أبي صعب: إعادة فتح الحوار بكل شفافيّة ووضوح الكلام مع المختلف تنفّس كل المحاولات المغرضة
على هامش اللقاء الحواري في الجامعة الأميركية
الشيخ جرادي لـ"تنا" : الأطروحة الإسلاميّة قادرة على البحث عن المشتركات
خاص "تنا" - مكتب بيروت
11 May 2012 ساعة 22:14
أبي صعب: إعادة فتح الحوار بكل شفافيّة ووضوح الكلام مع المختلف تنفّس كل المحاولات المغرضة
أوضح مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة الأخبار الأستاذ بيار أبي صعب في حديث خاص إلى وكالة أنباء التقريب"تنا" ( مكتب - بيروت) أن النقاش حول العلمنة و الدين مطروح في لبنان منذ نشوئه ولكن التشويه الذي تتعرض له القضايا بهدف إثارة الفتن في المجتمع وإغراق المقاومة و ضرب الشعب وتنازعه داخلياً بدل أن يكون موحّداً ويواجه المستعمر والجلاّد تجعل موضوع الحوار راهناً اليوم .
الأستاذ بيار أبي صعب
وعلى هامش اللقاء الحواري الذي أقامه النادي الثقافي الجنوبي وجريدة الأخبار والجامعة الأميركية في بيروت مع مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية سماحة الشيخ شفيق جرادي. تحت عنوان"السلطة والدولة : هواجس الدين والعلمنة" . في الجامعة الأميركية في بيروت أمس الخميس أكد أبي صعب أن "إعادة فتح الحوار بكل شفافيّة ووضوح و الكلام مع المختلف تنفّس كل المحاولات المغرضة لأنها حين تضعيها تحت الشمس و الضوء و الأوكسيجين تموت و لكنها تتفاعل في العتمة و الظل لذا فإن فتح باب لنقاش هو قتل لكل أنواع الجراثيم" . مبيّناً أن " الفتنة جرثومة سرطانيّة خطيرة تضرب المجتمع و تهدده ". كاشفاً عن أن هذه المبادرة كانت "لأن لديّ تساؤلات شخصيّة حول الوضوع كنت أود مقابلة الشيخ جراي لإجابتي عنها لكنني فضلت طرحها أمام الطلاب الجامعيين لإفادة أكبر عدد ممكن بهذه القضيّة التي تهمني كرجل عربي صديق للمقاومة ".
كما كان لوكالة أنباء التقريب"تنا" - (مكتب بيروت) جولة مقابلات تم خلالها إستكشاف دوافع مشاركة الطلاب بهذا اللقاء و مقابلة المنظمين للقاء بالإضافة إلى حديث خاص مع الشيخ جرادي بعد اللقاء أفصح خلالها عن رغبة بتكرار التجربة في جامعات أخرى.
الطالبة زهراء ماجد
الطالبة في الجامعة الأميريكية زهراء ماجد أوضحت لـ"تنا" سبب حماسها للمشاركة باللقاء : ما دفعني للمشاركة في هذا اللقاء لحواري هو تكرار تدوال موضوع "العلمنة و الدين" في الجامعة وكيف يمكن أن نربي أولادنا مستقبلاً في هذه الأجواء، من هنا كان لديّ العديد من التساؤلات جئت بهدف الحصول على إجابات لها من بينها : هل ممكن أن يكون الدين جزء من حياتنا العملية؟ و هل ممكن أن ندخل الدين في الدولة؟ ولكنني أعتقد أنه في لبنان لا إمكانية للإستفادة من الدين في الدولة نظراً للتعدد الطائفي.
بدورها الطالبة زينب إبراهيم عواضة شددت على حاجة الطلاب في الجامعة الأميريكيّة لإقامة هكذا ندوات تثقيفيّة بشكل مستمرّ لنعرف الآخر و يعرفنا و لنرى هل العلمنة تتعارض مع الدين أم لا.
من جهتها دعت الطالبة رنا حربة ( طالبة سنة ثانية) إلى تكثيف هكذا ندوات لتغيير الصورة النمطيّة التي يروّج لها البعض عن الإسلام وأن رجال الدين المسلمين إمكانيّة لمناقشتهم و الحقيقة أنه بعد متابعتي لهذا القاء الحواري وجدت إمكانية للتلاقي من دون رفض الدين ولا رفض العلمنة .
أما مسؤول النادي الثقافي الجنوبي في الجامعة الأميريكيّة المنظّم لهذا اللقاء الحواري الطالب علي رضا رزق ، فأوضح لنا أنه في الآونة الأخيرة إزداد النقاش حول العلمنة فجاءت هذه المبادرة تلبية للشاب الجامعي لمعرفة وجهة النظر الإسلامية من هذا الموضوع فإخترنا سماحة الشيخ شفيق جرادي لأنه يمللك وجهة نظر أصيلة وقادرة على الحوار في هذا الموضوع .
الطالب علي رضا رزق
و عن فصل الدين عن السياسة خصوصاً كما جاء في بطاقة الدعوة (الدين على سهم و السياسة على آخر و كل منهما في إتجاه و كأن ذللك تبني لإنفصالهما) بيّن رزق أن هذا التفصيل جاء خصيصاً لهدف دعائي: إسثارة الجمهور . ولكن جوّ الحوار مختلف . أما عن خصوصيّة هذه القضيّة في لبنان لفت مسؤول النادي الثقافي الجنوبي في الجامعة الأميريكيّة يتسلّحون بالقليل من الدين بمعنى العفة و الطهارة والأخلاق لما كان حدث ما يحدث اليوم.
السيد يوسف البيّومي بدوره أكد ان الحاجة باتت ملحّة لتكرار هذه الجلسات لأن عدم معرفة الشخص بالآخر هو ما يدفع البعض إلى التكفير لأن الإنسان عدوّ ما يجهل فمعرفة الآخر تؤدي إلى تغيير هذه النظرة . خصوصاً أن عوام الناس لا يعرفون كل شيئ في ظل التضليل الإعلامي تحديداً . موضحاً أننا "كمسلمين نرى أنه لا إمكانيّة لفصل السياسة عن الدين لكن المهم هو أن تعترف بالآخر ومن يعيش منا في هذا البلد و أن نعرّفه كيف نفكّر "فكرنا السياسي و الديني" و بالتالي تصبح الإمكانيّة متاحة لتقبّل هذا الفكر" .
كما حدّثنا الشيخ شفيق جرادي بدوره عن إنطباعاته بعد نهاية اللقاء قائلاً : طالما أن الجلسات هي مع طموح الشباب وصدقهم فكان من الواضح أنه برغم الإختلافات الموجودة بإنتماءاتهم الطائفيّة و الفكريّة كان هناك جو من الإنسجام الذي يدفعنا للتفكير بشكل جدّي و صادق و البحث عن المشتركات بينهم و أن الأطروحة الإسلاميّة قادرة على ذلك. مؤكداً على حتميّة تكرار هكذا جلسات وهذه التجربة في جامعات أخرى في لبنان .
إعداد : بتول زين الدين
رقم: 94069