إن تسابق المرشحين أوباما ورومني إلى خطب ود الكيان الصهيوني وتقديم التعهدات بتزويده بالأسلحة الفتاكة مع تجاهل مأساة الشعب الفلسطيني يشجع هذا الكيان المارق على تطبيق سياسةالإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي وأممي
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية
الطريق إلى البيت الأبيض يمرّ عبر "إسرائيل"
تنا - بيروت
31 Jul 2012 ساعة 21:56
إن تسابق المرشحين أوباما ورومني إلى خطب ود الكيان الصهيوني وتقديم التعهدات بتزويده بالأسلحة الفتاكة مع تجاهل مأساة الشعب الفلسطيني يشجع هذا الكيان المارق على تطبيق سياسةالإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي وأممي
على نار حامية يغازل كل من الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني الكيان الصهيوني، ولأن الطريق إلى البيت الأبيض يجب أن يمر من تل أبيب،فإن كلاً منهما يسعى إلى تسجيل نقاط إيجابية في العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
وعليه،كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن قرارات تقضي بتقديم مساعدات مالية تزيد عن ٤٧٠ مليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية للكيان الصهيوني المحتل والحرص على التفوق العسكري النوعي له عبر تزويده بأشد الأسلحة فتكاً لتعزيز قدراته العسكرية العدوانية على دول المنطقة.
في هذا الإطار،لم تتردد صحيفة معاريف الصهيونية التي نشرت تفاصيل الحزمة الواسعة جداً من هدايا أوباما لكيان الاحتلال في عنونة صفحتها الأولى من عددها الصادر أمس (مرشحا الرئاسة الأميركية يتنافسان على إرضائها.. الطريق إلى البيت الأبيض تمر عبر إسرائيل) وذلك في إشارة واضحة إلى الزيارة التي يقوم بها المرشح الجمهوري رومني حالياً إلى الكيان الصهيوني والتي تشكل جزءاً من معركة إنتخابية يخوضها مع أوباما حول أصوات اللوبي الصهيوني المتحكم بالسياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة.
وفي إشارة واضحة إلى تعهد أوباما بالاستمرار في عرقلة طرح أي مشروع قرار لحصول دولة فلسطين على العضوية في الأمم المتحدة، كشفت معاريف أن هدايا أوباما تضمنت خوض ما أسمته صراعاً ضد مشاريع القوانين المناهضة (لإسرائيل) في الأمم المتحدة.
ويأتي هذا التعهد بعد أيام قليلة على قرار الجامعة العربية إرجاء تقديم السلطة الفلسطينية طلباً رسمياً للانضمام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أجل غير مسمى تنفيذاً لأوامر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي أوعزت بتعاون مع الكيان الصهيوني للنظام السعودي بمنع انهيار السلطة الفلسطينية لضمان عدم طرح الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إفشال واشنطن وعملائها للطلب الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي.
كذلك أقرت الصحيفة الصهيونية بأن رومني أراد من خلال زيارته إلى كيان الاحتلال "الإثبات بأنه ملتزم بالوفاء له لضمان الحصول على أصوات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن أوباما عمل من خلال هداياه على سرقة الأضواء عبر إقرار هذه المساعدات في إطار طقوس إحتفالية في البيت الأبيض بحضور ممثلين عن اللوبي الموالي لإسرائيل ونواب أميركيين كانوا قد بادروا إلى عرض هذه المساعدات على الكونغرس الأميركي.
إلى ذلك، ذكرت الصحيفة الصهيونية أن هدايا أوباما تتضمن مساعدات مالية لتطوير شبكة الدفاع ضد الصواريخ بمبلغ ٧٠ مليون دولار إضافة إلى ٤٠٠ مليون دولار لدعم تجديد وزيادة حجم مخزون الأسلحة في مخازن الطوارئ التابعة للجيش الإسرائيلي إضافة إلى التسريع بتزويد الكيان الصهيوني بطائرات مقاتلة من طراز أف ٣٥و مساعدات للاستعداد أمنياً بعد سحب القوات الأميركية من العراق.
هذا فضلاً عن تعزيز التعاون الاستخباراتي والتجسسي مع "إسرائيل" بما في ذلك مجال أقمار التجسس ناهيك عن زيادة حجم المناورات العسكرية المشتركة بما في ذلك فتح الأجواء الأميركية لتدريب سلاح الجو الإسرائيلي وتزويد جيش الإحتلال بأسلحة متطورة مثل طائرات التزود بالوقود أثناء تحليق الطائرات وذخيرة متطورة.
ولم تخل هدايا الرئيس الأميركي الحالي المتهاوية شعبيته بشكل يهدد مستقبله السياسي من مغازلة الكيان الصهيوني والعزف على وتر الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها حكومة الاحتلال الصهيوني حيث أكدت الصحيفة أن أوباما تعهد بتقديم ضمانات إقتصادية (لإسرائيل) وذلك بالتزامن مع توجّه هذه الحكومة إلى التصويت على خطة في محاولة لسد العجز المالي والانخفاض غير المسبوق في النمو الاقتصادي لكيان الاحتلال.
كما يرى مراقبون أن هذا السخاء الانتخابي لأوباما يؤكد أن أوباما متمسك بالسلطة ومستعد لفعل أي شيء حتى ولو كان ذلك على حساب الشعب الأميركي من أجل ضمان الإقامة في البيت الأبيض أربع سنوات قادمة بدعم من كيان الاحتلال الذي يجمع الخبراء والمحللون على أنه هو صاحب الكلمة الفصل في تحديد رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
وفي الوقت الذي كان أوباما يحتفل مع ممثلين عن اللوبي الموالي لـ(إسرائيل) بهداياه الجديدة لكيان الاحتلال كان منافسه رومني الذي يصارع للوصول إلى البيت الأبيض يتحدث أمام قادة كيان الاحتلال عن "حق الكيان الإسرائيلي المحتل في الدفاع عن نفسه" على حدّ زعمه.
وفي سياق محاولاته المستميتة لكسب ود الإسرائيليين والتقليل من أهمية زيارة وزير الدفاع في إدارة أوباما ليون بانيتا لـ (إسرائيل) اعتبر رومني أن الوقوف إلى جانب (إسرائيل) أكثر من مجرد تزويد بالمساعدات العسكرية وذلك في انتقاد مبطن لمنافسه أوباما الذي كشف عن هذه الزيارة التي ترمي إلى البحث مع قادة كيان الاحتلال إلى تطبيق القانون الجديد الخاص بتكثيف التعاون الأمني بين الجانبين.
في المحصلة فإن تسابق المرشحين أوباما ورومني إلى خطب ود الكيان الصهيوني وتقديم التعهدات بتزويده بالأسلحة الفتاكة مع تجاهل مأساة الشعب الفلسطيني يشجع هذا الكيان المارق على الاستمرار بانتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والذي يعد رأس الإرهاب المنظم في العالم عبر تطبيقه سياسة الإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي وأممي يتعامى عن الإرهاب الموصوف والمذكور في آلاف الوثائق التي نشرتها الأمم المتحدة.
رقم: 104150