ماكرون.. لقد استجاب هذه المرة.. الا انها استجابة لم ترق لاصحاب السترات الصفراء الذين تحفظوا عليها ،وهم الذين لم يروا في خطاب الرئيس الفرنسي للامة الفرنسية ما يقنع ،وقد دعت الحركة الى فصل خامس من التعبئة يوم السبت المقبل في جميع انحاء فرنسا.

وقال كريستوف شالانكون الممثل عن السترات الصفراء :"التدابير التي أعلنها إيمانويل ماكرون هي من عالم اقتصادي في الماضي. السترات الصفراء تريد عالماً جديداً ، أقرب إلى الإنسانية".

الخطاب اتى مخيبا للامال ..فبينما تفاجأت المعارضة السياسية، من أقصى اليمين وأقصى اليسار، من التدابير التي أعلنها ماكرون، رأى العديد من المنضوين في الحركة الاحتجاجية ان خطاب الرئيس اثبت عدم اكتراث السلطة بالمحتجين.

فالاحباط ياتي من ان ماكرون لم يرد على قائمة الطلبات ذات الاربعين بندا التي سلمتها السترات الصفراء لوسائل الاعلام..ويؤكدون ان رئيس الاغنياء كما يسميه هؤلاء ،لم يقارب الحلول المطلوبة ..ولم يفهم شيئا عن الغضب الذي يتم التعبير عنه،بحسب الكونفدرالية العامة للعمل سي جي تي.

وهنا تحاول الحكومة الفرنسية ايضاح ما وعد به ماكرون، الذي جاء مبهما وملتبسا.. فهو وعد بزيادة الحد الأدنى للأجور، وإعفاء المتقاعدين من ضريبة المساهمة الاجتماعية، التي تصب في تمويل الضمان الاجتماعي.

غير أنه ما زال يتحتم على الحكومة توضيح عناصر عديدة بما يخص تحديد المعنيين بكلّ التدابير، وتاريخ بدء تطبيقها وسبل تمويلها.. مقابل رأي اخر يرى بتلك الاعلانات الرسمية فبركة واضحة، فالسترات الصفراء باتت راسخة في المشهد السياسي بعد اربعة اسابيع من التحركات، وهم يرون ان التاخر في رد الفعل كان خطأ سياسيا كبيرا لماكرون.

وبين الوعود والتطبيق، تترقب السلطات الفرنسية توجهات الرأي العام التي تعتبر أساسية لمسار الأزمة، وسط التساؤل عن كيفية تمويل تلك الاجراءات التي اعلنها الرئيس الفرنسي، والتي تصل الى عشرة مليارات من اليوروهات.
https://www.taghribnews.com/images/docs/files/000385/nf00385661-1.flv

/110