً .
خاص "تنا" - مكتب بيروت
4 May 2012 ساعة 22:23
ان منطقة شرق المتوسط لم تعد تحت سيطرة ونفوذ الاميركي.
شدد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور عماد الشعيبي ان الاستعراضات العسكرية التي تقوم بها موسكو تحمل رسائل الى الولايات المتحدة الاميركية مفادها ان الاخيرة اصبحت في المرتبة الثالثة في العالم، مشدداً على ان منطقة شرق المتوسط لم تعد تحت سيطرة ونفوذ الاميركي.
وفي حوار خاص لـ"تنا" بيروت، اضاف الشعيبي ان روسيا تقول للولايات المتحدة الاميركية انه في هذه المرحلة ان العالم قد تغيير وعلى الولايات المتحدة الانسحاب تدريجياً من منطقة شرق المتوسط، موضحاً ان العالم يتجه نحو منظومة دولية جديدة لأن لغة العالم تبدلت وتغيرت ولم تعد كما هي.
وفي السياق، شدد رئيس مركز الدراسات ان المنظومة الجديدة تتشكل من روسيا والصين اولاً، اضافةً الى مجموعة "البريكس" ومنظمة "شنغهاي"، مجدداً قوله الى ان كل هذا رسائل من موسكو الى واشنطن.
ولفت الشعيبي الى ان منطقة شرق المتوسط هي المنطقة "الحُبلى" بالكم الكبير من الغاز وتحتل المرتبة الثالثة في العالم بامتلاكها للغاز بعد روسيا ومنطقة الربع الخالي، مفسراً بشرحه هذا للصراع القائم في منطقة المتوسط، قائلاً: " الصراع في منطقة شرق المتوسط هو صراع يندرج تحت الصراع على مستقبل الطاقة لقرن مقبل".
ورأى الشعيبي ان روسيا تدخل العالم من البوابة السورية، قائلاً : "بالطبع وبالتأكيد تدخل روسيا للعالم من البوابة السورية لأنها تبلور النظام العالمي من خلال التحالف مع سوريا".
وحول تأثيرات الاوضاع في سوريا على الساحتين الاقلمية والدولية، اعتقد رئيس المركز ان الوضع ينحو في اتجاهين، الاول يتمثل "بالمواجهة ولكن هذا احتمال ضعيف"، مرجحاً تطبيق الاحتمال الثاني "التسوية" التي تقوم على انسحاب الاميركي من منطقة شرق المتوسط.
كما اوضح الشعيبي ان انسحاب الاميركي سيتم بطريقة "لا يذل فيها الاميركي ولكن يضمن له ماء الوجه"، مضيفاً انه يرى ان هذه المرحلة هي مرحلة تشكيل التسوية.
من جهة اخرى ، اكد رئيس مركز الدراسات ان كل التحريض التي تقوم به الدول الغربية والعربية "لا معنى له وانه جزء من جوقة"، مشيراً الى ان القضية في مكان آخر تماماً .
واضاف الشعيبي ان كا ما يحصل في المنطقة كان هدفه تصفية القضية الفلسطينية ، لافتاً الى ان الامر لم ينجح ولذلك ستعود القضية الفلسطينية الى الواجهة.
واوضح الشعيبيً ان مسألة الزمن مفتوحة امام عودة القضية الفلسطينية الى الواجهة، رابطاً المسألة بالتسوية التي اشار اليها، مؤكداً ان التسوية تتم بين "الكبار" في الشرق الاوسط بخصوص انحسار النفوذ الاميركي.
في سياق متصل، رداّ على سؤال عن الوضع التركي وتغيراته منذ بداية الازمة في سوريا حتى اليوم، قال الشعيبي: "ان التركي دائماً يثبت انه عثّملّي وكما يقال ان مخّه سميك، لا يفهم انه قد حنّط، وان الدولة العثمانية حنّطت وانتهت، والمحنّط لا يعود"، مضيفاً ان الاتراك كانوا يظنون انهم يستطيعون ان يلعبوا دوراً ما "ليحصلوا على جزء من الكعكة" لكنهم خسروا.
واوضح الشعيبي ان تركيا خسرت الدور الذي منحها اياه الرئيس السوري بشار الاسد والنظام السوري، مشيراً الى دور تركيا في المفاوضات حول الصراع العربي – الصهيوني.
كما اضاف الدكتور الشعيبي ان تركيا قد جنّت حينما خرج الغاز منها على ايدي سوريا والعراق بعد نهاية غاز "نابكو"، بكمية الغاز الايراني في منطقة شرق المتوسط، مضيفاً ان تركيا عندما لم تستطع ان تمرر الغاز التركمانستاني بسبب امتلاك روسيا ٨٠% منه.
من هنا، جزم الشعيبي ان المعادلة التي تجري حالياً في تركيا هي معادلة " البحث عن مكان" ، مشدداً على ان تركيا خسرت مكانتها.
وختم الشعيبي مذكراً بتاريخ ٢٨ -١١- ٢٠١١، وهو تاريخ اعطيت فيه جائزة ترضية من روسيا لتركيا مفادها ان يمرر فرع من غاز "بروم" الجنوبي فيعا، مضيفاً انه في ذلك الوقت طلب من تركيا : " الصمت " ...فـ"صمتت".
حوار : سناء ابراهيم.
رقم: 93131