رصاص من كلِّ مكان، خوف ولهاث ودقات قلبٍ تتعالى، تمتدُ الأيدي لسحبهِ من براثن الموت، فيجنُّ إطلاق النار صوبهم.. كادوا يعيدوه إلى الأرض التي أحبَّ، لكن الرصاص بدأ يخترق أجسادهم، فلم يعلموا أينقذوا الجثمان أم من حاول إنقاذه!
مشهد مرعب ، الجرافة الإسرائيلية بتقطيع جثمان الشهيد محمد الناعم
جرافة اسرائيلية تقطع جثمان الشهيد محمد الناعم تكشف إرهاب الاحتلال
تنا
26 Feb 2020 ساعة 11:07
رصاص من كلِّ مكان، خوف ولهاث ودقات قلبٍ تتعالى، تمتدُ الأيدي لسحبهِ من براثن الموت، فيجنُّ إطلاق النار صوبهم.. كادوا يعيدوه إلى الأرض التي أحبَّ، لكن الرصاص بدأ يخترق أجسادهم، فلم يعلموا أينقذوا الجثمان أم من حاول إنقاذه!
أوصل الشباب الشجاع المصاب إلى بر الأمان وعادوا لجثمان الشهيد ثانيةً وكأنَّ روحه تناديهم، لكنَّ جنازير جرافة الاحتلال سبقتهم، وقطعّت قلوبهم وهي تقطع أوصاله بنصلها، وتطحن جسده في مشهدٍ علق في ذهن كل فلسطيني وكل حرَّ في هذه الدنيا.
مشهد مؤلم يلخص لحظة انتشال جثمان الشهيد المجاهد محمد الناعم (27 عامًا) شرق مدينة خانيونس الذي اختطفته أنياب جرافة اسرائيلية بشكل إجرامي مدان في كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية والشرعية والأخلاقية.
وقعت الحادثة الاجرامية الإسرائيلية صباح يوم الأحد (23-2-2020) أثناء اقتراب شابين من السياج الفاصل شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لتستقبلهم دبابة إسرائيلية بقذيفة ووابل من الرصاص الثقيل الذي اخترق أجسادهم.
في هذه اللحظات خرج الشاب علاء قديح برفقه أشقائه الذين يسكنون قرب السياج الفاصل شرق خانيونس ليتفقدوا مصدر اطلاق النار، ليقول أحد المزارعين لهم "هناك شهيد واصابة على الحدود"، ركض علاء ومن معه تجاه الشابان وما أن اقتربوا منهما أطلقت دبابة اسرائيلية عليهم وابلًا من الرصاص الثقيلة.
لجأ علاء ومن معه إلى تلة صغيرة من الرمال والطين لتحميهم من رصاص الدبابة الاسرائيلية، وبعد ثوانٍ من توقف الرصاص ركض علاء ومن معه مسرعين وسط اطلاق النار، لكن وعورة المكان أسقطتهم أرضًا وهم يحاولون الركض بجثمان الشهيد وفي تلك اللحظة أصيب أحد المنقذين في قدمه برصاصة اسرائيلية.
وما أن أصيب أحد المنقذين حتى ترك البعض جثمان الشهيد ونقلوا المصاب لمكان آمن، في تلك اللحظة توغلت جرافة ودبابة اسرائيلية في الأراضي الزراعية شرق خانيونس لسحب جثمان الشهيد واحتجازه قبل أن يعود الشبان.
حاول بعض الشبان الركض بسرعة كبيرة تجاه جثمان الشاب، وبدأت دقات قلوبهم تتسارع مع كل خطوة، وما أن أمسك الشبان بجثمان الشهيد ليسحبوه حتى هاجمتهم جرافة إسرائيلية وخطفت الجثمان من أيديهم.
ووقف الشبان يشاهدون المنظر وعيونهم تبكي دمًا، ودقات قلوبهم تخفق بسرعة عالية، في مشهد مرعب جدًا، حيث شرعت الجرافة الإسرائيلية بتقطيع جثمان الشهيد محمد الناعم بنصلها وتطحن جسده الطاهر في تراب الوطن.
علاء أو دقة الذي روى تفاصيل مشهد الجرافة الإسرائيلية وجثمان الشهيد محمد الناعم قال وهو يبكي حرقة وألمًا على ما شاهده: "من شوا خايفين من واحد ميت كوم لحم قدامهم اشي بخوف والله".
/110
رقم: 452804